الحوثي يغتال براءتهم.. تجنيد نصف مليون طفل لصفوف الميليشيا الإرهابية
الأربعاء 30/يونيو/2021 - 02:42 ص
طباعة
أميرة الشريف
أفادت تقارير إعلامية بقيام ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بتجنيد الأطفال، والزج بهم في معسكرات تربيهم على الفكر المتطرّف والعنف والكراهية، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من خروج جيل من المتطرفين، بعد فشل الميليشيا الذريع، وعلى مدى سنوات في تسويق أفكارها بين اليمنيين، حيث اتهمت منظمة سياج لحماية الطفولة في اليمن، ميليشيات الحوثي بتجنيد نصف مليون طفل على الأقل خلال عام 2021، عبر ستة آلاف مخيم صيفي.
وأشارت المنظمة في بلاغ صحفي إلي إشراك أعداد كبيرة من أطفال المراكز الصيفية في جبهات القتال المستعرة حالياً، مشددة على أن "استغلال منشآت التعليم لأهداف عسكرية جريمة حرب لا تسقط بالتقادم".
كما دعت الانقلابيين إلى الكف الفوري عن تجنيد وإشراك الأطفال في النزاع المسلح.
وأوضحت المنظمة أن أطفال اليمن هم الأكثر عرضة لكافة الانتهاكات المحرمة دولياً ووطنياً، لافتة إلى أن الأطفال المجندين عرضة للاستغلال الجنسي بمختلف أشكاله.
وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني كشف في وقت سابق أن ممثل إيران لدى الحوثيين حسن إيرلو هو من يشرف على مخرجات معسكرات التدريب التي تقيمها ميليشيات الحوثي المدعومة من طهران لاستدراج وتجنيد عشرات الآلاف من الأطفال في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها تحت غطاء "المراكز الصيفية" .
وفي 18 يونيو الجاري، أدرج الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ميليشيات الحوثي على اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال في مناطق النزاعات.
وتحذر تقارير من مخاطر عمليات إبادة جماعية، ترتكبها الميليشيا بحق الآلاف من الأطفال، بعد استدراجهم من المنازل والمدارس، وغسل عقولهم، وتعبئتهم بالأفكار المتطرفة، ومن ثمّ الزج بهم إلى جبهات القتال.
هذا وقد دعا حقوقيون ومنظمات محلية وأجنبية المجتمع الدولي الوقوف ضد المليشيا نظير هذه الجرائم الإنسانية.
وبينما تؤكد التقارير الحكومية الرسمية قيام الجماعة الموالية لإيران بتجنيد أكثر من 30 ألف طفل وقاصر خلال حربها ضد اليمنيين وثقت منظمات أخرى تجنيد الجماعة أكثر من 10 آلاف طفل وقاصر خلال السنوات الست الماضية.
وقد ذكرت المنظمة المعنية بمراقبة المناهج التعليمية والكتب المدرسية في جميع أنحاء العالم، وترصد قيم السلام والتسامح فيها أن الحوثيين "حولوا التعليم لأداة نشر القيم والثقافة الإيرانية بين وكلاء طهران".
وذكرت في تقرير لها أن "إيران متغلغلة من خلال الحوثيين في مراكز التعليم الابتدائي ومعاهد التعليم العالي في اليمن، ومن جانب آخر، يدرس المئات من الطلاب الحوثيين حالياً في إيران".
وأفادت المنظمة في دراسة حديثة، بأن المنهج الإيراني المنتشر بين وكلائها يعلم الأطفال أهمية "توحيد المسلمين ضد الأعداء الغربيين وتتهم السعودية بارتكاب مجازر وتنفيذ عدوان على المدنيين اليمنيين".
وأشارت إلى وجود "صور تعليمية في الكتب المدرسية للأطفال الصغار تشمل أطفالاً قتلى، وتستخدم لتعليم الطلاب كيفية معارضة الهيمنة الصهيونية الأميركية".
وتشجع المواد التعليمية الحوثية على محاربة "طغيان اليهود" والتحالف الذي تقوده السعودية، بحسب المنظمة.
وأضافت المنظمة إن تحليلها للمواد التعليمية قائم على معايير اليونسكو للسلام والتسامح، موضحة بأن لليهود أيضاً حصة، فالمناهج الحوثية تتضمن مواد تعليمية تتهم اليهود بـالمؤامرات الشائنة، وتقدمهم على أنهم عدو للإسلام وشعب اليمن".
وكشفت الدراسة عن أنه يتم تدريس شعار الحوثيين الذي يشمل "الموت لأميركا – الموت لإسرائيل – اللعنة على اليهود – النصر للإسلام، منتقدة نشر صور العنف، بما في ذلك صور الأطفال القتلى في المواد المخصصة لمراحل التعليم الأولى، وكذلك استخدام الأسلحة في دروس الرياضيات.
ويعتقد الحوثيون ومخابرات إيران أن الرهان على الأجيال المقبلة ضمن ما تسميه بـ"معركة الوعي" سوف يضمن لهما الولاء الدائم شمال اليمن حتى في حال جرت تسوية سياسية بضغط دولي.
وكانت ذكرت تقارير إعلامية بأن ميليشيا الحوثي اتجهت في السنوات الثلاث الأخيرة لتصميم برنامج تنظيمي مشدد على تعليم الأطفال الصغار.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية؛ منذ مارس 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.