تقرير أمريكي.. يرسم ملامح مستقبل الميليشيات الشيعية بعد تصاعد هوية الخلافات بين الحشد والسيستاني
كشف تقرير أمريكي عن تصاعد الانقسامات بين فصائل الحشد الشعبي العراقي،
وكذلك تقديرات تشير إلى التهديدات التي تواده مستقبل الحشد في ظل ترادجع شعبيته
بعد الانتهاكات التي اقدم عليها الحشد ضد أبناء الشعب العراقي من المحتجين في
ساحات المدن العراقية.
وأوضح تقرير لمعهد واشنطن، أن الانقسام بين
الحشد العراقي و"حشد العتبات" الموالي للمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني،
تتسع، فقد أعرب الأمين العام لحركة «عصائب
أهل الحق» قيس الخزعلي عن مخاوفه من التهديدات التي تواجهها المقاومة وخاطب جماهير
"الحشد الشعبي" وطلب منهم أن يكونوا مستعدين للدفاع عن «حشدهم» إذا تطورت
الأمور وأصبح الوضع حرجاً.
وأوضح التقرير أن الحشد الشعبي يشعر بالعزلة والتهديد على
نحو متزايد. فالانقسام بين فصائل الحشد و"حشد العتبات" الموالي للسيستاني
آخذٌ في الاتساع. ففي 17 حزيران/يونيو، عقدت مؤسسة مرقد العباس، التي تشرف على
"فرقة العباس القتالية"، مؤتمراً في كربلاء بمناسبة الذكرى السنوية للفتوى
الصادرة عن السيستاني بمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي، وألقى ممثل السيستاني،
أحمد الصافي، كلمةً في الحدث لكنه لم يذكر
في خطابه قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، الأمر الذي أغضب العناصر داخل الميليشيات
التابعىة لإيران.
وقام حسابٌ مؤثر تابع للمقاومة على موقع "تويتر"،
يدعى "ابن السكيت"، بانتقاد الصافي بشدة في منشور انتهى بهاشتاغ "الكراهية
الرجعية" .
وفي حين حضر ممثلون
عن "قوات الأمن العراقية"، ومن بينهم المتحدث باسم "قيادة العمليات
المشتركة العراقية" تحسين الخفاجي، إلّا أنه لم يشاهَد أي عنصر من "هيئة
الحشد الشعبي" في هذا الحدث. وفي اليوم التالي عقدت "الهيئة" حدثاً
مماثلاً، ولم يكن أحدٌ من "حشد العتبات" حاضراً هذه المرة.
جرائم الحشد
ويبدو أن ذلك أحد عواقب الأعمال السافرة الأخيرة التي أقدمت
عليها المقاومة، مثل حصار "المنطقة الدولية" (المعروفة بـ "المنطقة
الخضراء") في أيار/مايو 2021 بعد اعتقال قاسم مصلح، قائد محافظة الأنبار في "قوات
الحشد الشعبي"، واستعراض "ربع الله" التابعة لـ "كتائب حزب الله"
في آذار/مارس 2021 الذي اعتُبر استعراضاً للقوة لتقويض رئيس الوزراء الحالي، وفقا لمعهد
واشنطن.
وأوضح معهد واشنطن، ان من شأن هذه التحركات أن تعزل هذه الفصائل.
وفي حالة قاسم مصلح، حاولت المقاومة جاهدةً تصوير نفسها على أنها المنتصر، لكن الميليشيات
خرجت متضررة. وكان حصار المحيط الخارجي لـ "المنطقة الدولية" علامة ظاهرة
وواضحة أخرى على الامتداد المفرط في نطاق سيطرة المقاومة. وهذا بدوره جعل من الصعب
على السيستاني التزام الصمت بشأن أعمال "قوات الحشد الشعبي" التي لا تحترم
تسلسل القيادة في العراق. وتخشى المقاومة من الرفض الصريح للسيستاني، وهذا النوع من
الأفعال الوقحة سيقرّبهم أكثر من هذا الرفض العلني.
وفي الواقع، تشعر المقاومة بأنها تتعرض للتهديد باستمرار.
فقد لجأ الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي إلى قناة العهد الفضائية
في 15 يونيو 2021 للإعراب عن مخاوفه من التهديدات التي تواجهها المقاومة. وقال:
"أما بالنسبة لمشروع استهداف «الحشد» ... ليس هناك ما يشير إلى أن أولئك الذين
يقفون وراءه ينوون التوقف - أخاطب جماهير «الحشد» ليكونوا مستعدين للدفاع عن «حشدهم»...
إذا تطورت الأمور أكثر وأصبح الوضع حرجاً، سنطلب منكم... النزول إلى الشوارع."
وهذه هي المرة الأولى منذ إنشاء «قوات الحشد الشعبي» التي
يلجأ فيها أحد قادتها البارزين إلى أنصارها لحماية التنظيم العسكري، من الحكومة العراقية
على ما يبدو.