برلين تنتقد تنصل الحوثيين من تعهداتهم ومخاوف من كارثة إنسانية وبيئية
الأربعاء 30/يونيو/2021 - 02:24 م
طباعة
برلين – هانى دانيال
أكد وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس تضامن بلاده مع الشعب اليمني، ومحاولة إيجاد حلول سياسية للأزمة المستمرة منذ سنوات، خاصة مع تفاقم الوضع الإنسانى ، وعدم تجاوب جماعة أنصار الله اليمنية "الحوثيين" مع تسليم المساعدات للمضارين فى المناطق التى يسيطرون عليها، ومع ذلك ستواصل برلين مساعيها من أجل تسريع وتيرة الحلول السياسية ومحاولة خروج الملف اليمين من حالة الركود التى عانى منها لسنوات.
أكد ماس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اليمني أحمد عوض بن مبارك بمقر الخارجية الألمانية فى برلين أن هناك تواصل مع كل من مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، والمبعوث الأميركي الخاص لليمن تيموثي ليندركينج بشأن تحريك الجمود الذى يعانى منه الملف اليمني، ومحاولة انقاذ مئات الآلاف من اليمنيين الذي يعانون من مشكلات عديدة.
شدد ماس على ضرورة استمرار الدعوة لوقف إطلاق النار، مع ضرورة مناقشة كيفية الخروج من المأزق الراهن، ومنع عرقلة المساعدات المخصصة للشعب اليمني، فهى أولوية للحكومة الألمانية ، خاصة وأن برلين من أكبر الجهات الداعمة لليمن، حيث تم تقديم 790 مليون يورو مساعدات انسانية واغاثة لليمن خلال السنوات الماضية، وأن هناك تفهم بأن الأزمة اليمينة ليست بمعزل عن التوترات الاقليمية، لذلك هناك محاولات لتحقيق تقدم ملموس فى هذا الإطار.
أعرب ماس عن تفاؤله بشأن التنسيق مع الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي ، خاصة وأن محاولة الوصول إلى تفاهم بخصوص الاتفاق النووى مع ايران من شأنه تحقيق تقدما ملموسا فى ملفات عديدة بالشرق الأوسط ومنها الأزمة اليمنية، ومحاولة تقديم ضغوط إيرانية على الحوثيين للقبول بالدعوات التى يقدمها المجتمع الدولى.
بينما أكد أحمد عوض بن مبارك وزير الخارجية اليمني على تقدير بلاده لموقف برلين من أجل حل الأزمة اليمنية، والمساعدات التى تقومها ألمانيا للتخفيف عن معاناة الشعب اليمني، خاصة فى ظل معاناة مئات الآلاف من نقص الطعام والعلاج والحاجات الأساسية للمعيشة ، محملا الحوثيين مسئولية تفاقم الصراع الإنساني هناك، وعدم التزامهم بتقديم المساعدات للمواطنين فى المناطق التى يسيطرون عليها.
نوه على وجود قواسم مشتركة بين البلدين من أجل تسريع وتيرة الحلول السياسية، والضغط على الحوثيين للقبول بما يتم الاتفاق عليها فى المحافل الدولية، وتمسك الحكومة اليمنية بوقف أطلاق النار، والتحذير من كارثة إنسانية أكبر بسبب الاعتداءات التى تقوم بها جماعة الحوثي على مدينة مأرب شرق صنعاء، إلى جانب المخاوف الكبيرة من أزمة خزان صافر- الخزان النفطي العائم - بالبحر الأحمر منعا لحدوث كارثة بيئية وشيكة.
وردا على سؤال "بوابة الحركات الإسلامية" بشأن كيفية دور الحكومة اليمنية فى تحقيق ضغوط دولية على ميشليشا الحوثي، والتعامل الحازم مع تنصلهم من كل الالتزامات التى يقدمونها، وتداعيات ذلك على الأزمة اليمنية، أكد وزير الخارجية أحمد بن مبارك أن هناك محاولات جادة من أجل الضغط على حركة الحوثيين، خاصة وأن الحكومة منحت هذه الحركة فرصة الحوار وحل الأزمة سياسيا، لكنها لم تلتزم بكل ما تم الاتفاق ليه من قبل، وأصبحت سببا فى تشريد وترويع اليمنيين، ومنع وصول الطعام والعلاج لهم، وتهديد اليمن والدول المجاورة بكارثة إنسانية كبري، فى ظل عدم تقديم أى التزامات بشان صيانة الخزان، وما سوف ينعكس سليا على آثار بيئية خطيرة.
أكد بن مبارك على أن المباحثات مع نظيرة الألمانى ركزت على عدم التزام الحوثيين بالاتفاقات التى جري التوصل إليها مع الأمم المتحدة، والتهديد الذى تقوم به الجماعة من اعتداءات على السعودية عبر طائرات مفخخة، وما قد يعرقل الجهود الأممية لنشر السلام ومنح فرصة الحلول السياسية.
وهو ما أكد عليه هايكو ماس وزير الخارجية الألمانى بأن برلين والمجتمع الدولى لن يقبل باستمرار الهجمات التى تقوم بها الحوثيين ضد السعودية، وكذلك استمرار تنصلهم من الوعود التى قطعوها خلال الفترة الماضية، معتبرا أن هناك تنسيقا بين ألمانيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة من أجل بحث سبل كيفية حل الصراع فى اليمن خلال الفترة المقبلة بطرق جديدة، ومحاولة إيجاد طريقة يمكن من خلالها تحريك الملف اليمني بشكل يساعد الحكومة اليمنية على مواصلها مهامها هناك.