الجيش اليمني يضاعف خسائر الميليشيات.. ويفشل 50 هجومًا حوثيًا على مأرب

الجمعة 02/يوليو/2021 - 01:43 ص
طباعة الجيش اليمني يضاعف فاطمة عبدالغني
 
استمرارًا لسلسلة الهزائم والخسائر الفادحة التي تتكبدها ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، تمكنت القوات الحكومية الخميس 1 يوليو من صد محاولة تسلل لمجاميع حوثية في جبهة الكساره غربي محافظة مأرب.
واكد مصدر عسكري اندلاع مواجهات عنيفة انتهت بكسر محاولة التسلل واغتنام أبطال القوات الحكومية ثلاث مدرعات حوثية و أسر من فيها من أفراد.
كما تكبدت عناصر الميليشيا خسائر عدة في العدة والعتاد اثر ضربات جوية استهدفت تجمعات ومواقع للميليشيا في ذات الجيهة.
هذا وتواصلت المعارك في جبهات غرب وشمال غرب وجنوب محافظة مأرب، وامتدت على 11 جبهة، متوزعة من تخوم محافظة الجوف، مروراً بتخوم ريف العاصمة صنعاء، وصولاً إلى غرب وجنوب مأرب، حققت فيها القوات الحكومية والقبائل انتصارات نوعية، وتمكنت من إفشال تسللات وهجمات حوثية، ما خلّف قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.
وأكدت مصادر ميدانية، كسر هجمات كبيرة ومتزامنة شنتها ميليشيات الحوثي في مديريات "مدغل ورغوان وصرواح"، تركزت في "الزور ووادي ذنة، والمشجح، والجدعان، ومحزم ماس، ووادي حلحلان، وأطراف وادي هيلان".
وذكرت المصادر، أن قوات الجيش والقبائل صدت الهجمات التي شنتها الميليشيات بأنساق عدة، وذلك بعد معارك عنيفة استخدمت فيها مختلف الأسلحة، وخلّفت عشرات القتلى والجرحى، جلّهم من العناصر المهاجمة.
وكانت قوات الجيش والقبائل، أفشلت أكثر من 50 هجوماً على مأرب خلال اليومين الماضيين، وسحقت حشود الحوثيين عبر أكثر من 33 نسقاً قتالياً تم الدفع بها إلى جبهات مأرب، فضلاً عن أسر المئات من العناصر، بينهم أطفال مدارس تم الدفع بهم للقتال دون خبرة وتدريب.
وأكدت مصادر ميدانية، مصرع العشرات في الهجمات الحوثية الأخيرة في جبهات مأرب، فيما تم تدمير 15 آلية قتالية، بينها مدرعات ودبابات، إلى جانب تدمير منصتين لإطلاق الصواريخ البالستية، وتدمير مخزن أسلحة يضم عتاداً متنوعاً، من قبل مقاتلات التحالف في المشجح بمأرب.
وقال مستشار وزير الدفاع، اللواء الركن محمد الحبيشي، إن "قوات الجيش مسنودة بالمقاومة، كسرت كل محاولات العدو الحوثي للتقدم باتجاه مأرب".
من جهته، قال الناطق الرسمي للجيش اليمني، العميد الركن عبده مجلي، إن قوات الجيش والقبائل حقّقت السيطرة على الأرض، وحررت مواقع مهمة، كما أنها أفشلت عمليات تسلل وهجمات عدائية للميليشيات في جبهات مأرب (صرواح وهيلان والمشجح والمخدرة والجدعان وجبل مراد والعبدية وذنة وماس ورغوان)، وإنها تمكنت من تحرير موقعين حاكمين في المشجح، مكناه من السيطرة النارية على امتداد مواقع الميليشيات، وقطع طرق إمدادها.
وأكد مجلي أهمية الدور الفاعل لمقاتلات التحالف التي أدت إلى تدمير القدرات القتالية المتحركة للحوثيين في جميع جبهات محيط مأرب والجوف، وأفشلت تحركاتها باتجاه الجبهات المشتعلة في مختلف المحافظات.
إلى ذلك أقدمت ميليشيات الحوثي على ارتكاب جريمة جديدة بحق المدنيين في مدينة مأرب، بعد قصفها بصاروخين بالستيين سقطا في أحياء سكنية بالمدينة، ما خلّف ثلاثة قتلى بينهم طفل، وفقاً لمصادر طبية، وأخرى محلية في المدينة، مشيرة إلى أن الهجوم خلّف 10 إصابات في أوساط المدنيين، وتضرر عدد من المنازل.
وأوضحت المصادر أن الميليشيات أطلقت الصواريخ من منطقة ثمارة، بمحيط وادي ذنة بين صنعاء ومأرب.
هذا وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أكدت الخميس أنها "ضاقت ذرعاً" من هجمات الحوثيين المتكررة، معتبرةً أن "هجوم الحوثي على مأرب يفاقم الأزمة الإنسانية".
وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس: "ندين بشدة الهجوم الصاروخي الحوثي على حي سكني في مأرب في 29 يونيو والذي أودى بحياة مدنيين، بينهم طفل".
وتابع: "ما نعرفه هو أن هجوم الحوثيين في مأرب يفاقم الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب اليمني"، مضيفاً أن اليمن يشهد "أسوأ كارثة إنسانية في العالم".
وندد برايس بمواصلة الحوثيين لـ"هذا الهجوم الوحشي، بينما هناك اقتراح جاد من شأنه أن يلبي مطالبهم التي انتظروها طويلاً وخطة ذات خطوات عملية لتسهيل تدفق السلع إلى اليمن، وتتضمن وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني وبدء محادثات سياسية شاملة".
واعتبر أن "هذا ما يفّرق الحوثيين عن غيرهم من البشر الذين يعملون بنشاط من أجل السلام"، مشدداً على ضرورة تفادي الخسائر في الأرواح.
وكانت وزارة الخارجية الامريكية، وجهت الاربعاء، أمراً عاجلا للميليشيات الحوثية، بعد أشهر من فشلهم على أسوار محافظة مارب.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن على الحوثيين أن يقبلوا بوقف إطلاق النار "بشكل عاجل"، و"الدخول في محادثات سياسية".
وأضافت الخارجية الأمريكية، أن هجوم الحوثيين في مأرب "يعمق الأزمة الإنسانية في اليمن"، لافتة إلى أن التقارير الأخيرة حول مقتل أطفال في المدينة "يظهر حجم التهديد على المدنيين".
وكان المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية، صامويل وربيرغ، قد قال الجمعة، إن موقف واشنطن تجاه الأزمة في اليمن "لم يتغير"، مؤكدا أن الولايات المتحدة تعترف بالحكومة الشرعية في اليمن باعتبارها "الحكومة الوحيدة" في البلاد، وأن الحوثيين هم "العقبة الأكبر أمام وقف إطلاق النار".
وأضاف وربيرغ أن ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، يمثلون "العقبة الأكبر أمام وقف إطلاق النار في اليمن"، وإنهم لم يلتزموا بوقف إطلاق النار
وأشار إلى استمرار الميليشيا في الهجوم على دول مجاورة، وحتى داخل اليمن في مناطق كمأرب. وأردف أن الحوثيين يتحملون مسؤولية تمديد الصراع في البلاد.
وشدد على أن العنف "لم يؤد إلى أي نصر للمتمردين"، قائلا إن عليهم أن "يدركوا أنه ليس ثمة أي بديل للتسوية".
كما شدد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس على أهمية حل النزاع في اليمن، مؤكدا في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اليمني، أحمد عوض بن مبارك، من برلين الأربعاء، أن الحوثيين يعرقلون وصول المساعدات للمحتاجين في مناطق سيطرتهم.
وشدد على وجوب العمل على إيصال المساعدات إلى كافة المواطنين اليمنيين.
كما حث على ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض، ووقف النار في البلاد، مؤكدا في الوقت عينه أن الملف اليمني وتطوراته لا تنفصل عن الوضع الإقليمي.
وردا على سؤال حول المساعي الألمانية لوقف النار، أوضح الوزير أن بلاده تشارك مع حلفائها بطرق مختلفة لإنهاء النزاع.
إلى ذلك، أشار إلى أن الهجوم على مأرب من قبل ميليشيات الحوثي يقلق بلاده والمجتمع الدولي كثيرا، لوجود آلاف النازحين، الذين يتم تشريدهم من جديد.
من جهته، شدد وزير الخارجية اليمني على التزام الحكومة الشرعية وتشجيعها لمساعي وقف النار في البلاد.
كما أكد أن الميليشيات الحوثية تصعد قصفها وهجماتها تجاه المناطق المدنية، والأحياء السكنية.
يذكر أن مساعي دولية وأممية عدة انطلقت قبل أشهر من أجل الحث على وقف النار، بغية استئناف المفاوضات بين الأطراف اليمنية، من أجل حل النزاع، إلا أن الميليشيات المدعومة من إيران تواصل هجماتها العسكرية، لا سيما في محافظة مأرب التي تضم أكثر من مليون نازح، مقوضة أي جهود في هذا السياق.

شارك