تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 9 يوليو 2021.
لا تزال ميليشيا الحوثي تراهن على إشعال المعارك في جبهات القتال، بما يجهض الآمال الدولية في التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وبدء مساعي إنهاء الحرب وإعادة الاستقرار، إذ طغت أصداء المعارك في مختلف الجبهات، والتي لم تجن منها الميليشيا سوى المزيد من الهزائم والانكسارات.
وحرصت الحكومة اليمينة وتحالف دعم الشرعية، على تقديم التنازلات في سبيل تخفيف الأعباء الإنسانية عن ملايين اليمنيين وقبول خطة السلام الأممية والتقدم بمبادرة لوقف شامل للقتال وإعادة تشغيل الرحلات التجارية من مطار صنعاء وتسهيل تدفع الوقود عبر ميناء الحديدة، وتدخل وسطاء دوليون لإقناع الميليشيا باقتناص الفرصة والقبول بالخطة كي تتمكن الأطراف اليمنية من الدخول في محادثات سياسية شاملة إلا أنها رفضت ذلك.
طريق مسدود
ومع وصول جهود الوسطاء الدوليين والإقليميين إلى طريق مسدود وإصرار ميليشيات الحوثي على التصعيد العسكري وتكثيف هجومها على محافظة مأرب التي تأوي اكثر من مليون نازح وفيها حقول إنتاج النفط والغاز، تراجع الحديث عن جهود السلام واتجهت الأنظار إلى جبهات القتال حيث تخوض القوات الحكومية المستمدة بمقاتلات التحالف معارك فاصلة مع الميليشيا بدأتها بالهزيمة الكبيرة في غرب مأرب والتي دفعت خلالها ميليشيا الحوثي المئات من عناصرها إلى جانب الخسائر الكبيرة في المعدات والأسلحة.
ومع استمرار تصعيد ميليشيا الحوثي في مختلف جبهات القتال في محافظتي مأرب والجوف واستمرار خروقاتها في جبهات الساحل الغربي، اضطرت القوات المشتركة إلى تفعيل جبهات محافظة البيضاء حيث نفذت هجوماً متعدداً من شرق وغرب وجنوب عاصمة المحافظة تمكنت خلالها من تحرير مساحات شاسعة من تلك المناطق، وما تزال تخوض مواجهات عنيفة في تلك المناطق ووجهتها عاصمة المحافظة ومن أجل إرغام الميليشيا على العودة إلى طاولة الحوار ومغادرة خيار التصعيد العسكري.
ونتيجة لإصرار الميليشيا على خيار التصعيد العسكري، فإن قبائل محافظة الجوف دخلت أيضاً على خط المواجهة مع ميليشيا الحوثي وتخوض مواجهات عنيفة معها في اكثر من مديرية، وهو أمر جعل أحاديث القتال ووجهة المعارك تطغى على ما كان من أحاديث عن استحقاقات السلام وقرب تحقيقه، وسط قناعة راسخة لدى غالبية اليمنيين بأن هذه الميليشيا سبب إطالة معاناته وبأنها العائق الوحيد أمام التوصل إلى سلام وإنهاء الحرب.
وفي حين اشتدت المعارك في جبهات مأرب والجوف والبيضاء والساحل الغربي تزداد الأوضاع الإنسانية سوءاً حيث قدرت المنظمة الدولية للهجرة أن 6804 أسر (40.824 فردًا) نزحوا لمرة واحدة على الأقل. خلال الأسبوع الأخير من 27 يونيو، إلى 3 يوليو الجاري، ورصدت أكبر حالات النزوح في مأرب (56 أسرة )، والحديدة 53 أسرة، والضالع 25 أسرة.
وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات 2508 انتهاكات ارتكبتها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران ضد المدنيين في 12 محافظة هي «مأرب، الجوف، الحديدة، إب، ذمار، البيضاء، الضالع، حجة، عمران، صنعاء، أمانة العاصمة، ريمة» خلال الربع الثاني من العام الجاري، حيث رصدت مقتل 291 مدنياً بينهم 31 طفلاً و36 امرأة، وإصابة 403 آخرين بينهم 42 طفلا و56 امرأة.
كما سجل الفريق الميداني للشبكة اختطاف ميليشيات الحوثي وتعذيب 846 مدنياً بينهم 314 تم إخفاؤهم قسرياً، فيما لقي 11 آخرين حتفهم أثناء تعذيبهم في سجون الميليشيات.
وبلغت الاعتداءات التي ارتكبتها الميليشيات على المنشآت العامة 128 اعتداءً و480 اعتداءً على الممتلكات الخاصة.
حقق الجيش اليمني مسنوداً بمقاتلي القبائل وطيران تحالف دعم الشرعية، أمس ولليوم الرابع على التوالي، تقدماً جديداً نحو مركز محافظة البيضاء بعملية التفاف واسعة على ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران.
وذكرت مصادر عسكرية أن قوات الجيش ومقاتلي القبائل قاموا بعملية التفاف واسعة نظراً لاحتماء الميليشيات بمنازل المدنيين، أسفرت عن سيطرتهم على منطقة «العادية آل مظفر» و«وادي ممدود» بمديرية البيضاء في المحافظة التي تحمل ذات الاسم.
وأوضح أن قوات الجيش تواصل الزحف صوب عاصمة المحافظة، وسط فرار جماعي لعناصر ميليشيات الحوثي.
ومن مواقع تمركزها في «الصومعة» هاجمت قوات الجيش، أمس، مواقع لميليشيات الحوثي في مديرية البيضاء التي تضم عاصمة المحافظة، وتمكنت من السيطرة على جبال «حيد السلم» وتحرير مناطق في المديرية، مواصلة بذلك تقدمها في عملية تحرير مدينة البيضاء.
وفشلت الميليشيات الحوثية في منع تقدم قوات الجيش من خلال تفجيرها عدداً من العبارات.
وفي الأثناء، أرسل الجيش اليمني تعزيزات عسكرية من الساحل الغربي إلى محافظة البيضاء لدعم الانتصارات التي تحققت على الأرض.
وأفاد المركز الإعلامي للجيش اليمني، في رسم «جرافيك» توضيحي حول مستجدات القتال في محافظة البيضاء، بأنه تم تحرير وتأمين مديرية الزاهر بشكل كامل، وتحرير كامل «عزلة آل مسحر» في مديرية الصومعة، شرق المحافظة.
وأشار إلى دخول قوات الجيش ومقاتلي القبائل أول مواقع مركز المحافظة وتحرير مواقع «بروم والضحاكي والعيوف».
ولفت المركز إلى سقوط العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي بنيران الجيش، إضافة إلى تدمير عدد من الآليات القتالية التابعة للميليشيات الحوثية بمدفعية الجيش.
إلى ذلك، أكد رئيس أركان الجيش اليمني، خلال زيارة تفقدية قام بها إلى المنطقة العسكرية السادسة، أن القوات المسلحة وبإسناد من تحالف دعم الشرعية ماضية في استكمال تحرير كافة الأراضي اليمنية من قبضة ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
وقال إن قوات الجيش في كافة القطاعات والمحاور تنفّذ المهام الموكلة إليها وفقاً للخطط المرسومة وتحقق نجاحات كبيرة.
ولفت الفريق بن عزيز إلى ما يتحقق من انتصارات كبيرة ضد الميليشيات الحوثية الإرهابية في محافظات الجوف ومأرب والبيضاء.
وأضاف: «الشعب اليمني بات أكثر وعياً بأن هذه الميليشيات الكهنوتية لا هدف لها سوى تدمير اليمن وقتل اليمنيين». وتوقع رئيس أركان الجيش اليمني أن «الشعب اليمني بأكمله سيثور ضد هذه الميليشيات الإيرانية وسيلفظها إلى غير رجعة».
وأشار الفريق بن عزيز إلى أن الأيام القادمة ستكون حافلة بالأخبار السارّة، وسيتحقق النصر في القريب العاجل.
وقال: «سنحتفل قريباً بنصر يمني عربي أصيل على الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في العاصمة صنعاء بإذن الله».
من جانبه، أكد القائم بأعمال قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن عمر سجاف، أن منتسبي المنطقة على أتم الجاهزية والاستعداد لتنفيذ المهام الموكلة إليهم، منوهاً بالالتفاف الشعبي الكبير لقبائل الجوف وأبنائها حول قوات الجيش ورفضهم جرائم الميليشيات الحوثية وتواجدها في مناطقهم.
وتكمن أهمية محافظة البيضاء بأنها تتوسط 8 محافظات، هي مأرب وشبوة وأبين ولحج والضالع وإب وذمار وصنعاء، 5 من تلك المحافظات مُحرَّرَة، ومنها يجري التقدم في جبهات البيضاء حالياً لتحريرها والوصول مباشرة إلى صنعاء وذمار.
وتضم المحافظة 19 مديرية، وتقع إلى الجنوب الشرقي من العاصمة صنعاء، وهي من المحافظات الرافضة وغير الحاضنة للميليشيات الحوثية، وتوجد فيها مقاومات محلية في عدة مديريات تقارع الحوثيين منذ العام 2015.
وفي محافظة الجوف، خاض مسلحون قبليون من قبيلة «ذو حسين» مواجهات شرسة ضد حملة عسكرية أرسلتها ميليشيات الحوثي الإرهابية إلى مديرية «المطمة» لمداهمة مناطق قبلية.
وقالت مصادر قبلية، إن «الميليشيات الحوثية وجهت حملة عسكرية نحو مناطق قبائل دهم وآل شنان في مديرية المطمة، إلا أن القبائل نجحت في التصدي لتلك الحملة الشعواء وأسر قائدها».
ووفقًا للمصادر فإن مسلحي القبائل تمكنوا من قتل 13عنصرا حوثيًا، إضافة إلى سقوط عدد من الجرحى من الميليشيات، في حين قتل 3 من رجال القبائل على رأسهم الشيخ سعيد يحيى الأهفل.
وذكرت المصادر أن الحوثيين عززوا حملتهم بعناصر مسلحة استقدموها من ناحية «الباطنة سفيان» بمحافظة صعدة، بهدف تكثيف الهجوم على القبائل وإخضاعها بالقوة، لكن من دون جدوى.
إلى ذلك، قتل مدنيان، في محافظة الجوف إثر تعرض سيارة تقلهما لانفجار لغم مضاد للعربات زرعته ميليشيات الحوثي في إحدى الطرق الرملية.
وقالت مصادر محلية إن شقيقين يدعيان محمد لعشم بقاق (27 عام)، وشمسان لعشم بقاق (30 عاما) قتلا بانفجار لغم للحوثيين في محافظة الجوف.
وأضافت المصادر أن الشقيقين كانا على متن سيارتهما أثناء مرورهما في منطقة «الحبيل» بطريق «اليتمة - مأرب» عندما انفجر بهما اللغم الحوثي وقتلهما.
وأسفرت الألغام التي زرعتها الميليشيات الإرهابية بواقع أكثر من 2.5 مليون لغم عن مقتل نحو 20 ألف مدني، عوضاً عن أعداد كبيرة من الجرحى وخسائر مادية كبيرة.
«مسام» يطهر قرية «السوداء» من ألغام الحوثيين
نجحت الفرق الهندسية التابعة لمشروع «مسام» السعودي المعني بنزع الألغام الحوثية في اليمن، في تطهير إحدى القرى في مديرية المخا من الألغام والمتفجرات التي زرعتها الميليشيات الحوثية قبل طردها من القرية.
وقال مشروع «مسام» على موقعه الإلكتروني، إن «فرق المشروع التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، طهرت قرية السوداء في المخا على الساحل الغربي من الألغام التي زرعها الحوثيون».
وأفاد السكان بأن القرية تضررت بشكل كبير من الألغام الحوثية التي تسببت خلال الفترة الماضية بمقتل وإصابة عدد من الأهالي، ونفوق العشرات من رؤوس الماشية.
وبحسب مصدر هندسي تابع للمشروع فإن القرية كانت ملوثة بالألغام بشكل كبير، وقد تم مؤخراً نزع 5 ألغام من محيط بئر المياه الوحيد في القرية، و11 لغماً بمحيط منازل مواطنين.
في وقت أكدت فيه منظمات يمنية معنية بحماية الطفولة، أن ميليشيات الحوثي الإرهابية جندت خلال العام الجاري آلاف الأطفال، من خلال 6 آلاف مخيم صيفي، أقامتها كستار لعمليات التجنيد القسري للصغار، التي تنخرط فيها منذ سنوات، فضحت محامية وناشطة أميركية في مجال حقوق الإنسان، الأساليب البشعة التي يتبعها الحوثيون في هذا الصدد.
فقد أكدت المحامية والناشطة آيرينا سوكرمان أن الميليشيات الانقلابية، لا تتورع عن اللجوء إلى المخدرات وعمليات غسل الأدمغة، لتحويل الأطفال اليمنيين إلى وقود لنيران حربها الضارية، التي تشنها لبسط السيطرة على اليمن، منذ استيلائها على السلطة في العاصمة صنعاء بالقوة، في خريف عام 2014.
وأبرزت سوكرمان الأدلة التي تثبت أن الميليشيات الحوثية تستخدم المواد المخدرة لإغراء الأطفال وغسل أدمغتهم، لضمان نيل ولائهم على نحو غير مشكوك فيه، ولدفعهم في الوقت نفسه إلى قطع صلاتهم مع عائلاتهم وخلفياتهم الثقافية، وغرس أفكار العنف والتطرف والكراهية في أذهانهم.
ويتلقى الحوثيون كميات المخدرات التي يستخدمونها في هذا الشأن، عن طريق التهريب عبر الحدود، وكذلك بداخل بعض البضائع التي تبدو بريئة المظهر في الظاهر، وذلك باعتبارهم جزءاً من شبكة متنامية، تنخرط في أنشطة الإرهاب وتهريب المخدرات على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط، وتضم كذلك ميليشيات «حزب الله» اللبنانية، بجانب تنظيمات مسلحة أخرى.
وفي ندوة استضافتها مدينة جنيف السويسرية، شددت آيرينا سوكرمان، وهي كذلك محللة متخصصة في شؤون الأمن القومي في الولايات المتحدة ترأس تحرير موقع «واشنطن أوتسايدر» الإخباري، على العلاقات الوثيقة التي تربط بين هذين التنظيميْن الدموييْن، قائلة إن «حزب الله» يوفر التدريب والخبرة الفنية للمسلحين الحوثيين، فضلاً عن أن الحزب يشكل قناة لإيصال الدعم المالي الذي يتلقاه هؤلاء المسلحون، من أنظمة حكم مارقة في المنطقة.
تصدت القوات المشتركة في محافظة البيضاء، لهجوم نفذته ميليشيا الحوثي، على مواقعها في مديرية الزاهر، وردت بهجوم معاكس، استعادت خلاله العديد من المواقع، كانت سقطت بيد ميليشيا الحوثي، في وقت متقدم صباح أمس الخميس، في مركز المديرية.
وقالت وزارة الدفاع إن القوات المشتركة، مسنودة بالمقاومة الشعبية وطيران تحالف دعم الشرعية، تعاملت مع مجاميع حوثية، حاولت استعادة بعض المواقع التي خسرتها مؤخراً بمديرية الزاهر.
من جهته، ذكر الناطق باسم مقاومة مديرية الزاهر، عامر الحميقاني، أن المقاومة وألوية العمالقة، استأنفت هجوماً معاكساً «بعد أن قضت على كل الأنساق الحوثية، واستطاعت تحرير بعض المواقع التي سيطرت عليها الميليشيا. وأن حرب شوارع تدور، بعد الزوال داخل مركز مديرية الزاهر آل حميقان، وسط انسحاب عناصر ميليشيا الحوثي، تحت الضربات العنيفة».
وأشار الحميقاني، إلى أن الميليشيا شنت هجمات مكثفة صباحاً، على مركز المديرية من عدة جهات، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة والطيران المسير.
وأن معارك عنيفة تدور رحاها في مدخل مركز المديرية، وتمكنت خلالها ألوية العمالقة والمقاومة، من الاستيلاء على عربة قتالية، تحمل مدفع عيار 106، وعربة فورد تحمل آخر عيار 23، وسط تراجع لعناصر الميليشيا، بعد أن رمت بكل ثقلها في محاولة لاستعادة مركز المديرية.
وذكر الحميقاني، أن المواقع المهمة التي تمت السيطرة عليها خلال الأيام الماضية، ومنها مواقع كيدان وضحوة والجماجم وأملح، ما زالت تحت سيطرة المقاومة وقوات العمالقة، فيما أكدت مصادر محلية، أن القوات المشتركة في مديرية الصومعة شرق عاصمة المحافظة، واصلت مهاجمة مواقع ميليشيا الحوثي في منطقة عوين، التي تتحكم بالطرق الرابطة بين المديرية وعاصمة المحافظة ومديرية مكيراس.
وفي الساحل الغربي، عاودت ميليشيا الحوثي، قصف مناطق سكنية في شمال مديرية التحيتا، ضمن انتهاكاتها المتواصلة لاتفاق السويد، بشأن الحديدة، واستهدافها المتواصل للمدنيين في الحديدة.
وذكرت القوات المشتركة، أن ميليشيا الحوثي أطلقت من أماكن تمركزها، عدداً من قذائف الهاون على الأحياء السكنية الواقعة شمال مركز مديرية التحيتا. وأن إحدى القذائف سقطت بالقرب من مصنع التمر، وأن القصف أحدث حالة من الخوف والهلع في صفوف العاملين وسكان المديرية.
وكثفت مؤخراً ميليشيا الحوثي، من عملياتها العدائية في حيس، حيث دفعت بمجاميع مسلحة لاختراق خطوط التماس، باتجاه مفرق سقم، لكن سرعان ما فشلت، حيث تصدت لها القوات المشتركة.
أثارت توجيهات أصدرها القيادي محمد علي الحوثي عضو المكتب السياسي التابع لميليشيات الحوثي، بإدخال تعديلات على قيمة الفئات النقدية المعدنية، انتقادات واسعة بين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد وجّه رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا للبنك المركزي التابع للميليشيات، في تغريدة على تويتر، محافظ بنك صنعاء المركزي بإضافة صفر على كل فئة نقدية معدنية لرفع قيمتها.
فيما اعتبر خبراء اقتصاديون هذا التوجه عملية تزوير واضحة للعملة، بهدف التلاعب بأموال الناس.
بينما برر القيادي الحوثي توجيهاته تلك بمواجهة النقص الحاد في السيولة النقدية وتآكل المتوفر منها لقدمها في ظل استمرار رفض الميليشيات السماح بتداول الطبعات الجديدة من العملة.
الترويج لريال إلكتروني
وكانت ميليشيات الحوثي بدأت قبل أيام بالتمهيد لما يعرف بـ "الريال الإلكتروني"، في خطوة جديدة نحو ضرب وشرذمة النظام المصرفي والنقدي في اليمن.
فبعد أن أغلقت المنافذ التي تربط محافظات شمال اليمن بتلك الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية في الجنوب، وفرضت طبعة من العملة لا يسمح بتداول غيرها في مناطق سيطرتها، شرعت الميليشيات في التحضير لخطوات تكرس الانفصال الاقتصادي من خلال إصدار عملة جديدة إلكترونية!.
وقد أتت مساعي الميليشيات هذه، بعد أن أجبرت البنوك التجارية على قطع الربط الشبكي بين فروع البنوك في مناطق الحكومة والمصرف المركزي في عدن.
اضطراب سوق الصرف
وكان مصدر مصرفي في العاصمة صنعاء كشف في مارس الماضي، وقوف الميليشيات وراء اضطراب سوق الصرف في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية، من خلال المضاربة بالعملة عبر أدواتها وأموال الدولة التي نهبتها من الموارد العامة.
كما أوضح المصدر حينها أن سوق بيع وتداول العملات في مناطق سيطرة الحوثيين شبه مجمد، وكل التعاملات المصرفية لشركات الصرافة والبنوك لتوفير النقد الأجنبي لمستوردي الغذاء والوقود تتم في عدن وحضرموت ومأرب وباقي المدن المحررة.
يذكر أن منظمة مشروع تقييم القدرات، التي تستند على تقاريرها منظمات الإغاثة ومتخذو القرار في الغرب وتتعاون معها منظمات الأمم المتحدة، كانت أفادت في تقرير لها بأن تدابير ميليشيات الحوثي توسعت في التدفقات المالية المتعلقة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وتؤكد التقارير أن الميليشيات تقوم بعملية غسل الأموال التي تنهبها من موارد الدولة، ومن تجارة المخدرات، والمساعدات المالية الإيرانية السرية، من خلال شركات الصرافة والعقارات. وتجاوز سعر الدولار حاجز 900 ريال، وتساوي قيمة الريال حوالي أقل من ربع القيمة التي كان عليها قبل انقلاب ميليشيات الحوثي على الدولة أواخر 2014.