مصادرة منازل السوريين.. الحرس الثوري يحول الميادين لمستعمرة إيرانية
كشف تقرير حقوقي سوري عن نهب ميليشيات
الحرس الثوري لمنازل السوريين في مدينة
الميادين السورية على الحدود مع العراق.
وعمل الحرس الثوري
الإيراني بقوة على توسيع نطاق تواجده في شرقي سوريا منشأ بذلك رقعة يشير إليها البعض
باسم "إيران الصغيرة"، وصادر الممتلكات فيها وجنّد الشباب المحليين وإلحقهم
بصفوف ميليشياته.
وذكر نشطاء المرصد
السوري لحقوق الإنسان، ان ميليشيا الحرس الثوري الإيراني قامت بالاستيلاء على عشرات
المنازل في مدينة الميادين بمنطقة غرب الفرات والتي باتت “محمية أو مستعمر” إيرانية
ضمن الأراضي السورية.
وأوضح تقرير
المرصد السوري أنه جرى الاستيلاء على 14 منزل في شارع الأربعين و12 منزل في شارع الـ16،
و8 منازل في حي المحاريم، ووفقاً لنشطاء المرصد السوري، فإن المنازل هذه جميعها تعود
ملكيتها لمعارضين للنظام السوري ممن هم خارج المنطقة.
وقامت الميليشيا أولاً بإبلاغ ذوي وأقارب الذين يقيمون
في المنازل هذه، بإخلائها خلال مدة أقصاها 48 ساعة، وهو ما جرى بالفعل فهم لا حول لهم
ولا قوة، وليس ذلك فحسب، بل حتى شهدت المناطق آنفة الذكر مغادرة قاطني المنازل المجاورة
لتلك المستولى عليها، تخوفاً من تحويلهم إلى دروع بشرية للإيرانيين وتحويل المنازل
المستولى عليها إلى مستودعات للأسلحة والذخائر كما جرت العادة، وهو ما يشكل خطر الاستهداف
الجوي سواء من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي.
المرصد السوري أشار،
إلى وصول لجنة عسكرية قادمة من دمشق إلى دير الزور، اليوم الأربعاء، وستكون مهمتها
الرئيسية لهذه اللجنة بإزالة حواجز عسكرية تابعة لميليشيا لواء القدس الفلسطيني الموالي
لروسيا، والتي تقوم بتجاوزات كبيرة بحق المدنيين في دير الزور من فرض إتاوات وتشليح،
وبدأت اللجنة بفرض أوامر بإزالة بعض تلك الحواجز وأولها حاجز يقع عند مدخل قرية بقرص
بالقرب من الميادين شرقي دير الزور، وهو يأتي في إطار تحجيم الدور الروسي في دير الزور،
في الوقت الذي تسرح وتمرح إيران وميليشياتها تسرح وتمرح في المنطقة التي باتت أشبه
بـ “محمية إيرانية” سواء بالانتشار الهائل لهم وتحكمهم بمختلف جوانب الحياة ومنها فرض
إتاوات على المدنيين أيضاً عبر حواجز تابعة لتلك الميليشيات.
وأسس الحرس الثوري
والميليشيات التابعة لموطئ قدم لهم على طول نهر الفرات، في المنطقة الممتدة من بلدة
البوكمال الحدودية إلى الميادين ومدينة دير الزور، وصولا إلى محافظة حلب وعبر الصحراء
حتى حمص.
وأحضر الحرس الثوري
ميليشيات تابعة له تضم مقاتلين أجانب، وجنّد الشباب المحلي في جماعات سورية جديدة تابعة
له وصادر الممتلكات الخاصة من أجل استيعاب الوافدين الجدد، مطلقا بذلك عملية تغيير
ديموغرافي.
وفقا لناشطين سوريين،
فإن إيران ووكلاؤها يسيطرون حاليا على 7 بلدات على الأقل على الجانب الشرقي من نهر
الفرات الممتد جنوب مدينة دير الزور، من الميادين إلى البوكمال، أي على الحدود بين
سوريا والعراق.
وتشمل السيطرة الإيرانية
على سلطة عسكرية كاملة وإدارة تنفيذية يمارسها 4500 عنصرا مسلحا، من الحرس الثوري وميليشيات
تابعة له مثل "كتيبة الفاطميون" الأفغانية، و"الحشد الشعبي" و"سيد
الشهداء" و"لواء الباقر"، وميليشيات "أبو الفضل العباس" العراقية،
و"لواء زينبيون" الباكستانية، وغيرها.