بعد سيطرتها على 80% من الأراضي الأفغانية.. شبح حكم طالبان يهدد أفغانستان

السبت 10/يوليو/2021 - 01:51 ص
طباعة بعد سيطرتها على 80% أميرة الشريف
 
مع زيادة نفوذ حركة طالبان في أفغانستان إثر انسحاب القوات الأمريكية بدأت موجات من محاولات الهجرة القانونية وغير القانونية بين المواطنين.
وفي الأيام الأخيرة، بدأت بتوسيع نفوذها وبالاستيلاء على عدة مناطق واحدة تلو الأخرى، واجتاحت القواعد التي استسلمت فيها القوات الحكومية المحبطة في كثير من الأحيان، أو فرت هاربة.
وفي هذا السياق أعلنت حركة طالبان أنها باتت تسيطر على 85 بالمئة من الأراضي الأفغانية بعد سيطرتها على معبرين أساسيين مع ايران وتركمانستان، لكن مسؤولين أفغان نفوا ذلك، فيما أمتنع مسؤول أمريكي عن التعليق.
وقال مسؤولون في حركة طالبان، إن الحركة تسيطر على 85 بالمئة من أراضي أفغانستان. ووفق وكالة رويترز قال أحد أعضاء وفد الحركة الذي يزور روسيا ويدعى شهاب الدين ديلاوار خلال مؤتمر صحفي : "علمتم أنتم وبقية المجتمع الدولي على الأرجح أننا سيطرنا في الآونة الأخيرة على 85 بالمئة من أراضي أفغانستان"، لكن مسؤولين حكوميين نفوا سيطرة طالبان على معظم أراضي البلاد، ووصفوا هذه التصريحات بأنها حملة دعاية أطلقتها الحركة مع انسحاب القوات الأمريكية من البلاد بعد قتال دام 20 عاما.
وامتنع جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية عن التعقيب، ردا على سؤال بشأن حجم الأراضي التي استولت عليها طالبان. 
وقال خلال مقابلة مع قناة سي.إن.إن "إعلان السيطرة على الأرض أو تحقيق مكاسب لا يعني أنه يمكنك الحفاظ على ذلك أو الاحتفاظ به مع مرور الوقت. أعتقد أنه حان وقت نزول القوات الأفغانية إلى حقل القتال والدفاع عن بلدهم وشعبهم". وتابع "لديهم العدد والعتاد، والآن حان وقت امتلاكهم الإرادة".
وبعد ساعات على تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي دافع فيه بشدة عن الانسحاب الأمريكي، قالت طالبان إن مقاتليها سيطروا على معبرين حيويين في غرب أفغانستان مستكملة الاستيلاء على هلال من الأراضي من الحدود الإيرانية غربا إلى حدود الصين في شمال شرق البلاد.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة فرانس برس إن مقاتليه سيطروا على إسلام قلعة، أهم معبر حدودي أفغاني مع إيران يقع في ولاية هرات في غرب البلاد، وعلى معبر مع تركمانستان. وأضاف لاحقا "تمت السيطرة بالكامل على معبر تورغندي الحدودي المهم "، فيما أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية طارق عريان إن القوات الأمنية في المعبر "نقلت مؤقتا" مؤكدا بدء مسعى لاستعادة السيطرة عليه.
وبالتزامن مع التطورات في أفغانستان  وصل إلى ألمانيا "بضع مئات" من الموظفين الأفغان الذين تعاونوا مع الجيش الألماني، حسبما أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع اليوم الجمعة في برلين.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية يوم الاثنين الماضي إن الجيش الألماني ظل يقدم الدعم حتى موعد انسحابه الأسبوع الماضي وأصدر وثائق سفر لـ 446 موظفا محليا، وعائلاتهم، والذين بلغ إجمالي عددهم 2250 شخصا.
من جانبه قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت: "سنساعدهم- نحن بالفعل نساعد الذين ساعدونا... ونعلم المسؤولية التي نتحملها تجاه هؤلاء الأشخاص"، مضيفا أنه لا يمكن الإعلان عن جميع تفاصيل المساعدة، "لكن تحدث بالتأكيد الكثير من الأمور".
وقال محلل شؤون الأمن والإرهاب الدكتور ساجان غوهيل لبي بي سي، "إن انسحاب بايدن من أفغانستان يجعل سيطرة طالبان أمرا حتميا ويمنح القاعدة الفرصة لإعادة بناء شبكتها، لدرجة قد تغدو مها قادرة على تدبير هجمات حول العالم مرة أخرى".
ويري مراقبون بأن هناك أمران مؤكدان،أولاً، عودة حركة طالبان الإسلامية المتشددة التي حكمت أفغانستان من 1996 إلى 2001 بقبضة من حديد ، هم في الوقت الحالي، يقولون إنهم لا يطمحون إلى الاستيلاء على العاصمة كابول بالقوة، لكنهم القوة المهيمنة على الأرض في أجزاء كبيرة من البلاد، ولم يتخلوا أبدا عن مطلبهم بجعل البلاد إمارة إسلامية وفقا لإرشاداتهم الصارمة.
ثانياً، سيتطلع كل من تنظيم القاعدة وخصمه، وتنظيم داعش في ولاية خراسان، إلى الاستفادة من رحيل القوات الغربية لتوسيع عملياته في أفغانستان،وكلا التنظيمين موجودان بالفعل في أفغانستان.

شارك