القاعدة تساند الحوثي في الدفاع عن البيضاء... والميليشيات تروج الأكاذيب لتضليل الرأي العام
الإثنين 12/يوليو/2021 - 11:05 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
بعد حوالي أسبوعين من إعلان الحكومة اليمنية المعترف بها، إطلاق معركة "النجم الثاقب" لتحرير محافظة البيضاء من ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، اعترفت الميليشيات بمصرع 22 عنصرًا من مقاتليها لقوا حتفهم في المواجهات مع قوات الجيش والمقاومة والقبائل في العديد من جبهات القتال، لا سيما جبهات محافظة البيضاء.
وأقرت الميليشيا أن من بين هؤلاء قائد حملتها العسكرية على محافظة البيضاء حسين الحنمي، من خلال بيانات النعي التي أفادت بتشييع هذا العدد من الصرعى في كل من صنعاء والبيضاء.
ورغم عدم إفصاحها عن الأماكن التي صُرع فيها عناصرها واكتفائها بذكر المناطق التي ينتمون إليها، أقرت فقط بمقتل اثنين في جبهتي الزاهر والصومعة اللتين تشهدان معارك طاحنة بين الميليشيا من جهة وألوية العمالقة ومقاومة آل حميقان من جهة أخرى.
من ناحية أخرى، كشفت مصادر ميدانية عن مشاركة عناصر تابعة لتنظيم "القاعدة" الإرهابي في القتال إلى جانب الحوثيين.
وذكرت مصادر قبلية، أن القيادي في القاعدة المكنى "أبو عبيدة الريامي"، قتل أثناء مشاركته في القتال ضمن صفوف ميليشيا الحوثي، في معارك بمديرية البيضاء مركز المحافظة.
وأضافت المصادر أن تنظيم القاعدة قام بإرسال تعزيزات لإسناد الميليشيات في الدفاع عن مدينة البيضاء مقابل إغراءات قدمتها قيادات حوثية بتسليم التنظيم محافظة البيضاء في حال تم إفشال تحريرها من قبل قوات آلوية العمالقة والمقاومة الشعبية.
وكانت تنظيم القاعدة وميليشيات الحوثي أبرمت خلال السنوات الماضية سلسلة من الاتفاقات قضت بتسليم الميليشيات عدد من مناطق البيضاء للتنظيم من أجل حكمها والعيش فيها بسلام، مقابل وقف التنظيم هجماته على الميليشيات أو استهداف تعزيزاته الواصلة إلى أبين وشبوة ومأرب.
وظلت الميليشيات تروج لسنوات بشأن سيطرة تنظيم القاعدة للبيضاء وأن بقائها في المحافظة لمحاربة الإرهاب وهو ما عرته المعارك الأخيرة وبروز عناصر من التنظيم الإرهابي يقاتلون إلى جانب الحوثيين لمنع تحريرها.
وأشارت المصادر إلى أن اتفاق الطرفين ظل قائم إلى أن تم إطلاق العمليات العسكرية لتحرير المحافظة من سيطرة الحوثيين، حيث قامت الميليشيات بإرسال خطابات إلى أمراء تنظيم القاعدة بشأن ضرورة إيقاف العمليات العسكرية والتصدي لعملية تحرير المحافظة، كون ذلك سيمثل خطرا على التنظيم مستقبلاً.
ورغم حقيقة تحالف الحوثين الوثيق مع تنظيم القاعد التي لا يمكن أن تخطئها العين، تحاول الميليشيات الانقلابية تضليل الرأي العام وتروج الشائعات من اجل الحشد والتعبئة في المناطق التي تسيطر عليها، ناهيك عن كسب الرأي العام الدولي لحملاتها العسكرية على المناطق اليمنية.
وفي هذا السياق كشفت مصادر محلية في محافظة صنعاء عن انتاج ميليشيا الحوثي مقاطع فيديو تمهيدا لبثها على اساس انها لمجاميع من تنظيم القاعدة تقاتل ضدهم في جبهات محافظة البيضاء.
وأوضحت المصادر لقناة اليمن اليوم الناطقة باسم حزب المؤتمر الشعبي العام أن ما يسمى بوحدة الاعلام الحربي التابعة للميليشيا قامت بتصوير مقاطع فيديو في وادي وجبال بقلان بمديرية بني مطر محافظة صنعاء لمجاميع مسلحة ترتدي لباس تشابه تلك التي يلبسها مسلحو تنظيمي القاعدة وداعش.
وبحسب المصادر فانه تم تصوير مشاهد تمثيلية تم إلباس الاشخاص فيها ملابس سوداء و أقنعة على الوجه، مع معارك واطلاق رصاص، ومن ثم اعتقالهم وتصوير مشاهد اعترافات معهم، للترويج لمزاعم الحوثي بان من يقاتلهم في البيضاء هو تنظيم القاعدة.
وأكدت مصادر ميدانية مصرع قيادات ارهابية اثناء مشاركتها للقتال في صفوف ميليشيا الحوثي، ليعكس حالة الوئام والتعايش الذي مرت به الجماعتين الارهابيتين الحوثي والقاعدة في المنطقة خلال فترات طويلة.
وسبق أن أكدت مصادر أمنية وقبلية متطابقة أن ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا فتحت للتنظيم الإرهابي مركزا عملياتيا في المناطق التي تخضع لسيطرتها، كما قدمت دعما غير محدود لتنظيم القاعدة عبر إطلاق سراح قيادات وعناصر التنظيم الأم في صفقات وهمية.
وأكد تقرير استخباراتي أعده الجهاز المركزي للأمن السياسي وجهاز الأمن القومي اليمني أبريل الماضي، تحول عدد من العناصر الإرهابية التي كانت في تنظيم القاعدة الإرهابي إلى القتال مع ميليشيا الحوثي وأصبحت تتولى مهام قيادية داخل جماعة الحوثيين.
ووفقا للتقرير الاستخباراتي فقد أصبح القيادي السابق في تنظيم القاعدة الإرهابي قائد خلية أرحب "عارف مجلي" قياديا كبيرا في الميليشيا الحوثية ويقوم بعملية الحشد ويشارك بفاعلية في معظم معارك الحوثيين كمشرف عسكري.
وبحسب التقرير فان ميليشيا الحوثي وفرت المأوى لأسر قيادات ارهابية من تنظيم القاعدة وسهلت لهم الخدمات الطبية في مشافي صنعاء، واستخدمتهم في تنفيذ عمليات اغتيالات واختطافات في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا.
ومن جانبه، لفت وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في بيان صحافي مساء الأحد، إلى أن ميليشيات الحوثي تحاول وصم كل من يقف ضدها من اليمنيين بتهم الانتماء للقاعدة وداعش، مؤكداً أن الواقع هو أن ميليشيا الحوثي، ومنذ احتلالها العاصمة صنعاء واستيلائها على مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية، قامت ببناء علاقة وثيقة مع التنظيمات الإرهابية، واتسمت العلاقة بين الطرفين بالتعاون والتخادم في مختلف المجالات.
وأكد الإرياني أن ميليشيا الحوثي قامت بالإفراج عن 252 سجيناً إرهابياً في سجون جهازي الأمن السياسي والأمن القومي، ووفرت ملاذا آمنا لأفراد التنظيمات الإرهابية، ومكنتهم من تشييد وتحصين مواقعهم في عمق مناطق سيطرتها، ولم تدخل معهم في أي مواجهات. وأضاف: "بل تم تنسيق العمليات القتالية بين الطرفين لمواجهة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية".