اعتماد اللغة التركية.. أردوغان يواصل تتريك شمال سوريا
واصل النظام
التركي سياسة التتريك في سوريان عبر القطاع التعليمي، بتعليم ودراسة اللغة التركية
في المناطق السورية الخاضعة للاحتلال التركي والميليشيات الموالية له.
وشهدت مدينة
جرابلس المحتلة، تخريج دفعة مؤلفة من ٢٢٠ معلم باللغة التركي، مختصين بتسعة اختصاصات
من جامعة عينتاب التركية.
ووفقا للمركز
الفرات الإعلامي، احتفلت عناصر المجالس المحلية التابعة لمرتزقة الاحتلال التركي في
مدينة جرابلس المحتلة بتخريج ٢٢٠ معلماً ومعلمة تخرجوا من جامعة عينتاب التركية.
وأوضحت المصادر أن
المتخرجين يحملون شهادات في ٩ اختصاصات كلها باللغة التركية، جرى الاحتفاء بهم بمراسم
رسمية من قبل عناصر المجالس المحلية.
وأضاف المصدر أن
الاحتفالية جرت بحضور خجول لعلم المعارضة السورية حيث كانت الرايات المرفوعة على المنصة
هو العلم التركي وعلم يحمل اللوغو الرسمي لجامعة عينتاب التركية، ليقتصر حضور علم صغير
للمعارضة السورية وضع على هامش طاولة صغيرة ألقيت من خلالها الكلمات.
يذكر أن الاحتلال
التركي يضع كل طاقاته في زج الجمعيات خيرية ذا ارتباطات بجماعات متطرفة في المناطق
المحتلة لتتريك تلك المدن السورية المحتلة وربما ضمها مستقبلاً إلى الأراضي التركية
وسط صمت عربي ودولي حيال هذه الانتهاكات.
وفي وقت سابق من
العام الجاري أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعليماته بمواصلة افتتاح كليات جديدة
تتبع جامعات تركية فوق الأراضي السورية المحتلة، ضمن هذا السياق، متخذاً من التعليم
والدواعي الإنسانية والتربوية غطاءً لتمرير أجندته الحقيقية.
ونصّ المرسوم الذي أصدره أردوغان في الخامس من
فبراير الماضي، على افتتاح كلية طب ومعهد عالٍ للعلوم الصحية في بلدة جوبان باي
"الراعي" في ريف حلب الشمالي يتبعان جامعة العلوم الصحية (ساغلك بليملار)
التركية في إسطنبول.
كما سبق
لأردوغان في العام 2019 أن أمر بإنشاء ثلاث كليات تابعة لجامعة غازي عنتاب في مناطق
الشمال السوري، هي كلية التربية في عفرين، وكلية العلوم الاقتصادية والإدارية في مدينة
الباب، وثالثة متخصصة في العلوم الإسلامية في مدينة إعزاز، وكل هذه الكليات أنشئت بموجب
مراسيم حملت في حينه توقيع الرئيس التركي شخصياً.
وعمد تركيا خلال
السنوات الماضية على تتريك المناهج التعليمية في المدارس الابتدائية حتى الثانوية
في شمال سوريا، بالإضافة إلى إدخال التتريك إلى رياض الأطفال مع إدخال اللغة التركية
كلغة أساسية بالإضافة إلى اللغة العربية.
كما اعتُمدت الكتب
المطبوعة في تركيا بالتعاون مع حكومة "هيئة تحرير الشام"، وشُطبت منها كل
كلمة كانت سابقاً في مواد الجغرافيا والتاريخ تشير إلى الاحتلال العثماني.
وقد ترجم النظام
التركي هذه السياسة الاستتباعيّة من خلال انتهاجه استراتيجية متكاملة تقوم على أساس
تتريك المناطق المحتلة والعمل على محو هويتها السورية لقطع أي صلة تربطها بالدولة السورية،
وتمهيداً من ناحية ثانية، لسيناريوات مستقبلية عدة قد تواجه المنطقة بحسب التطورات
الإقليمية والدولية، ولا يبدو أن السيناريو الذي واجهه لواء اسكندرون في ثلاثينات القرن
الماضي ببعيد عما يدور في ذهن القيادة التركية الحالية.