الانسحاب ...هل تترك امريكا العراق وأفغانستان لنفوذ الملالي ؟

الأربعاء 14/يوليو/2021 - 12:06 م
طباعة الانسحاب ...هل تترك روبير الفارس
 
مع الاعلانات عن تنفيذ انسحاب القوات الامريكية من العراق وافغانستان  يطرح تساؤل حول سياسية بايدن تلك واستغلال الملالي لمد نفوذها خيث يريد بايدن تقليص الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط وخفض التصعيد مع إيران، كما أن أعضاء في الكونجرس الأمريكي يريدون تجنب الاستخدامات المطلقة للقوة تحت شعار الدفاع عن النفس. وللمفارقة، يبدو أن مقاربة الإدارة الأمريكية قد أضرت حتى الآن بجميع هذه الآمال إلى حد ما. فالاعتماد على ضربات محدودة من وقت إلى آخر قد فشل بوضوح في ردع الميليشيات المدعومة من إيران عن مهاجمة المواقع الأمريكية، الأمر الذي لا يتطلب سوى المزيد من الضربات ويُبقي الولايات المتحدة وإيران في حالة تصادم. [وبالتالي]، فإن الرد بقوة أكبر وبشكل أكثر سرية هو الطريقة الأفضل لإنهاء هذه الحلقة المفرغة. وإذا كان الشرق الأوسط، كما دأب فريق بايدن على القول، مشكلة يمكن إدارتها فقط ولكن لا يمكن حلها، فلتعمل الولايات المتحدة على الأقل على إدارة المشكلة بأكبر قدر ممكن من الكفاءة وإخراج الشرق الأوسط من جدول أعمال الرئيس الأمريكي. كما يقول الباحث  مايكل نايتس في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني  والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج.
وفي العراق كانت إدارة بايدن عالقة بين أعداء عنيدين من الميليشيات والكونجرس الأمريكي المتشكك، فقد كان عليها إيجاد صيغة أكثر نفعاً من المعاملة الانتقامية التي استُخدمت خلال الأشهر القليلة الماضية. ويقول مايكل بعد أن شاهدتُ خلال الفترة التي أمضيتُها في العراق ما الذي يردع هذه الميليشيات وما الذي لا يردعها، يبدو أن الحل سهل القول، وصعب الفعل، بل ضروري.ووضع مايكل عدد من النصائح حول معالجة الامر  تضمن :
أولاً، لتكن الضربات على الأعداء أقوى من ضرباتهم. ومن واقع تجربتي القائمة على مراقبة قادة الميليشيات العراقية عن كثب، والعمل قربهم بل وحتى اللقاء بهم، هناك نتيجة واحدة فقط يخشونها فعلاً وهي مقتلهم. وقد كان ذلك واضحاً عند رؤية قادة الميليشيات يتفرقون ويخافون ويبتعدون عن الأنظار بعد قيام الولايات المتحدة بقتل قاسم سليماني وزعيم الميليشيات العراقية أبو مهدي المهندس في يناير 2020.
ولكن بدلاً من استخدام الخيار الأكثر تطرفاً، على الإدارة الأمريكية أن تبدأ بالتلميح إليه. وهذا يعني على أرض الواقع توجيه الولايات المتحدة ضربة متعمدة شبه مخطئة على هدف حساس للغاية، على غرار استهداف أحد قادة الميليشيات البارزين. وفي المرة المقبلة التي تتعرض فيها قاعدة أمريكية لهجوم كبير بالصواريخ أو بالطائرات بدون طيار، يجب أن يلقى زعيم إحدى الميليشيات حتفه رداً على ذلك، في الوقت والمكان اللذين تختارهما الولايات المتحدة.
ثانياً، للحدّ من خطر التصعيد، لا يجب إعلان تورط الولايات المتحدة. فقد انتقدت الحكومة العراقية واشنطن بسبب الضربة الأخيرة التي نفذتها في العراق، ومع ذلك لم يتم انتقاد إيران والميليشيات التي تدعمها في العراق بسبب هجماتها بالصواريخ والطائرات بدون طيار لأنها لا تعلن مسؤوليتها علناً عن مثل هذه الهجمات. وهذا ما فعلته إسرائيل طيلة سنوات حيث لم تتبنّ الكثير من الضربات الرادعة التي قامت بها، الأمر الذي منح أعداءها بعض المجال للتجاهل أو المراوغة أو إرجاء الرد الانتقامي. ورغم أن الضربات التي لا تتبناها أي جهة ستثير مخاوف مبرَّرة بشأن الرقابة والشفافية، إلا أن لدى الحكومة الأمريكية إجراءات ليس فقط لشن ضربات باستخدام مجتمع الاستخبارات وسلطات العمل السري، بل لإبلاغ الكونغرس بهذه التحركات في جلسة مغلقة أيضاً.
ثالثاً، عدم السماح لإيران بتحميل المخاطر على الوكلاء. على إيران أن تفهم أن هناك تكاليف تترتب على منحها طائرات متقدمة بدون طيار لوكلائها من الميليشيات. كما يجب البعث برسائل إلى المؤسسة الأمنية الإيرانية - بشكل منفصل عن المحادثات النووية الجارية في فيينا - مفادها أن الولايات المتحدة ستردّ على أية تحركات سرية تقوم بها إيران.
واضاف التقرير  انه من غير المرجح أن يؤدي التخفيف من التصعيد مع إيران خلال المفاوضات النووية إلى أي ارتياح. فلم تمنع تلك المحادثات قيام الميليشيات بتصعيد وتيرة هجماتها خلال عهد بايدن (فبعد أن دخلت الاتفاقية النووية الأصلية حيز التنفيذ في عام 2015، تسارعت وتيرة النشاط العسكري الإيراني وهو الأمر بالنسبة للحرب بالوكالة). وفي هذا الإطار، كان الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي قد قال إن الجيش الإيراني وصواريخه وطائراته المسيّرة "غير قابلة للتفاوض"، في حين تؤجل إدارة بايدن التفاوض بشأن هذه القضايا أيضاً إلى وقت لاحق. ويبقى السبيل الوحيد لحماية القوات الأمريكية في العراق وسوريا هو الردع بكل بساطة. وباستخدام عبارة رئيسي، يجب أن يكون حق أمريكا في الدفاع عن قواتها غير قابل للتفاوض. إذا استمر معدل تبادل الهجمات الحالي بين الميليشيات المرتبطة بإيران والقوات الأمريكية في العراق،وتوقع التقرير  شنّ الميليشيات ما يقرب من 50 هجوماً على القواعد الأمريكية، وسقوط عدد من القتلى الأمريكيين، وتنفيذ ست ضربات انتقامية أمريكية بحلول نهاية العام الحالي. وعلى الولايات المتحدة العمل على إدارة مشكلة الميليشيات بأكبر قدر ممكن من الكفاءة وإخراج الشرق الأوسط من جدول أعمال الرئيس الأمريكي.
افغانستان
وفي سياق متصل دافع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن قراره بسحب القوات العسكرية لبلاده من أفغانستان، قائلا إن العمليات الأمريكية ستنتهي في 31 أغسطس كما دافع بادين عن الوتيرة السريعة للانسحاب الأمريكي، قائلاً إنها "تنقذ الأرواح".ويأتي خطاب بايدن في الوقت الذي تواصل فيه حركة طالبان المسلحة السيطرة على مناطق عدة في جميع أنحاء البلاد.وتنتشر القوات الأمريكية في أفغانستان منذ ما يقرب من 20 عاما، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001. مع استمرار مساعي تقييم تبعات انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، بادرت إيران إلى استضافة ممثلين عن حكومة كابل وحركة طالبان، في مسعى لتقريب وجهات النظر وتجاوز احتمال الحرب الأهليةحيث أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وقوف بلاده إلى جانب الشعب الأفغاني وقدرة هذا الشعب بكل طوائفه السياسية على تدشين مستقبل سلمي. من جانبه اعتر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انسحاب القوات الأمريكي اعترفا فعليا بالهزيمة موضحا أن تزايد خطر وقوع هجمات إرهابية في أفغانستان يعود لعدم رغبة الحكومة في كابل بتشكيل حكومة انتقالية وترك واشنطن احتمال الحل العسكري مطروحا.؟

شارك