بوصفها "جريمة حرب" .. طالبان تعدم 22 من الكوماندوز الأفغاني
الخميس 15/يوليو/2021 - 03:18 ص
طباعة
أميرة الشريف
مع زيادة نفوذ حركة طالبان في أفغانستان إثر انسحاب القوات الأمريكية بدأت موجات من محاولات الهجرة القانونية وغير القانونية بين المواطنين، وفي الأيام الأخيرة، بدأت بتوسيع نفوذها وبالاستيلاء على عدة مناطق واحدة تلو الأخرى، واجتاحت القواعد التي استسلمت فيها القوات الحكومية المحبطة في كثير من الأحيان، أو فرت هاربة، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أن مسلحين لحركة "طالبان" أعدموا 22 عنصرا من قوات "الكوماندوز" بعد استسلامهم.
و قالت الوزارة، في بيان، إن مجموعة من عناصر القوات الخاصة تضم 22 شخصا كانت تقاتل مسلحين لـ"طالبان" في محافظة فرياب، وبعد نفوذ الذخائر قررت وحدة "الكوماندوز" الاستسلام للحركة.
وأمر مقاتلو طالبان عناصر القوات الخاصة بخلع ستراتهم الواقية من الرصاص ومن ثم أطلق المسلحون النيران عليهم ما أسفر عن مقتلهم.
وفي وقت سابق نشرت شبكة "CNN" مقاطع فيديو قالت إنها توثق عملية قتل 22 عنصرا من قوات "الكوماندوز" الأفغانية بمدينة دولة آباد في ولاية فرياب.
وردًا على تقرير CNN ، قالت منظمة العفو الدولية: "هذه اللقطات المقلقة للغاية مروعة وتعطي نظرة ثاقبة للوضع اليائس المتزايد الذي يلف أفغانستان. ما نشهده هو قتل وحشي بدماء باردة لجنود مستسلمين - جريمة حرب".
وبعد بث تقرير CNN ، قالت سميرة حميدي، الناشطة بمنظمة العفو الدولية لمنطقة جنوب آسيا، في بيان صحفي يوم الثلاثاء: "تشير هذه الأدلة إلى أن مزاعم طالبان المستمرة بتغيير أساليبها تستند إلى كذبة وتقوض تمامًا مزاعمهم بأنهم سيحترمون حقوق الإنسان في عملية السلام".
وأضافت حميدي: "ينبغي للسلطات الأفغانية أن تفتح تحقيقًا فوريًا في هذا العمل المشين في محاولة لتقديم المسؤولين إلى العدالة، ومع ذلك، إذا فشل ذلك، يجب على المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية التدخل".
ووقع الحادث يوم 16 يونيو الماضي، وأكد الصليب الأحمر العثور على 22 جثة لعناصر القوات الخاصة في تلك المنطقة.
ومنذ بدء الولايات المتحدة سحب قواتها من أفغانستان، تشن الحركة هجوما واسعا على القوات الحكومية في جبهات عدة، وقالت "طالبان" سابقا إنها سيطرت على 85% من أراضي البلاد لكن السلطات في كابل وصفت هذا التصريح بالدعائي.
من جانبه وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس قيام عناصر من "طالبان" بإعدام 22 عنصرا من قوات "الكوماندوز" بعد استسلامهم، بـ"العمل الفظيع".
وشدد برايس على أن الولايات المتحدة ليس لديها سبب للشك في صحة مقطع الفيديو الذي تظهر فيه العملية، مؤكدا أن "المفاوضات الأفغانية في الدوحة والمسار الدبلوماسي هما السبيل الوحيد لتحقيق السلام"، مضيفًا : " نؤمن أن نيل طالبان الشرعية في المجتمع الدولي يتم بالانخراط الدبلوماسي لا بقوة السلاح".
وفي سياق متصل، قال مسؤولون باكستانيون وشهود عيان لشبكة CNN، إن مقاتلي حركة طالبان في أفغانستان سيطروا على معبر حدودي رئيسي مع باكستان.
يقع المعبر الحدودي، في منطقة سبين بولداك الحدودية، بين بلدة شامان الباكستانية وبلدة وش الأفغانية، جنوب مدينة قندهار الجنوبية الرئيسية في أفغانستان.
وقال مسؤول جمركي على الجانب الباكستاني من الحدود لشبكة CNN: "طالبان لا تواجه أي مقاومة، هناك شعور بالبهجة حتى داخل منطقة شامان في باكستان، على الحدود مع أفغانستان".
وأضاف المسؤول "عند بوابة الصداقة، تم استبدال العلم الوطني الأفغاني بأعلام طالبان الأفغانية. هذا عند المعبر الحدودي بين بلدة شامان الباكستانية ومدينة وش الأفغانية".
وزعمت حركة طالبان أنها استولت على "مركز منطقة سبين بولداك" ومقر قيادة شرطتها.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، في تغريدة له: "تم الاستيلاء على عدد كبير من الأسلحة والمركبات. العدو موجود حاليا في نقطة تفتيش واحدة فقط وهم محاصرون".
على الجانب الباكستاني، قال مفوض منطقة شامان، جماداد ماندوخل، لشبكة CNN: "أمرت الحدود بإغلاقها بالكامل هذا الصباح. وصلت قوات شبه عسكرية إضافية. تم تعليق جميع الأنشطة".
وفي جميع أنحاء أفغانستان، نزح عشرات الآلاف من المدنيين وسط تصاعد القتال الذي أعقب إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن انسحاب جميع القوات الأمريكية من البلاد بحلول 11 سبتمبر.
ومنذ ذلك الحين، تدعي طالبان أنها سيطرت على ما يقرب من 200 منطقة. عبر أفغانستان - معظمها في الشمال والشمال الغربي.
في الأسبوع الماضي، ذكرت شبكة CNN أن طالبان استولت على معبرين حدوديين استراتيجيين بعد أيام فقط من مغادرة متسرعة للقوات الأمريكية المقاتلة من البلاد، ومن بين تلك المعابر التي سقطت في يد طالبان مدينة إسلام قلعة في محافظة هرات الشمالية الغربية، وهي بوابة رئيسية إلى إيران.