مع عودة "العهد الوحشي" لطالبان.. سكان أفغانستان بين الفرار والتطوع
الجمعة 16/يوليو/2021 - 03:59 ص
طباعة
أميرة الشريف
في ظل الحرب التي تشهدها أفغانستان ، ومحاولة حركة طالبان في السيطرة علي البلاد وفرض نفوذها هناك، يقوم بعض السكان بالتطوع للقتال إلى جانب القوات الحكومية، بينما يقوم آخرين بالفرار إلي الخارج بشتى الطرق.
ويري مراقبون بأن حركة طالبان لم تستطيع السيطرة على أفغانستان في ظل تعدد مراكز القوى المناهضة لها، بداية من القوى الأمنية والعسكرية، وحتي تحالف الشمال الذي كان القوى المحلية الأبرز في عملية الإطاحة بحركة طالبان عام 2001.
وكشفت تقارير إعلامية، عن ارتفاع معدلات الهجرة بين الفئات المتعلمة خلال الأسابيع الأخيرة، وبلغت ذروتها مع توسيع طالبان هجومها الشامل ضد القوات الأمنية.
وقال مراقبون ، إن عدد الفارين من العنف في أفغانستان يرتفع مرة أخرى، بينما يحاول المتعلمون الحصول على منح دراسية أو استثمارات والتوجه إلى البلدان المجاورة أو تركيا، وفقاً لتوماس راتيج المحلل في مركز أبحاث شبكة محللي أفغانستان في كابول. ويحاول آخرون كثيرون شق طريقهم إلى إيران.
ووفق وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال محمد كاراتاس رئيس جمعية حقوق الإنسان في إقليم وان المتاخم لإيران ، إن الإقليم يعج بالمهاجرين من أفغانستان، موضحًا أنه يستطيع تأكيد تقارير إعلامية تفيد بأن ما يقدر بألف مهاجر يعبرون الحدود كل يوم.
هذا وقد دعت طالبان سكان المدن الأفغان إلى الاستسلام لتجنب المعارك في المدن.
وقال أمير خان متقي مسؤول كبير في الحركة في تغريدة نشرها ناطق باسم طالبان الآن ومع انتقال المعارك من الجبال والصحارى إلى أبواب المدن لا يريد طالبان القتال داخل المدن، داعياً المدنيين إلى التواصل مع الحركة وتجنيب مدنهم الحرب.
وقارن تقرير لوكالة فرانس برس، هذه الدعوة من طالبان بالاستراتيجية التي استخدمتها عند استيلائها على السلطة في منتصف التسعينيات: محاصرة المدن وإرغام الزعماء التقليديين على التفاوض على استسلام.
في هذا السياق سلطت صحيفة التايمز الضوء على إعادة سيطرة حركة طالبان على مساحات واسعة من أفغانستان، وقالت الصحيفة إن "العصر المظلم لحكم طالبان عاد بعد أيام فقط من اجتياح الحركة لمنطقة رويا سوجود في شمال أفغانستان".
ويقول تقرير للصحيفة إن طالبان "منعت النساء من الخروج من دون البرقع ومن دون رفقاء ذكور".
وأشار التقرير نقلا عن أحد سكان مقاطعة جوزجان إن "الحركة حظرت الموسيقى وأمرت الرجال بعدم حلق لحاهم. وهم يطلبون من العائلات إعطاء بناتهم للقادة للزواج بهن".
وكانت أفغانستان قد شهدت تقدما للإسلاميين في أعقاب الانسحاب الأمريكي النهائي من البلاد، حيث سقطت أحياء تلو الأخرى الشهر الماضي مع تراجع معنويات القوات الأفغانية.
ويخضع ما لا يقل عن عشر عواصم إقليمية للحصار، ما يترك المسلحين في قيادة شبه كاملة للريف.
ويقول تقرير التايمز "نحن في عهد طالبان الوحشي مرة أخرى"، مضيفا نقلا عن السكان المحليين إن الحركة "فرضت عقوبات صارمة بما في ذلك الضرب على من يخالفون القواعد".
ويقول التقرير إن "طالبان من جهتها نفت التقارير المذكورة ووصفتها بأنها ملفقة وبأنها دعاية حكومية".
وأضاف إلى أن "أجزاء من أفغانستان لا تزال صامدة ضد المتمردين، تعهدت النساء بالقتال والموت بدلا من العيش في ظل النظام. وانضمت نساء يحملن بنادقهن إلى الاحتجاجات في إقليم غور وسط البلاد الأسبوع الماضي، ورددن شعارات مناهضة لطالبان".