المركز الإسلامي بهامبورج.. ذراع إيران في ألمانيا
الجمعة 16/يوليو/2021 - 04:27 م
طباعة
علي رجب
تحرك جديد للاستخبارات الألمانية في مواجهة اذرع النظام الإيراني، التي تستهدف المجتمع المسلم الألماني، وتشكل خلايا إيرانية نائمة في داخل ألمانيا.
بحسب تقارير إعلامية ألمانية، حصلت إدارة الأمن الداخلي في مدينة هامبورج على وثائق جديدة تظهر أنه خلافًا لادعاءات طهران بأن "المركز الإسلامي في هامبورغ" ليس تابعًا للنظام الإيراني، فإن هذا المركز يعد إحدى أهم مؤسسات النظام الإيراني في أوروبا ويتم توظيفه لـ "تصدير الثورة".
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، نقلا عن مكتب حماية الدستور في هامبورج أن "المركز الإسلامي في هامبورغ" تمّ تقييمه بكونه أحد "أذرع إيران في أوروبا".
ويُعتبرالمركز الإسلامي في هامبورج حسب المعاهدة عضواً في مجلس مدينة هامبورغ، عاصمة الولاية.
اللافت أن النظام الإيراني يستغل نقطة دعم الأنظمة الأوروبية للجمعيات الثقافية وحرية المعتقد، وبالتالي هي تلعب على هذه الثغرة في الأنظمة الغربية، فشبكة الجمعيات والمؤسسات المرتبطة بالمركز الديني الإيراني في هامبورج تعمل حسب معاهدة رسمية مع الحكومة المحلية في ولاية هامبورج، التي تُعتبر ثاني أكبر ولاية في ألمانيا، سكانياً واقتصادياً.
المركز الاسلامي في الاستخبارات لألمانية
كما نقلت الوكالة عن المتحدث عن مكتب الاستخبارات الداخلية التابع للولاية، ماركو هازه بأن ولاية هامبورج تتوفر على مستندات ووثائق توّثق تبعية المركز للنظام الإيراني، ومن تمّ فإن "ادعاءات المركز الإسلامي في هامبورج (IZH) بأنه مؤسسة دينية صرفة، هي ادعاءات لا تتمتع بمصداقية".
ويضيف ماركو هازه أن مكتب حماية الدستور يتوفر على دلائل تفيد أيضا بأن محمد هادي مفتح الرئيس الحالي للمركز الإسلامي الشيعي، له صلة مباشرة مع مكتب المرشد الأعلي آية الله خامنئي في إيران، إضافة إلى وجود مؤشرات على "صلة بين المركز وبين حزب الله اللبناني المصنّف كجماعة إرهابية في ألمانيا".
ذكر أن هذا المركز الذي يأوي المسجد الأزرق في هامبورج، مصنّف بدوره ومنذ مدة من قبل الأجهزة الأمنية الألمانية على أنه "متطرف" وتوجهاته "تخالف" الأسس الدستورية للبلاد.
ووفقا لمركز جنيف للدراسات والأبحاث – وحدة دراسات الجماعات المتطرفة، فإن استراتيجية إيران في أوروبا، تنقسم إلى 3 محاور رئيسية يبدو أخطرها الاستراتيجية الجديدة التي باتت تتبعها بشكل موسع وهي "الرصد والمتابعة والسيطرة".
تتلخص هذه الاستراتيجية بتشكيل مراكز دينية تتبع لإيران مباشرة وجماعات سرية مهمتها رصد ومتابعة الجاليات الشيعية في أوروبا والبد بالسيطرة عليها حتى التهديد بالقتل.
وتأسس المركز الإسلامي في هامبورج منذ أواخر الخمسينات من القرن المنصرم، من قِبل مهاجرين ورجال أعمال إيرانيين في ألمانيا، وما لبس أن تحول إلى واحد من المراكز التي يستخدمها النظام الإيراني عقب عام 1979، بعد الإطاحة بنظام الشاه.
وتذكر وثائق بأن العديد من رجال الدين والسياسة الإيرانيين المشهورين قد أقاموا ودرّسوا في المركز، مثل آية الله بهشتي وآية الله محمد مجتهد شيستري والرئيس الأسبق محمد خاتمي.
وغالبية الشيعة في ألمانيا من الإمامية «الإثني عشرية»، ويبلغ عددهم أكثر من 225 ألف شخص، فيما بلغ عدد الشيعة العلويين وأغلبهم من تركيا وسوريا أكثر من 70 ألف شخص، والشيعة الإسماعيلية نحو ألفي شخص، وفقا لتقرير «Mitgliederzahlen Islam»، بحسب موقع «REMID»
ويتمتع شيعة ألمانيا بالعضوية النشطة في مجلس العلماء الشيعة في أوروبا، والأخير يعد مظلة تنطوي تحتها الجمعيات والمؤسسات الشيعية في القارة العجوز.
ويضم مجلس العلماء الشيعة في أوروبا نحو 26 مركزًا، و70 حسينية، وهو ما يشكل خلايا نائمة، مستغلّين عدم مراقبة حكومات الدول الغربية لهم.
في يناير 2018، نفذت السلطات الألمانية عمليات بحث بجميع أنحاء البلاد عمن له صلة بعشرة إيرانيين يشتبه في أنهم تجسسوا على مؤسسات وأشخاص في ألمانيا بأوامر من وحدة استخبارات إيرانية، بحسب ما ذكر الإدعاء الألماني.
تضع هذه الاتهامات جزءًا من شيعة ألمانيا (سواء الحاصلون على الجنسية أو المقيمون فيها واللاجئون إليها) في مرمى الاتهامات من قبل الأمن الألماني بأنهم سبب من أسباب زعزعة أمن واستقرار الجمهورية الألمانية، التي تعد من كبرى دول أوروبا استقبالا للاجئين من العالم.
خلايا نائمة:
استغلت إيران تلك الدعوات الشيعية، عن طريق بعض الشيعة، حيث صنعت منهم أداة لها في تنفيذ سياستها الخارجية نظام ولاية الفقيه الإيرانية.
فعملت إيران على إنشاء المساجد والمدارس والمنظمات الخيرية والشيعية على نطاق واسع، وبدأت في إنشاء المراكز الثقافية بعد وفاة الخميني كسياسة خارجية جديدة.
ودعا المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، في رسالة إنشائية موقعة بتاريخ 21 يناير 2015 وموجهة إلى «شباب أوروبا وأمريكا الشمالية» كافة، دعاهم فيها إلى العزوف عن اتباع «أهاليهم أو حكوماتهم»، في تحرض على حكوماتهم والولاء له.
وتعد جامعة المصطفي والمركز الإسلامي في هامبورج، أهم أذرع إيران للتغلغل في المجتمع الألماني بشكل عام والإسلامي بشكل خاص، واعتبر التقرير السنوي لعام 2004 الصادر عن وزارة الداخلية في ألمانيا، أن المركز الإسلامي في هامبورج يشكل نقطة اتصال مع المرشد الإيراني علي خامنئي، ويعمل على نشر ما يسمى بالنظام الإسلامي الإيراني على مستوى العالم، كما أن المركز يعتبر أيضًا نقطة اتصال للشيعة في بلدان أخرى، لاسيما تركيا ولبنان”.
وكشفت عملية استهداف المؤتمر السنوي لـجماعة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة في الخارج، بالعاصمة الفرنسية باريس، عن وجود خلايا تعمل في الخفاء تابعة للحرس الثوري الإيراني (فرع من فروع القوات المسلحة الإيرانية أسست 1979)، في أوروبا.
وفي نوفمبر 2017، وجّه القائد العام للحرس، اللواء محمد علي جعفري، تهديدات غير مسبوقة للشرق الأوسط وأوروبا، ملوّحًا بـ«خلايا مسلحة»، قائلًا: إن «خلايا للمقاومة المسلحة» قد تشكلت في المنطقة، وإن هناك خلايا أخرى صغيرة سيظهر تأثيرها قريبًا.
وفي 4 يوليو 2018 کشفت صحيفة «ستاندارد» البلجيكية، تفاصیل أکثر للخلیة النائمة لإیران في أوروبا، وأکدت نقلًا عن وكالات أمنية أن زوجين كانا يعتزمان شن هجوم على باريس تم إرسالهما إلى أوروبا كجواسيس للنظام الإيراني.
وقد حذرت تقارير بحثية واستخباراتية كثيرة من التغلغل الإيراني في المجتمع الأوروبي، حيث ألقت الجمعية الأوروبية لحرية العراق، واللجنة الدولية للبحث عن العدالة، في لندن؛ في دراسة حول نشاط الحرس الثوري، الضوء على تدخُّل الحرس الثوري الإيراني، خلال العقود الثلاثة الماضية، في شؤون 14 دولة بالمنطقة.
وخلصت الدراسة إلى أن الحرس الثوري يشكل خطرًا على أوروبا، مطالبين الخارجية البريطانية، والاتحاد الأوروبي، ومجلس الأمن، وإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتصنيف الحرس الثوري كـ«جماعة إرهابية».