تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 17 يوليو 2021.
«الحوثي» يحرم أطفال اليمن من الماء والغذاء والتعليم
حرب ضروس تشنها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على الشعب اليمني بمختلف فئاته، وخاصة المهمشة منها، كالأطفال والنساء، وهو ما يتجسد في حرمان ملايين من هؤلاء من أبسط حقوقهم، وتعريضهم لانتهاكات صارخة، تشكل خطراً جسيماً على حياتهم.
ففي الوقت الذي تجهض فيه الميليشيات الحوثية كل المبادرات الرامية لإسكات أصوات المدافع في اليمن، كشفت منظمة «أنقذوا الأطفال» المعنية بحماية الطفولة في العالم النقاب، عن أن 90% من الأطفال اليمنيين المقيمين في مخيمات النازحين، يفتقرون للاحتياجات الأساسية اللازمة لهم، مثل الطعام والتعليم والمياه النقية.
وأشارت المنظمة في تقرير نشرته أمس الأول، على موقعها الإلكتروني، إلى أن استمرار القتال في اليمن، أدى إلى أن يصبح حوالي 1.7 مليون طفل يمني في عداد النازحين، قائلة، إن ما لا يقل عن نصف مليونٍ من هؤلاء الأطفال، لم يعد بوسعهم تلقي أي تعليم نظامي.
وفي إشارة واضحة إلى الآثار الكارثية الناجمة عن تصعيد «الحوثي» لممارساته العدوانية في مناطق مختلفة من اليمن على مدار العامين الماضيين، أكد تقرير المنظمة، أن نحو 115 ألف طفل يمني، أُجبروا على الفرار من منازلهم خلال عام 2020 خاصة في مناطق مأرب والحديدة وحجة وتعز، بينما بلغ عدد النازحين منذ بداية العام الجاري من الأطفال والبالغين، قرابة 25 ألف يمني.
ومنذ فبراير الماضي، تقوم ميليشيات الحوثي بمحاولات مستميتة للاستيلاء على محافظة مأرب، بما يشمل شن هجمات على مناطق أهلة بالسكان، ومخيمات النازحين في هذه المحافظة، التي فر إليها خلال الأعوام الماضية، مئات الآلاف من اليمنيين وأطفالهم.
ومن جانبه، قال خافيير جوبرت المدير القُطري لمنظمة «أنقذوا الأطفال» في اليمن، إن الصغار «هم أول من يعاني عواقب النزوح عن الديار بفعل القتال، وهم الأكثر تأثراً بذلك، خاصة في ظل تزامن الهجمات الحوثية الحالية مع تفشي وباء كورونا، وتدهور الأوضاع المعيشية، بما لا يجعل بوسع الكثير من الآباء والأمهات، توفير المتطلبات الأساسية لأطفالهم».
وفي دعوة بدت موجهة بالأساس للميليشيات الانقلابية، دعت المنظمة مختلف أطراف النزاع في اليمن إلى الوقف الفوري لجميع الهجمات التي تُشن ضد المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، واحترام القانون الدولي الإنساني. وطالبت الجهات الدولية المانحة في الوقت نفسه، بزيادة دعمها المالي والدبلوماسي للأطفال اليمنيين وأسرهم.
وجاء صدور تقرير «أنقذوا الأطفال»، بعد أيام من تأكيد نشطاء يمنيين وغربيين، أن ميليشيات الحوثي جندت خلال العام الجاري وحده مئات الآلاف من الأطفال، من خلال 6 آلاف مخيم صيفي، أقامتها كستار لعمليات التجنيد القسري للصغار، التي تنخرط فيها منذ سنوات، باستخدام المخدرات وعمليات غسيل الأدمغة.
اليمن: مقتل 45 حوثياً في جبهات مأرب
قتل 45 عنصراً من ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران إثر معارك عنيفة مع قوات الجيش اليمني ومقاتلوا القبائل في محافظة مأرب، وسط تقدم كبير للجيش والقبائل.
وقال عبدالرزاق الشدادي، مستشار قائد المنطقة العسكرية الثالثة: إن معارك عنيفة اندلعت بين الجانبين بعد هجوم شنه الجيش اليمني ومقاتلو القبائل على مواقع الميليشيات باتجاه جبهة جنوب مأرب انطلاقاً من «جبل مراد». وأشار الشدادي إلى أن قوات الجيش والقبائل تحركت من قلب منطقة «نجد المجمعة» وحاولت التقدم باتجاه عدة مواقع استراتيجية من ضمنها «جبل العتق»، وما زالت ترتيبات تحرير شمال الجهة الجنوبية مستمرة.
وأوضح الشدادي، أن المعارك أسفرت عن سقوط 45 قتيلاً ما تزال جثثهم منتشرة في تلك الجبهات، و15 جريحاً وأسيراً، فضلاً عن اغتنام أسلحة خفيفة ومتوسطة.
وأوضح الشدادي أن معارك عنيفة دارت بين الجانبين في جبهة شمال غرب مأرب بمناطق «رغوان والكسارة وصرواح والمشجح»، جرى خلالها تحرير عدة مواقع تجاه «المشجح» وصد هجوم في «رغوان والكسارة».
وفي السياق، تمكنت دفاعات الجيش من إسقاط طائرة مسيرة أطلقتها الميليشيات في سماء مديرية «رحبة» التي حررها الجيش ومقاتلو القبائل أمس الأول.
بدوره، أكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، العميد الركن عبده مجلي أن الجيش ومقاتلي القبائل يواصلون التقدم بثبات وسط فرار جماعي لعناصر الميليشيات في مختلف الجبهات القتالية، مثمناً الدور الكبير الذي يقوم به تحالف دعم الشرعية في معركة استعادة الدولة.
وقال العميد مجلي، إن جبهات القتال في محافظة مأرب، كانت الأكثر اشتعالاً، وتقدماً وانتصاراً بعد تحول أكثر الجبهات من المعركة الدفاعية إلى المعركة الهجومية. وأشار أن قوات الجيش والقبائل شنت خلال الساعات الماضية، وبإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية، عمليات هجومية مباغتة في جبهة «رحبة ومراد» جنوب غرب المحافظة.
وأفاد أن العمليات الهجومية مكنت الجيش من تحرير مناطق مهمة، وجبال وتلال استراتيجية حاكمة، منها مناطق «معين ومضرة وبقثة ومواقع العيارات»، لافتاً إلى أن الجيش قطع طرق الإمداد عن الميليشيات الحوثية، ليصل إلى مركز مديرية «رحبة»، لتتواصل المعارك الهجومية حتى تم تحرير مديرية «رحبة» بالكامل.
وتابع: «المعارك الأخيرة جنوب مأرب كبدت الميليشيات الإرهابية خسائر كبيرة في الأرواح، بين قتيل وجريح ومقبوض عليهم، إضافة إلى خسائر كبيرة في المعدات والأسلحة والعربات والأطقم القتالية بغارات الطيران المقاتل ومدفعية الجيش».
وأضاف: «قواتنا استعادت 5 أطقم قتالية و3 عيارات وأسلحة متوسطة وخفيفة وكميات من الذخائر المتنوعة»، مشيراً إلى الأهمية الاستراتيجية للمناطق المحررة جنوب مأرب، كون أغلبها مناطق حاكمة، وستحقق الالتحام مع جبهات مديريات البيضاء المجاورة، وقطع خطوط إمداد الميليشيات.
وعن جبهة «المأهلية»، قال العميد المجالي: «شنت قوات الجيش والقبائل وبإسناد طيران تحالف دعم الشرعية، عمليات هجومية مباغتة، تمكنت فيها من تحرير مناطق عديدة أهمها منطقة عشيرة وذراع الديمة والربع علفاء»، مؤكداً سقوط عناصر حوثية خلال العمليات القتالية، التي تزامنت مع غارات جوية مركزة ألحقت الخسائر الفادحة في المعدات والأسلحة والعربات والأطقم القتالية الحوثية.
وفي جبهة شمال غرب وغرب المحافظة، قال ناطق القوات المسلحة، إن قوات الجيش حققت انتصارات كبيرة في جبهات «المشجح والجدعان والكسارة وصرواح»، لافتاً إلى أن الجيش في هذه الجبهات أحرز انتصارات مهمة، وبإسناد من طيران التحالف.
وفي الساحل الغربي، أعلنت القوات المشتركة أمس، إنها تمكنت من إخماد مصادر نيران لميليشيات الحوثي استهدفت مناطق سكنية شرق مدينة الحديدة مواصلة بذلك خروقاتها للهدنة الأممية.
وذكر الإعلام العسكري للقوات المشتركة، أن ميليشيات الحوثي استهدفت بمختلف الأسلحة المتوسطة مناطق سكنية في قطاع كيلو16 شرق مدينة الحديدة بصورة عشوائية.
وأشار إلى تعامل القوات المشتركة مع خروقات الميليشيات الحوثية بضربات حاسمة تكللت بإخماد مصاد النيران، وكبدتها خسائر مادية وبشرية.
وكانت القوات المشتركة، قد أفشلت، أمس الأول، محاولات حوثية لإعادة ترتيب دفاعاتها في شارع صنعاء والخمسين داخل مدينة الحديدة، بالتزامن مع إخماد تحركات حوثية في «الجاح» لقي على إثرها عدد من العناصر الحوثية مصرعهم وجرح آخرون. كما جددت ميليشيات الحوثي أمس، استهداف منازل المدنيين في مدينة التحيتا جنوب الحديدة بالأسلحة المتوسطة.
وأفاد الإعلام العسكري، أن الميليشيات فتحت نيران أسلحتها المتوسطة على المنازل الواقعة جنوب مركز المديرية بشكل كثيف، مخلفة حالة من الخوف والهلع في أوساط الأهالي، كما سبق ذلك استهداف حوثي مماثل على المزارع في المديرية ذاتها. وفي حيس، قال الإعلام العسكري، إن ميليشيات الحوثي فتحت نيران أسلحتها على الأحياء السكنية والمنازل.
ولفت الإعلام العسكري، إلى أن الاستهداف الحوثي لمدينة حيس، تركز على الأحياء السكنية ومنازل المدنيين وسط المدينة بصورة عشوائية، باستخدام الأسلحة الرشاشة.
عقوبات أميركية على شبكة مرتبطة بـ «الحوثي»
أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، مساء أمس الأول، فرض عقوبات جديدة على شبكة مرتبطة بميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في تصريحات صحفية، إن بلاده فرضت عقوبات على إيران وعلى شبكة مرتبطة بالحوثيين بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، من دون مزيد من التفاصيل.
وفي يونيو الماضي، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية شركة «سويد وأولاده» للصرافة ضمن قائمة العقوبات التي طالت شبكة تهريب متورطة في جمع عشرات ملايين الدولارات من مبيعات سلع منها النفط الإيراني، يقودها سعيد الجمل المقيم في إيران.
وبحسب بيان وزارة الخزانة الأميركية، فإن شركة «سويد وأولاده للصرافة» تقوم بتسهيل معاملات بملايين الدولارات لصالح الحوثيين.
ابن مبارك يدعو إلى مقاربة أوروبية جديدة لحل أزمة اليمن
دعا وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك إلى مقاربة أوروبية جديدة للمساعدة في حل الأزمة اليمنية تقوم على دعم حكومة البلاد، سياسياً واقتصادياً باعتبارها تمثل جميع اليمنيين.
وقال في مقال بصحيفة «ئي يو أوبزرفر»، نشرته وزارة الخارجية اليمنية، أمس، إن هذه المقاربة يجب أن تقوم أيضاً على خلق شراكة كاملة مع الحكومة اليمنية لتحقيق السلام، وممارسة الضغوط على ميليشيات الحوثي لتغيير سلوكها، والقبول بخطة السلام لإنهاء الحرب، ووقف إطلاق النار وتحقيق المصالحة الوطنية.
الحوثيون يفشلون اتفاق إنقاذ «صافر» وكارثة بيئية تهدد اليمن
أفشلت ميليشيا الحوثي اتفاقاً مع الأمم المتحدة لإجراء صيانة عاجلة وتقييم وضع السفينة صافر التي ترسو في ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، حيث وضعت اشتراطات تعجيزية رفضتها الأمم المتحدة، وأكدت أنها لا تتناسب والحالة التي عليها السفينة وسط تحذيرات من أن أنها قد تنفجر في أي لحظة مسببة كارثة بيئية غير مسبوقة.
وعقب لقاء جمع ممثلي الميليشيا مع مكتب الأمم المتحدة لخدمة المشاريع، تم الإعلان عن الفشل في تحقيق أي تقدم بعد أن تمسك ممثلو ميليشيا الحوثي بمطلبهم بإحضار كل قطع الغيار التي يقولون إن السفينة بحاجة لها وإصلاحها في موقعها، فيما أكد خبراء الأمم المتحدة أن مهتمهم ستكون محدودة في تقييم وضع السفينة وإعادة تشغيل بعض المعدات التي تمنع انفجارها وسط ترجيحات باستحالة صيانتها وأنها بحاجة لإفراغ حمولتها التي تزيد على مليون برميل من النفط الخام قبل أن تنفجر.
الميليشيا رفضت الخطة التي اقترحتها الأمم المتحدة لتقييم وضع السفينة وقطع الغيار الضرورية التي ستحملها الفرق الفنية إلى ظهر السفينة الراسية في ميناء رأس عيسى، وقالت إنها كانت تطالب بخطة بديلة بعد تسعة أشهر على المحادثات والعراقيل التي وضعتها الميليشيا وهو ما يفاقم من خطر وقوع الكارثة البيئية في أي وقت وذهبت الميليشيا إلى القول إن الأمم المتحدة إذا لم تقبل شروطها وتقوم بتغيير خطة العمل فإنها ستتحمل مسؤولية الكارثة البيئية المنتظرة.
تحذيرات
هذا الفشل جاء مع تحذيرات جديدة أطلقتها منظمة غرينبيس العالمية المعنية بالبيئة، وقالت فيه إن أيّ ثقب في هيكل السفينة الأوحد سيتسبب في تسرّب نفطي أضخم بأربعة أضعاف من ذلك الذي تسبّبت به سفينة «إيكسون فالديز» في ألاسكا في العام 1989. ومن شأن ذلك أن يحدث كارثة إيكولوجيّة وأن يفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها البلد بشكل لا يوصف، إذ سيمنع الوصول إلى ميناء الحديدة وميناء الصليف الأساسيَّيْن والضروريَّيْن لوصول المساعدات والأغذية والمحروقات وغيرها من الإمدادات.
تعطل
وحذرت المنظمة من أنه مع انقضاء يوم جديد، أصبحت جهود إفراغ السفينة من حمولتها أصعب نتيجة تعطّل المزيد من المعدّات. حالياً، قد تُثقَب السفينة – لا بل قد تنفجر – في أيّ لحظة، ما سيتسبّب بتسرّب النفط الذي تحمله في عرض البحر. وقد يؤدي ذلك إلى كارثة بيئية من شأنها القضاء على سُبُل عيش المجتمعات الساحلية الفقيرة التي تعتمد على صيد الأسماك، كما أنها قد تدمّر الشعاب المرجانية المجاورة وتتسبّب بانسداد محطات تحلية المياه التي توفّر المياه إلى ملايين الأشخاص في المنطقة وتفاقم تداعيات النزاع.
لا وجود لاتفاق
ورغم ادعاءات الحوثي بوجود اتفاق يحدد طبيعة عمل الفرق الفنية التي ستتولى تقييم وضع السفينة وإجراء صيانة عاجلة لها فإن الأمم المتحدة، تؤكد أنه لا يوجد اتفاق بين الجانبين وإنما إطار مرحلي، يفترض موافقة ميليشيا الحوثي عليه، لإنجاز مهمة صيانة السفينة المتهالكة.
اشتراطات الحوثي تستبق المبعوث الأممي الجديد
استبقت ميليشيا الحوثي، تعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة إلى اليمن، ووضعت جملة من الاشتراطات الكفيلة بإفشال مساعيه، والتنصل من أي التزامات بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، والدخول في عملية التسوية السياسية.
وقال ما يسمى بالمجلس السياسي، الإطار الشكلي لحكم الميليشيا، إنه استعرض دور الأمم المتحدة، وقيّم أداء المبعوثين الأمميين. وطلب عدم تكرار التجارب الفاشلة للمبعوثين الدوليين، واشترطت الميليشيا، أن يقوم المبعوث الأممي الجديد لليمن، بدوره ومهمته الأساسية، وألا يتحول إلى ناقل رسائل، وهي إشارة واضحة إلى نواياها بعدم الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي، ومرجعيات الحل السياسي التي وضعها المجتمع الدولي، وهي الإطار الملزم لأي مبعوث أممي ينبغي عليه العمل على التوصل لاتفاق سلام، في إطار تلك المحددات.
وأدت المواقف المتعنتة للميليشيا، إلى إفشال مهمة مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى اليمن، مارتن غريفيث.
اشتراطات
وإذ تعمدت الميليشيا تجاهل كل دعوة وجهود إحلال السلام، والتي اصطدمت باشتراطاتها، فإنها اعتبرت تلك الجهود والدعوات زائفة، وذهبت لتمجيد التصعيد العسكري، ومضيّها في هذا الاتجاه، خصوصاً في محافظات مأرب والجوف والبيضاء، وهي مؤشّرات تؤكد أن هذه الميليشيا، تسعى إلى التنصل من كل الاتفاقات والتفاهمات التي جرت في السابق، بشأن التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، رغم قولها في السابق للوسطاء الإقليميين، إنها ستقبل بخطة السلام المقترحة من الأمم المتحدة، لكنها اشترطت إعادة ترتيب تنفيذها، حيث طالبت بإعادة تشغيل الرحلات التجارية إلى مطار صنعاء، ورفع القيود على استيراد المشتقات النفطية، عبر ميناء الحديدة، الخاضع لسيطرتها، قبل وقف القتال، ومن ثم الذهاب إلى محادثات سلام شاملة.
التزامات
وفي تأكيد إضافي على نواياها المعادية للسلام، طلبت الميليشيا من الأمم المتحدة، الإقرار بأنها نفذت ما عليها من التزامات في اتفاق السويد، الخاص بمحافظة الحديدة، وبالذات، الاعتراف بما تقول إنها عملية إعادة انتشار من داخل ميناء الحديدة، وهي تمثيلية، رفضت بعثة المراقبين الأمم المتحدة الاعتراف بها، منذ نحو عامين، لكن تجديد المطالبة من قبل الميليشيا، تكشف عن نوايا مبيتة لنسف كل التفاهمات والخطوات التي اتخذت بشأن إحلال السلام، وإعادة الاستقرار إلى اليمن، كما كان عليه نهج هذه الميليشيا منذ بداية تمردها على السلطة المركزية، منتصف عام 2004، في محافظة صعدة.
إحباط تسلل حوثي نحو تحصينات القوات المشتركة في حيس
أحبطت القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، اليوم الجمعة، تحركات لميليشيا الحوثي في مديرية حيس، جنوبي الحديدة، ضمن خروقاتها المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تشرف عليه بعثة أممية.
وذكر الإعلام العسكري للقوات المشتركة أنه تم توجيه ضربات مباشرة بعد رصد دقيق لتحركات حوثية قرب خطوط التماس بحيس.
وأوضح أن الميليشيات الحوثية دفعت بالعديد من عناصرها إلى قرب تحصينات القوات المشتركة في مديرية حيس وحاولت التسلل إليها.
وبحسب الإعلام العسكري، فإن ضربات القوات المشتركة أسفرت عن تدمير آليات حوثية ومصرع وإصابة العديد من العناصر الحوثية.
إلى ذلك، رصدت القوات المشتركة، خلال الساعات الماضية، تحليق طائرات استطلاع مسيرة لميليشيا الحوثي في سماء مديرية حيس.
وأفاد الإعلام العسكري بأن ميليشيات الحوثي أطلقت ثلاث طائرات استطلاع فوق مناطق متفرقة من مديرية حيس، ضمن خروقاتها للهدنة الأممية.
كما أشار إلى أن ميليشيات الحوثي تواصل إرسال طائراتها الاستطلاعية التجسسية فوق مناطق متفرقة من الحديدة، في إطار تصعيد عملياتها العسكرية وخروقاتها المتكررة للهدنة الأممية.
وكان مجلس الأمن الدولي صوّت في جلسة له الأربعاء الماضي بالإجماع على قرار تمديد فترة ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة لعام إضافي حتى يوليو 2022.
وفي تعليقها على هذا القرار، اعتبرت الحكومة اليمنية الشرعية، هذا التمديد "تمديداً للفشل".
وقال الناطق باسم الحكومة اليمنية راجح بادي في تصريحات إعلامية إن بعثة "أونمها" لم تحقق شيئاً طيلة عامين ونصف العام من عملها في الحديدة سواء فيما يتعلق بفتح الممرات أو ما يخص مراقبة وقف إطلاق النار في المحافظة.
وأضاف: "الحكومة اليمنية لا تعول كثيراً على أداء البعثة، ولا تتوقع ممن عجز طيلة العامين الماضيين أن يحقق شيئاً في قادم الأيام، وهذا ما ستثبته الأيام القليلة القادمة".
وسبق أن أعلنت الحكومة اليمنية قبل أكثر من عام تعليق مشاركة فريقها في اجتماعات اللجنة المشتركة وذلك على خلفية مقتل عضو الفريق العقيد محمد الصليحي، الذي لقي حتفه بنيران ميليشيا الحوثي.
وتطالب الحكومة اليمنية بنقل بعثة الأمم المتحدة من مناطق سيطرة الحوثيين إلى منطقة محايدة قبل رفع تعليق مشاركة فريقها في اجتماعات اللجنة.
اليمن.. مبادرة محلية لشق طريق جديد لمدينة تعز المحاصرة
تعمل جرافات على شق طريق بين الجبال يأمل القائمون عليه في أن يصبح شرياناً رئيسياً لمدينة تعز المحاصرة من الحوثيين في اليمن ويصلها بمدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية.
وبدأ العمل بمشروع طريق زريقة الشام بمبادرة محلية منذ ستة أشهر. ويعتمد المشروع على تبرعات من رجال أعمال ومواطنين يمنيين. وينطلق الطريق من مديرية الشمايتين في تعز مروراً بلحج حتى يصل إلى البريقة في عدن.
وهناك طريق آخر، طريق هيجة العبد، عند منحدر جبلي مع منعطفات ضيقة يصل تعز بالعالم الخارجي، لكن سلوكه صعب وينطوي على مخاطر.
وطريق هيجة العبد هو الوحيد الذي لا يخضع لسيطرة الحوثيين، وهو شريان الحياة الرئيسي لإيصال المواد الغذائية والبضائع إلى مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ عام 2015 من الشمال والشرق والغرب، والطريق الوحيد الذي يربط المدينة بمناطق الحكومة اليمنية.
وتوقفت الحركة تقريباً في طريق هيجة العبد، وفق سكان، بسبب السيول ووعورة الطريق.
وتعز هي إحدى أكثر المدن تأثّراً بالحرب منذ بداية النزاع في منتصف 2014.
وتخضع المدينة التي تحيط بها الجبال ويسكنها نحو 600 ألف شخص، لسيطرة القوات الحكومية الشرعية، لكن الحوثيين يحاصرونها منذ سنوات، ويقصفونها بشكل متكرر.
وأوضح المنسق العام لمشروع الطريق الجديد الشيخ عبدالله عبده المحمدي أن هذا الطريق "له أهمية بالغة على كافة المستويات"، مشيراً الى أنه "سيخفف الكثير من معاناة المواطنين".
وتكمن أهمية الطريق في أنه سيكون بشكل مستقيم ويمر عبر واد لا عبر طريق وعرة.
وأكد مسؤول الرقابة الفنية في طريق زريقة الشام المهندس وائل المعمري أن "شريان تعز الجديد سيكون هذا الطريق الحيوي الاستراتيجي"، موضحاً أن أهميته تكمن في أنه "الطريق الأمثل من حيث طول المسار والانسيابية والموقع الجغرافي".
ولن يتجاوز مسار الطريق أكثر من 182 كيلومتراً، بحسب المعمري الذي أوضح قائلاً: "نشق هذا الطريق في زمن الحرب.. الطريق يتم تمويله عبر مساهمة مجتمعية من مؤسسات خيرية داعمة وفاعلي الخير وفئات مجتمعية".