الانتهاكات الحوثية تدفع أطفال اليمن نحو "حافة المجاعة"

السبت 17/يوليو/2021 - 11:32 ص
طباعة الانتهاكات الحوثية فاطمة عبدالغني
 
في الوقت الذي يتعرض فيه أطفال اليمن لأسوأ الانتهاكات في تاريخ البلاد، من خلال تجنيد الأطفال والزج بهم إلى المعارك وحرمانهم من التعليم، وقبل ذلك استهدافهم وقتلهم بشكل ممنهج وبمختلف الأساليب الشنيعة، دقَّ العديد من المنظمات الدولية والمحلية ناقوس الخطر بسبب ما قالت إنه انعدام الأمن الغذائي واحتمالية مواجهة الآلاف منهم خطر الجوع.
وفي السياق، حذّرت منظمة "أنقذوا الطفولة" الدولية من أن 90% من الأطفال اليمنيين المقيمين في مخيمات النازحين، يفتقرون للاحتياجات الأساسية اللازمة لهم، مثل الطعام والتعليم والمياه النقية.
وأشارت المنظمة في تقرير نشرته الأربعاء 14 يوليو، على موقعها الإلكتروني، إلى أنه مع دخول الصراع في اليمن عامه السابع، أصبح حوالي 1.71 مليون طفل يمني في عداد النازحين، قائلة، إن ما لا يقل عن نصف مليونٍ من هؤلاء الأطفال، لم يعد بوسعهم تلقي أي تعليم نظامي.
وأكد تقرير المنظمة، أن نحو 115 ألف طفل يمني، أُجبروا على الفرار من منازلهم خلال عام 2020 خاصة في مناطق مأرب والحديدة وحجة وتعز، بينما بلغ عدد النازحين منذ بداية العام الجاري من الأطفال والبالغين، قرابة 25 ألف يمني.
ومن جانبه، قال خافيير جوبرت المدير القُطري لمنظمة "أنقذوا الأطفال" في اليمن، إن الصغار "هم أول من يعاني عواقب النزوح عن الديار بفعل القتال، وهم الأكثر تأثراً بذلك، خاصة في ظل تزامن الهجمات الحوثية الحالية مع تفشي وباء كورونا، وتدهور الأوضاع المعيشية، بما لا يجعل بوسع الكثير من الآباء والأمهات، توفير المتطلبات الأساسية لأطفالهم".
ودعت المنظمة مختلف أطراف النزاع في اليمن إلى الوقف الفوري لجميع الهجمات التي تُشن ضد المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، واحترام القانون الدولي الإنساني، وطالبت الجهات الدولية المانحة في الوقت نفسه، بزيادة دعمها المالي والدبلوماسي للأطفال اليمنيين وأسرهم.
وسبق واتهمت منظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية مليشيا الحوثي بمفاقمة أزمة التعليم في اليمن وحرمان أكثر من 30 ألف طفل من العملية التعليمية في تعز وصنعاء. 
ولفت المنظمة إلى تورط الميليشيا في الهجمات الإرهابية على المدارس، مؤكدا أن غالبية الهجمات وقعت في محافظة تعز، إذ تعرضت 4 مدارس للهجوم ما أسفر عن مقتل 11 مدنياً بينهم 4 أطفال إضافة إلى استهداف مدرسة في صنعاء.
وأكدت أن تصاعد العنف في تعز أدى إلى قتل وجرح 50 طفلاً منذ يناير إلى مارس من العام 2020، معتبرا أن ما تعرضت له المدارس أكثر من ضعف عدد الهجمات على المرافق التعليمية التي تم الإبلاغ عنها في الربع الأخير من عام 2020. 
وأشارت المنظمة إلى أن هناك أكثر من مليوني طفل خارج التعليم في جميع أنحاء اليمن مع تأثر ما لا يقل عن 2500 مرفق تعليمي جراء الحرب، مضيفة "يمكن أن تؤدي مثل هذه الهجمات إلى انتكاسة تعليم الأطفال في المنطقة لسنوات، أو حتى بقية حياتهم". 
فيما رأى المدير القُطري للمنظمة خافيير جوبرت أن الهجمات على المدارس لا تعرض حياة الأطفال للخطر فحسب، بل تدمر أيضا أحلامهم في حياة أفضل. 
وطالب جوبرت  بأن تكون المدارس ملاذاً آمناً للأطفال وليست ساحة معركة.
ويرى المراقبون أنه منذ انقلاب الميليشيات على الشرعية، تعرضت الطفولة اليمنية لأسوأ الانتهاكات في تاريخها، نتيجة تسخير الجماعة كل طاقتها لاستهداف الأطفال من خلال عدة جرائم وانتهاكات متعددة.

شارك