رغم مواصلة الحرب.. هل تنجح محادثات الحكومة الأفغانية وطالبان فى الدوحة؟
السبت 17/يوليو/2021 - 01:43 م
طباعة
أميرة الشريف
في ظل الحرب التي تشهدها أفغانستان ، ومحاولة حركة طالبان في السيطرة علي البلاد وفرض نفوذها هناك، اجتمع ممثلون عن الحكومة الأفغانية وطالبان في الدوحة، السبت، لإجراء محادثات.
وتدور معارك طاحنة على الأرض بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بعد وجود دام 20 عاماً.
و أكدت تقارير إعلامية أن المفاوضات تتراجع مع تقدم طالبان في ساحة المعركة، فقد خاضت القوات الأفغانية الجمعة معارك عنيفة لاستعادة موقع سبين بولداك الاستراتيجي (جنوب) الذي يؤدي إلى الحدود الباكستانية وسقط بأيدي المتمردين الأربعاء.
ويعقد الجانبان محادثات متقطعة منذ أشهر في العاصمة القطرية، لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أن المفاوضات تتراجع مع تقدم طالبان في ساحة المعركة.
وتجمع عدد من كبار المسؤولين بينهم عبد الله عبد الله رئيس المجلس الحكومي المشرف على عملية السلام ورئيس الحكومة السابق، في فندق فاخر في الدوحة السبت بعد صلاة الفجر. وانضم إليهم مفاوضون من المكتب السياسي لطالبان في الدوحة.
ووفق وكالة "فرانس برس"، كان من المقرر أن يلتحق بهم الرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي لكنّه بقي في كابول في اللحظة الأخيرة.
ناجية انواري المتحدثة باسم الوفد الحكومي المفاوض لوكالة "فرانس برس"، أفادت بأن الوفد رفيع المستوى موجود هنا للتحدث إلى الجانبين وتوجيههما ودعم فريق التفاوض (التابع للحكومة) لتسريع المحادثات وتحقيق تقدم"، معبرة عن أملها في أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق قريبا.
وتابعت: "نتوقع أن يسرع ذلك المحادثات.. وخلال وقت قصير سيتوصل الطرفان إلى نتيجة وسنشهد سلاما دائما وكريما في أفغانستان".
ويرى محللون أن الحملة العسكرية التي تشنها طالبان منذ مايو بحجمها وسرعتها إلى جانب انعدام قدرة القوات الحكومية على كبح تقدم المتمردين، نسفت كل الآمال التي كانت معلقة على إنتاج محادثات السلام إطارا لتقاسم السلطة قبل موعد إنجاز الانسحاب العسكري الأمريكي بنهاية أغسطس.
وتتصاعد أيضا حرب كلامية بين إسلام آباد وكابول التي تتهم الجيش الباكستاني بتقديم دعم جوي للمتمردين في بعض المناطق، وهو ما نفته باكستان بشدة.
وكانت إسلام آباد قد أعلنت عن عقد مؤتمر لمختلف الجهات المشاركة في الصراع، من أجل مواجهة تصاعد العنف، لكن القمة تأجلت بسبب عطلة عيد الأضحى.
وعرض الرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزاي في عام 2004 فكرة الحوار مع طالبان وتبنتها واشنطن في 2009، إلا أن تلك المساعي تعرضت في عدة مراحل لعراقيل بسبب تجاوزات طالبان وانتهت مع واشنطن باتفاق في فبراير 2020. أما المحادثات الأفغانية الأفغانية فقد أعلنت طالبان استئناف المفاوضات مع الحكومة قبل أيام.
ويري مراقبون بأن حركة طالبان لم تستطيع السيطرة على أفغانستان في ظل تعدد مراكز القوى المناهضة لها، بداية من القوى الأمنية والعسكرية، وحتي تحالف الشمال الذي كان القوى المحلية الأبرز في عملية الإطاحة بحركة طالبان عام 2001.
وكشفت تقارير إعلامية، عن ارتفاع معدلات الهجرة بين الفئات المتعلمة خلال الأسابيع الأخيرة، وبلغت ذروتها مع توسيع طالبان هجومها الشامل ضد القوات الأمنية.