اعتقالات وخطف وقتل.. انتهاكات موسعة لميليشيات أردوغان في الحسكة والرقة
الثلاثاء 20/يوليو/2021 - 05:28 م
طباعة
علي رجب
تتصاعد معدلات الانتهاكات الحقوقية في مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها في ريفي الحسكة والرقة، المعروفة بمناطق “نبع السلام”، والتي سيطرت عليها في أكتوبر من العام 2019، تصاعد الانتهاكات يأتي مقابل تحقيق المآرب والأطماع السياسية والاقتصادية على حساب استغلال هذه الأراضي وثرواتها ومواردها وأهلها أسوء استغلال، وقد وثق نشطاء ورصد المرصد السوري جميع الأحداث التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر السادس من العام 2021 الجديد.
حيث بلغت حصيلة الخسائر البشرية في المنطقة هناك خلال الشهر الفائت 9 قتلى، توزعوا على الشكل التالي: مواطن من أبناء قرية تل دياب في ريف رأس العين قتل بدم بارد على يد عناصر من فصيل أحرار الشرقية الموالي لتركيا، ومواطن من أبناء قرية المحمودية بريف رأس العين عثر على جثته ملقاة في أرض زراعية وسط اتهامات لعنصر من الفصائل بقتله، و3 عناصر من فصيل فرقة الحمزة في اقتتال داخلي مسلح في مدينة رأس العين، و3 عناصر من فرقة الحمزة قتلوا في عملية تسلل ناجحة لقسد على موقع للفصيل بريف رأس العين الشرقي، وعنصر ينتمي لـ “الفرقة 20” عثر على جثته مخنوقًا وعليه آثار تعذيب داخل مقر الفصيل في قرية فويلان التابعة لناحية سلوك في الريف الشرقي لمحافظة الرقة.
ويتواصل مسلسل الانتهاكات ضمن مناطق ما يعرف بنبع السلام، حيث أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر الفائت، 13 حالة اعتقال تعسفي بينهم 5 سيدات 4 منهن ممرضات وذلك في تل أبيض ورأس العين وحمام التركمان بريف تل أبيض.
كما أحصى المرصد السوري خلال الشهر الفائت، 3 اقتتالات مسلحة بين الفصائل الموالية لأنقرة فيما بينها تركزت في مدينة رأس العين وخلفت قتلى وجرحى، وذعر ورعب لدى الأهالي.
وفي الثاني من الشهر الفائت، : قُتل مواطن من أبناء قرية تل دياب في ريف رأس العين (سري كانييه) بدم بارد على يد عناصر من فصيل أحرار الشرقية الموالي لتركيا، ووفقًا للمصادر فإن الضحية طالب عناصر أحرار الشرقية بمستحقاته المالية أجرة عمله لديهم في إصلاح عدة منازل، ليعاجله أحد العناصر بطلق ناري في رأسه، وإلقاء جثته خارج القرية “تل دياب”. وفي سياق ذلك، طالب ذوي الضحية وأبناء القرية بمحاسبة القتلة دون جدوى، في حين اعتقل عناصر الفصائل شقيقه واقتادوه إلى المراكز الأمنية للشرطة المدنية في مدينة رأس العين.
وبعد 3 أيام من الحادثة رصد المرصد السوري اجتماع بين وجهاء عشيرة حرب التي ينتمي إليها المقتول، ووجهاء من عشيرة العكيدات المنتمي إليها القاتل، بوساطة وجهاء من عشيرتي حرب وعدوان ، وذلك على وليمة غداء في خيمة عزاء المواطن، في محاولة من قِبل شيوخ ووجهاء عشيرة حرب وعدوان تهدئة النفوس بين العشيرتين منعًا لقيام أفراد من العشائر بعمليات ثأرية وانتقامية، حيث جرى تحويل القضية إلى خطأ فردي من قِبل القاتل، ويعود السبب إلى تخوف فصيل “أحرار الشرقية” من قيام أفراد عشيرة حرب بالهجوم على مقراتهم العسكرية في منطقة “نبع السلام” ضمن مناطق نفوذ الأتراك شمالي الحسكة، وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان، على نسخة من بيان صدر عن العشائر بعد انتهاء وليمة الغداء، وجاء فيه:
يا أيّها الّذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحرُّ بالحرِّ والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عُفِىَ له من أخيه شيئ فاتِّباعٌ بالمعروف وأداءٌ اليه بإحسان ذالك تخفيفٌ من ربّكم ورحمةٌ فمن اعتدى بعد ذالك فله عذاب اليم ….
تم اليوم بفضل من الله و بمساعي من وجهاء و شيخ قبيلة حرب في رأس العين الشيخ أحمد عبيد الخليل وشيخ قبيلة عدوان الشيخ ناصر سبع الرشو وبعد متابعة حادثة الوفاة التي حصلت لأحد أبناء قبيلة حرب من قرية تل ذياب تم التأكد بأن الحادثة حصلت عن طريق الخطأ وهي خروج طلق ناري من مسدس لأحد أبناء قبيلة العكيدات فأُصيب به أحد أبناء قبيلة حرب بالخطأ مما أدى لوفاته ولم تكن هناك أي نيّة مبيّتة مسبقاً وأن قبيلة حرب وقبيلة العكيدات تربطهم صلات وثيقة منذ زمن قديم وبفضل من الله تم اجتماع الطرفين اليوم في بيت العزاء بقرية تل ذياب بحضور وجهاء،من القبائل.
وإجمالاً ستظل هذه الصورة القاتمة تزداد وتتمدد مع استشراء الفساد والاستبداد اللذين تمارسها الفصائل الموالية لأنقرة دون وازع أو رادع يقف أمامهم للحيلولة دون ارتكابهم لمزيد من الجرائم الإنسانية في حق المواطنين السوريين في مناطق “نبع السلام”، وعليه فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته للمجتمع الدولي لحماية المدنيين في تلك المنطقة من الممارسات الممنهجة للفصائل والمتمثلة بعمليات سرقة وقتل ونهب وسلب واعتقال واختطاف.