تفجيرات الصدر.. دلالات عودة داعش إلى العراق

الثلاثاء 20/يوليو/2021 - 06:05 م
طباعة تفجيرات الصدر.. دلالات علي رجب
 

 

عاد تنظيم داعش إلى استهداف العراق مجددا ، وسط تساؤلات حول قدرة التنظيم على رص صفوفهم واستعادة قوته كما حدث في 2014 ، فيما تذهب التحيليلات إلى ان عودة داعش تشكل اداة من أجل استهداف الشعب العراقي والشباب الثائر ، ووجود تواطئ من قوى عراقية لاستهداف العراقيين.

استفاقت بغداد، صبيحة أول أيام عيد الأضحى، الثلاثاء، على وقع صدمة الهجوم الدامي الذي تبناه تنظيم داعش، على سوق شعبي عشية، أمس الاثنين.

وأثار التفجير، الذي قتل فيه 36 شخصاً على الأقل وأصيب 62 شخصاً بجروح غالبيتهم من النساء والأطفال، حالة من الغضب والحزن بين العراقيين ودعوات إلى المحاسبة، فيما طرحت تساؤلات بشأن قدرة القوى الأمنية على الحد من هكذا هجمات.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية العراقية أن "هجوما إرهابيا بعبوة ناسفة مصنعة محليا وقع في سوق الوحيلات في مدينة الصدر شرقي بغداد، وخلف عددا من القتلى والجرحى".

وقالت قيادة العمليات المشتركة في بغداد إنها فتحت تحقيقا في الهجوم الذي وقع عشية عيد الأضحى.

يرى مراقبون أن عملية داعش في مدينة الصدر، ليس عملا سهلا، وهو له دلائل عدة على وجود التواطؤ من قوة عراقية لها مصالح من عدم الاستقرار في العراق، واستغلال "فزاعة" داعش من أجل بقاء سلطتها الغير قانونية على حساب الشعب العراقي.

وأوضح المراقبون ان الحشد الشعبي وإيران، اكبر المستفيدين من "فزاعة" داعش، وعودة الصراع المذهبي في العراق، وإبقاء قوة الحشد كورقة لفرض السلطة الإيرانية الحشداوية على رقاب الشعب العراقي بعد سنوات من التظاهرات العراقية المطالبة بخروج إيران من العراق.

كذلك توقيت التفجير يأتي بعد أيام من الكشف عن قتلة  المحلل والصحافي العراقي " هشام الهاشمي"، واستغلال التفجير في ارسال رسائل الى الشعب العراقي أن استبعاد الحشد وايران يعني عودة التفجيرات إلى العراق، وهو ما يشكل ابتزاز من قبل الحشد الشعبي تجاه العراقيين.

ويقول المحلل السياسي محمود جابر ان عودة داعش إلى العراق يستهدف بشكل كبير تعطيل العملية السياسية  والانتخابات المقبلة، والتي تعد نقطة فاصلة في  توجيه خسائر شعبية للأحزاب المتصدرة المشهد السياسي الأن.

وأضاف "جابر" لـ" الحركات الإسلامية" أن الهدف أيضا هو إرباك  الامن العراقي والحكومة العراقية بقيادة مصطفى الكاظمي بعد تحركات الأخير التي فضحت وعرت الأحزاب والقوى العراقي أمام الشارع العراقي، وضحا أن إيران والحشد يهدفان إلى  الضغط على الامريكان للوصول للسيناريو الأفغاني.

كما تستهدف القوى العراقية القريبة من إيران، على الإطاحة برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في ظل تحركات الأخير التي تبنت سياسة أزعجت الإيرانيين وحلفائها في العراق، بعد عقد القمة الثلاثية مع مصر والأردن، والمعروف بتحالف الشام الجديد، وفقا لـ"جابر".

وكان تنظيم داعش قد أعلن مسؤوليته عن عملية انتحارية مزدوجة وقعت في شهر يناير الماضي ووقع ضحيتها 32 شخصا في سوق مكتظ في العاصمة بغداد.

كما أعلن مسلحو تنظيم الدولة في إبريل الماضي مسؤوليتهم عن هجوم بسيارة مفخخة في أحد أسواق مدينة الصدر، التي تعتبر من أهم الأحياء الشيعية في العراق، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.

يذكر أن هجمات كتلك كانت شائعة في الفترة التي أعقبت دخول القوات الأمريكية إلى العراق، ثم تراجعت في السنوات الأخيرة.

 

وأعلنت السلطات العراقية هزيمة تنظيم داعش عام 2017، لكن خلايا التنظيم النائمة استمرت في تنفيذ هجمات.

شارك