في صفعة قوية للإرهاب.. أمريكا تشن أول ضربة ضد "الشباب الصومالية" فى عهد بايدن
الأربعاء 21/يوليو/2021 - 04:27 ص
طباعة
أميرة الشريف
في ضربة قوية هي الأولي منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه في نهاية يناير الماضي، شن الجيش الأمريكي، غارة جوية ضد إرهابيين من حركة الشباب الصومالية.
ومنذ سنوات والولايات المتحدة الأمريكية تقوم بتوجيه ضربات جوية بشكل شبه يومي ضد حركة الشباب الصومالية المصنفة "إرهابية"، والتي أعلنت سابقا مبايعتها لتنظيم القاعدة "الإرهابي".
وفى تصريحات لوكالة فرانس برس، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، سيندي كينغ، إن القيادة الأمريكية للقوات العسكرية بإفريقيا والمعروفة بـ"أفريكوم"، نفذت اليوم غارة جوية في ضواحي مدينة غالكايو على بعد 700 كلم شمال شرق العاصمة الصومالية مقديشيو.
وأضافت المتحدثة أن الضربة استهدفت معاقل لحركة الشباب الإرهابية، لافتة إلى أنه يتم حاليا تقييم نتائج العملية مع استمرار القتال على الأرض بين الإرهابيين والقوات الحكومية، موضحة أن الاستنتاجات الأولية للقيادة تفيد بعدم سقوط قتلى أو جرحى في صفوف المدنيين في هذه الضربة.
من جانبه، أعلن الجيش الصومالي في بيان مقتل 50 مسلحا من الحركة الإرهابية، من بينهم 3 من قادة الحركة في غارة جوية بقرية عاد جنوبي محافظة مدغ وسط البلاد، لكنه لم تشر إلى الجهة التي شنت الهجوم.
وشن الجيش الأمريكي 64 ضربة ضد الحركة في العام 2019، 43 ضربة في العام 2018، وقال قائد قوات المشاة الأمريكية في أفريقيا الجنرال روجر كلوتير، في جلسة للبنتاغون، الاثنين 9 مارس 2020، إن حركة الشباب تمثل أحد أكبر التهديدات في القارة الأفريقية، مضيفا أنها تسعى إلى مهاجمة الولايات المتحدة، ويجب التعامل بشكل فيه أكثر جدية مع الخطر الذي تمثله الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة، فيما أكد وزير الدفاع، مارك إسبر، خلال الجلسة ذاتها، أن ضربات "جز العشب"، تأتي للحفاظ على السيطرة وضمان ألّا يزيد الخطر ويعاود الظهور.
ويري محللون بأن الغارة الأمريكية تمت بواسطة طائرات مسيرة عقب قيام القوات الصومالية الحكومية بعملية تمشيط لمنطقة غالكايو، موضحين بأن هذه الضربة تعد الأولى التي ينفذها الجيش الأميركي في الصومال، منذ 19 يناير الماضي، عندما أعلنت قوات أفريكوم أنها قتلت 3 إرهابيين من حركة الشباب خلال غارتين على منطقة غامامي الواقعة بمقاطعة وديب سينيلي شمالي مقديشو.
وكان بايدن قد أمر عند وصوله إلى البيت الأبيض، بتقليص استخدام الطائرات المسيرة ضد الجماعات الإرهابية خارج ساحات الحرب التي تشارك فيها الولايات المتحدة رسميًا، على النقيض من سياسات سلفه دونالد ترامب، الذي أعطى تفويضًا مطلقًا للعسكريين في دول مثل الصومال وليبيا.
وقد ارتفعت وتيرة الضربات بالطائرات المسيرة التي تقوم بها قوات أفريكوم في الصومال من 11 عملية في عام 2015 إلى نحو 64 في 2019، وتراجعت مرة أخرى إلى 54 عملية في عام 2020.
وفي وقت سابق اتهمت تقارير إعلامية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتباطؤ في عملياتها ضد عناصر حركة الشباب في الصومال على مدار سبعة أشهر، في استراتيجية لاقت انتقادات واسعة من قبل أصحاب المصلحة المحليين، الذين يعتقدون أن جهود القيادة الأميركية في إفريقيا "أفريكوم" لا تزال ضرورية للقضاء على المسلحين.
ومنذ سنوات، يخوض الصومال حربا ضد "الشباب المجاهدين" التي تأسست مطلع 2004، وهي حركة مسلحة تتبع فكريا لتنظيم القاعدة، وتبنت العديد من العمليات التي استهدفت القوات الحكومية والأفريقية الداعمة لها وبعثات دبلوماسية وعسكرية أجنبية.
وتم تأسيس حركة الشباب كانشقاق عن اتحاد المحاكم الإسلامية، حيث كانت الذراع العسكري له، بعد رفضها انضمام الاتحاد إلى ما يعرف بـ"تحالف إعادة تحرير الصومال"، بعد الهزيمة الأخيرة أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة، واعتبرت الحركة أن التحالف انحراف عن المنهج الإسلامي الصحيح؛ لأنه يضم بين صفوفه علمانيين، كما أنه لا يتفق مع مبادئ حركة الشباب، التي تؤكد عدم التفاوض مع المحتل الإثيوبي، بالإضافة إلى رفضها التعامل مع الحكومة الانتقالية، واصفة لها بالعمالة والانضواء تحت الأهداف والرغبات الغربية والإقليمية.
ولا يوجد تاريخ محدد لنشأة الحركة فيما تفيد بأنها تأسست في العام ما بين عامي 2003، 2006، وذلك التضارب يرجع إلى كونها بدأت كشبكة حرة، قبل أن تتخذ طابعاً رسمياً في وقت لاحق لتصبح تنظيماً، واتخذت الحركة طريق المقاومة وحرب العصابات ضد القوات الإثيوبية التي تكبدت خسائر فادحة، حتى استغاث الرئيس الإثيوبي مليس زيناوي بالمجتمع الدولي لانتشال قواته من المستنقع الصومالي، وبذلك حظيت حركة الشباب بشعبية كبيرة بين الصوماليين.