هدنة العيد بأفغانستان.. ومطالبات بوقف القتال للأبد

الأربعاء 21/يوليو/2021 - 12:57 م
طباعة هدنة العيد بأفغانستان.. حسام الحداد
 
تشن حركة طالبان عمليات عسكرية واسعة في أنحاء أفغانستان؛ حيث سيطرت خلالها على أراض ومعابر حدودية وطوقت مدنا، مع قرب اكتمال انسحاب القوات الأجنبية.
ويتوقع البعض ان تفعل الحركة هدنة مؤقتة خلال أيام العيد تفسيرا لما قاله متحدث باسم طالبان اليوم الأربعاء 21 يوليو 2021، لوكالة "فرانس برس": "أستطيع أن أؤكد أننا في وضعية دفاعية خلال العيد"، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وبدأت الاحتفالات بالعيد الإثنين، وستستمر حتى نهاية الجمعة، وفي أعياد سابقة، أعلنت طالبان عن هدنة في القتال مع القوات الحكومية، ما منح الأفغان مساحة للتنفس وزيارة عائلاتهم بأمان نسبي.
لكن الحركة تواجه انتقادات لاستخدامها إعلانات الهدنة لتعزيز مواقعها وتزويد المقاتلين بالإمدادات، ما يسمح لهم بمهاجمة قوات الأمن مع انتهاء الهدنة.
وتأتي تعليقات طالبان غداة إعلان الرئيس أشرف غني، في خطاب، أن مقاتلي طالبان أثبتوا أن "لا إرادة ولا نية لديهم في إحلال السلام"، فيما المفاوضات بين الجانبين المتحاربين لا تحرز تقدما يذكر.
وقبل دقائق على إلقائه خطابه، سقطت ثلاثة صواريخ قرب القصر الرئاسي حيث أدى غني صلاة العيد مع كبار المسؤولين، لكن الهجوم تبناه تنظيم داعش، وليس طالبان.
ورغم اختلافات عقائدية يُتهم التنظيم الأصغر حجما (داعش) كثيرا بالعمل كوكيل لطالبان، خصوصا في هجمات تستهدف موظفي الحكومة المدنيين.
وكانت قد دعت نحو 15 بعثة دبلوماسية في أفغانستان هذا الأسبوع طالبان، إلى "إنهاء عاجل" لهجماتها، التي تتعارض مع ما تعلنه الحركة لجهة نيتها التوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء النزاع.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أصدر زعيم طالبان هبة الله أخوند زاده بيانا قال فيه إنه "يؤيد بشدة" تسوية سياسية "رغم التقدم والانتصارات العسكرية".
وقالت البعثات الخمس عشرة وممثل الناتو "في عيد الأضحى ، ينبغي على طالبان أن تلقي أسلحتها للأبد وأن تظهر للعالم التزامها بعملية السلام"، في إشارة إلى عطلة المسلمين يوم الثلاثاء في أفغانستان.
وأيد البيان كل من أستراليا وكندا وجمهورية التشيك والدنمارك ووفد الاتحاد الأوروبي وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكوريا وهولندا وإسبانيا والسويد وبريطانيا والولايات المتحدة وكبار الممثلين المدنيين لحلف شمال الأطلسي.
شروط وقف اطلاق النار
قال مفاوض حكومي أفغاني يشارك في محادثات السلام مع طالبان الخميس الماضي، إن الحركة اقترحت وقفاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر مقابل إطلاق سراح نحو سبعة آلاف سجين متمرد محتجزين في سجون أفغانستان.
وقال نادر نادري للصحافيين "إنه طلب كبير". وأضاف أن المتمردين أرادوا أيضا شطب أسماء قادة في الحركة من اللائحة السوداء للأمم المتحدة.
ولفت المسؤول الأفغاني إلى أن هذا الطلب مفرط، قائلا: "شهدنا أن الإفراج عن خمسة آلاف من عناصر "طالبان" المعتقلين لم يساعد في تحسين الوضع بل بالعكس زاد من حدة العنف".
وأشار نادري إلى أن تصعيد الأعمال القتالية في أنحاء متفرقة من البلاد أسفر عن تعليق 112 مشروعا تنمويا، مع تدمير 260 مرفقا حكوميا على الأقل في المناطق التي سقطت في قبضة "طالبان" وتعليق الخدمات العامة هناك.
في غضون ذلك، قال ممثل عن "طالبان" لوكالة "نوفوستي" الروسية إن مقترح الحركة لا يقضي بإعلان وقف شامل لإطلاق النار بل مجرد الحد من الأعمال القتالية.
وتعهد الرئيس الأفغاني أشرف غني أمس بأن الظروف في البلاد ستتحسن في غضون ثلاثة أشهر ووعد بـ"كسر عمود طالبان الفقري"، على الرغم من مواصلة الحركة تقدمها على الأرض.
يأتي ذلك وسط تقدم سريع وكبير للحركة على الأرض حيث استخدم حراس الحدود الباكستانيون الخميس الماضي الغاز المسيّل للدموع لتفريق مئات الأشخاص الذين كانوا يحاولون اجتياز معبر حدودي مع أفغانستان سيطرت عليه منذ الأربعاء حركة طالبان من الجانب الأفغاني، وفق ما أفاد مسؤولون محليون.
وقال مسؤول أمني طلب عدم الكشف عن اسمه في معبر شامان الحدودي (جنوب غرب) لوكالة فرانس برس الخميس الماضي، حاول حشد مؤلف من قرابة 400 شخص غير منضبطين يرغبون في المرور، عبور الحدود بالقوة. رموا حجارة ما أجبرنا على استخدام الغاز المسيّل للدموع".
وكان مسؤولون باكستانيون وشهود عيان، قالوا في وقت سابق لشبكة "سي إن إن" الأميركية، إن مقاتلي حركة طالبان في أفغانستان سيطروا على معبر حدودي رئيسي مع باكستان، الأربعاء.
ويقع المعبر الحدودي، في منطقة سبين بولداك الحدودية، بين بلدة شامان الباكستانية وبلدة وش الأفغانية، جنوب مدينة قندهار الجنوبية الرئيسية في أفغانستان.
وفي باكستان، قال مفوض منطقة شامان، جماداد ماندوخل: "أمرت السلطات بإغلاق الحدود بالكامل.. ووصلت قوات شبه عسكرية إضافية. تم تعليق جميع الأنشطة".
يأتي ذلك تزامنًا مع انسحاب الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من أفغانستان، ما أدى إلى تكثيف طالبان من هجماتها والاستيلاء على الأراضي.

شارك