داعش في البادية السورية.. ضربات روسية ومناورة التنظيم
نفذت المقاتلات الروسية
أكثر من 50 غارة جوية على مناطق انتشار تنظيم "داعش" في البادية السورية،
الثلاثاء 20 يوليو، في مضربات استباقية لمواجهة خلايا التنظيم الإرهابي، بعد عودة
نشاطه خلال الأسابيع الماضية.
واستهدفت 6 مقاتلات
روسية كهوف ومغر واقعة ضمن ريف حماة الشرقي وبادية معدان في الرقة، وبادية حمص الشرقي
بالإضافة لمحيط جبل البشري عند الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور، وسط معلومات
مؤكدة عن خسائر بشرية، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ناشطون ومراقبون
سوريون، قالوا، بأن البادية السورية باتت مؤخراً قاعدة رئيسية تنطلق منها هجمات وعمليات
تنظيم داعش، ضد قوات النظام والقوافل العسكرية التابعة للميليشيات الإيرانية، على الطرق
البرية التي تمر وسط البادية السورية، وتكبيد الأخيرة خسائر بشرية فادحة. مع ملاحظة
أن مساحة البادية تبلغ حوالي (80) ألف كيلومتر مربع، وهي تصل محافظات حماة وحمص وسط
البلاد، بـدير الزور والرقة شرق سوريا.
وكان المرصد السوري
أشار الاثنين، إلى مقتل 4 من عناصر قوات النظام برصاص خلايا تنظيم "داعش"
المنتشرة في بادية تدمر بريف حمص الشرقي، حيث جرى قتلهم من قِبل عناصر التنظيم في اليومين
الفائتين خلال قيام مجموعات عسكرية من قوات النظام بعمليات تمشيط في البادية قبل وقوعهم
في كمين وقتلهم على يد عناصر التنظيم، حيث جرى تشييع جثامين القتلى ظهر اليوم من المشفى
العسكري في مدينة حمص.
بذلك بلغت حصيلة
الخسائر البشرية خلال الفترة الممتدة من 24 مارس 2019 وحتى يونيو، وفقاً لإحصائيات
المرصد، 1498 قتيلا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية،
من بينهم اثنان من الروس على الأقل، بالإضافة لـ153 من الميليشيات الموالية لإيران
من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لتنظيم داعش في غرب
الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء وحماة وحلب.
كما قتل 4 مدنيين
يعملون في حقول الغاز والعشرات من الرعاة والمدنيين الآخرين بينهم أطفال ونساء في هجمات
التنظيم، فيما وثق "المرصد" كذلك مقتل 968 من تنظيم داعش، خلال الفترة ذاتها
خلال الهجمات والقصف والاستهدافات.
تنظيم "داعش"
لن يستمر في حالة المناورة والانكفاء طويلاً، فهي مرحلة فرضتها ظروف المعركة الحالية،
لكنه سيعود إلى هجماته والانتشار في المناطق التي انسحب منها، خاصة أنه يدرك أن القوات
المهاجمة لن تستمر في هجومها وسوف تتوقف عنه، والمسألة مجرد وقت لا أكثر.
عودة التنظيم
الارهابي سوف تكون لاستكمال مشروع حربه المرحلية القائمة على استنزاف النظام وحلفائه،
حرب يراهن فيها التنظيم على قدرته في المواجهات غير المحسومة والتي تمتد لفترات زمنية
طويلة، من دون آفاق واضحة للنصر أو الهزيمة، مكرراً تجاربه السابقة في مرحلة الانكفاء
في العراق ما قبل عام 2010.
إن هدف تنظيم
"داعش" الحالي وفي المستقبل القريب سوف يكون إخلال توازن وزعزعة وإزعاج خصومه
في البادية، وتفتيتهم مادياً ومعنوياً والاقتراب من أماكن وجودهم من اتجاهات لا يتوقعونها،
وهذه تطبيق لاستراتيجية المواجهة غير المباشرة التي يعمل عليها منذ انهياره في
2017، والتي تجنبه الخسائر البشرية في صفوفه، وتتركه يتحين فرصة مواتيه تعيده إلى واجهة
الأحداث كما حصل في سورية والعراق في وقت سابق.