من الجمعيات الأهلية إلى مراكز الشباب.. الاخوان تكتيك جديد للتغلغل في ألمانيا

الأربعاء 21/يوليو/2021 - 04:50 م
طباعة من الجمعيات الأهلية علي رجب
 
يوما بعد يوم  يضيق الخناق على تنظيم الإخوان وتكتشف الدول الأوروبية خطر التنظيم الإرهابي على أمن واستقرار هذه الدول، مع وجود علاقات للاخوان مع الذئاب الرمادية التركية والتنظيمات المتشددة والارهابية  كتنظيم "داعش"، وتغيير تكتيك الإخوان من الجمعيات الاهلية إلى تأسيس مراكز للشباب.
مؤخرا رصد تقرير استخباراتي ألماني عن النشاط الإخواني في ولاية شمال الراين ويستفاليا، في اختطاف الولاية والمسلمين فيها من قبل الإخوان، والعمل على تطبيق أفكارهم الخاصة، مع نجاح الإخوان في استقطاب شريحة كبيرة من المسليمن في الولاية.
وينشط في ولاية شمال الراين ويستفاليا تنظيمات اخوانية عبر جميعات معترف بها وجمعيات أهلية، ومراكز الشباب ودورها في ازدياد التطرف والتشدد بالولاية وخطورة ذلك على مساعي الحكومة الألمانية في اندماج المهاجرين  في الدولة.
ومن أبرز الجمعايت الاخوانية في ولاية شمال الراين ويستفاليا، جمعية الجمعية الثقافية الإسلامي " IKV" في بوخوم وهي جمعية تأسستت في عام 1964، وفي عام 2006 ، استحوذت IKV على عقار في Querenburgerstrasse 65. ، وانتقلت الجمعية الثقافية الإسلامية إليه في2008.
وخلال السنوات الأخيرة انصب تركيز الجمعية الإخوانية في بوخوم الألمانية، على المهاجرين واللاجئين المسلمين، لاستقطاب أكبر شريحة منهم للانضمام للتنظيم، وكذلك التعاون مع تنظيم الذئاب الرمادية والذي يعد أحد أبرز أذرع الحكومة التركية في التغلغل والنفوذ داخل أوروبا.
ووفق دراسة للمركز الاتحادي للتدريب السياسي في ألمانيا، فإن تنظيم الذئاب الرمادية التركي متواجد في الأراضي الألمانية منذ عقود ويملك 18 ألف عضو في الأراضي الألمانية، العشرات من التنظيمات الصغيرة والمتوسطة، مثل Türk Federasyon و"ايتيب".
التقرير السنوي لهيئة حماية الدستور الألماني " الاستخبارات"، كشف عن استراتيجية الاخوان في ألمانيا، ودورها في تعزز ثقافة التشدد والموت.
وقال حسين خضر، القيادى بالحزب الاشتراكي الألماني، إن تنظيم الإخوان غير تكتيكه في الأونة الأخيرة من الجمعايت إلى مراكز الشباب في محاولة للتحايل على القوانين الألمانية، بعد رصد نشاط ودور التنظيم الإرهابي في  دعم التطرف والتشدد.
وأضاف "خضر" لـ "البوابة نيوز" ان الاخوان كانت تستخدم القوانين الألمانية الخاصة بتأسيس الجمعيات الأهلية، والمواد المتعلقة بممارسة العقيدة وحرية الرأى وفقا للقوانين الألمانية، ولكن الهدف من هذه الجمعيات ليس حرية العقيدة ولكن نشر أفكارهم واستقطاب الجاليات المسلمة عبر المساجد والخدمات التي تقدمها هذه الجمعيات ومراكز الشباب.
وأوضح السياسي الألماني،  أن السلطات الألمانية، اكتشفت دور الإخوان وأن لها دور كبير في نشر التطرف والعنف، وأن هناك شباب ألماني مسلم من الجيل الثاني والثالث تأثر من خلال الحضور في الجمعيات الألمانية،  بالفكر الاخواني المتطرف.
ولفت إلى أن تكتيك الإخوان بدأ يتغير من خلال تأسيس مراكز الشباب واستقطاب المجتمع المسلم، هناك قضية مشهورة حول تمويل الاخوان لتأسيس مركز شباب في مدينة بوخوم الألمانية، تكلف 3.5 مليون يورو، وهو ما فتح التساؤلات حول من يقف وراء تمويل هذه الانشطة واستخدام مراكز الشباب كنافذة للاستقطاب والتجنيد.
ويعمل الاخوان على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الاستقطاب ونشر أفكارهم، وهي صفحات دينية بالأساس، حيث توجد دعوات للاستماع إلى خطب الدعاة وغيرهم من المتحدثين من تنظيم الإخوان، ومحتوى من فروع الإخوان الأجانب مثل المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث (ECFR) الذي يديره الاب الروحي الاخواني يوسف القرضاوي.
وأوضح "حسين" أن التقارير الاستخبارية المحلية بولاية شمال الراين ويستفاليا، وصفتهم بانهم سرطان ينتشر في المجتمع الألماني، وأخطر من داعش والقاعدة، وجماعة متطرفة تسعى للعنف، وهدفها الاساسي انشاء دولة الخلافة القائم على الرؤية الاخوانية.
وتابع أن هناك حالة تمازج وتماهي بين مشروع الإخوان والذائب الرمادية التركي، وأن الهدف هو حكم العالم،  فالإخوان يعطون لأنفسهم التميز على باقي التيارات والأفكار والاوطان، وكذلك الذئاب الرماية التوسعية التي تعطي تميزا للعرق التركي والذي يهدف لحكم العالم.
ونجح الاخوان خلال السنوات الماضية  في الهيمنة على المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، وحذرت تقارير من تغافل السلطات الألمانية لجمعيات الفرع السوري من تنظيم الاخوان، مقارنة بيقظة السلطات الأمنية الألمانية تجاه الفرع  المصري للاخوان، مؤكدة ان الاخوان مهما كان جنسيتهم فإن أفكارهم واحدة.
وذلك يمكن  تصنيف المركز الإسلامي في آخن على أنه تابع للإخوان المسلمين السوريين،  والذي ترأس  مجلس إدارة المركز لسنوات عديدة نديم إلياس. وقد ارتبط اسم إلياس بالنفوذ السوري من خلال المركز الإسلامي في آخن. وكانت إحدى المشاريع الرئيسة لإلياس هي العمل على دمج الشبكات الإسلاموية في حوارات الأديان مع الكنائس، ومن خلالها الوصول إلى السياسيين، بما يمهد لتنظيم الإخوان الوصول إلى مقعد في الحكومة الألمانية.

شارك