بعد تكبده خسائر قاسية.. تنظيم القاعدة يستعيد خلاياه النائمة فى اليمن
الخميس 22/يوليو/2021 - 04:33 ص
طباعة
أميرة الشريف
مع مساعي تنظيم القاعدة للاستفادة من الحرب الدائرة في اليمن ، بدأ التنظيم يستعيد خلاياه النائمة في الجزيرة العربية لتوحيد الصفوف وإعادة الانتشار في اليمن بعد أن تكبد خسائر قاسية في السنوات القليلة الماضية، مستغلا الفراغ الأمني الناتج عن الحرب العنيفة بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وأفادت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية، بظهور تنظيم القاعدة مرة أخرى بعد اختفائه لفترة، في دولة اليمن التي تعانى حروبا صراعات منذ عدة سنوات.
وكشفت المؤسسة في تقرير مؤشر الارهاب في المنطقة العربية عن أنه بعد ما خفت دوره وتوارى نسبياً في منطقة الشرق الأوسط وفي اليمن على وجه التحديد عاد تنظيم القاعدة في الربع الثاني من 2021 للظهور من جديد في اليمن، ليتبني نحو 5 عمليات إرهابية واسعة ضد طرفي النزاع المسلح.
وأفاد التقرير بأن هذا الخطر المتجدد لتنظيم القاعدة تنبهت له وزارة الخارجية الأمريكية عندما رصد برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، فى 24 يونيو 2021 مكافأة مالية قدرها 5 ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات بخصوص تنظيم القاعدة في اليمن خالد باطرفي، نظراً لما يمارسه من تحريض أعضاء القاعدة في اليمن لإراقة دماء السكان المدنيين في الآونة الأخيرة، المحاولات المتمثلة في إيقاظ تنظيم القاعدة لنشاطه في اليمن ليست مجرد تكهنات، حيث أكد على ذلك أيضا في مارس 2021 مسؤولون في المخابرات اليمنية والذين أفادوا أن القاعدة دربت مقاتلين لتنفيذ مهام إرهابية وتحاول تشبيك العلاقات مع القبائل المحلية في اليمن.
وأوضح التقرير أن جزأ من عودة التنظيم مرٌتبطة بالتحالف الذي انشأه التنظيم مع حزب التجمع اليمني للإصلاح والذي يري في تنظيم القاعدة وعناصره كنزاً لمواجهة سواء الحوثيين في الشمال أو القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، يؤكد ذلك واقعة اختطاف خمسة ضباط من قوات النخبة الشبوانية في البحث الجنائي في محافظة شبوة في 21 يونيو 2016 من قبل تنظيم القاعدة بعد أن وشت بهم السلطة المحلية في محافظة شبوة المحسوبة على حزب التجمع اليمني من أجل الإصلاح المحسوب أيديولوجيا على جماعة الإخوان المسلمين.
هذا وقد قام التنظيم في 30 أبريل الماضي بشن هجوم على مواقع تابعة لحكومة الإنقاذ في صنعاء في محافظة البيضاء، وتلاه في 17 مايو هجوم آخر على أحد المقار الأمنية في محافظة أبين.
فيما استخدم التنظيم الدرجات النارية المفخخة في 13 يونيو 2021 لاستهداف عربة لنقل الجنود بالقرب من سوق زنجبار في محافظة أبين جنوب اليمن، وهو ما ترتب على قتلي ثمانية جنود.
هذا وقد تكبد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي نفّذ الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الساخرة في باريس في العام 2015 هزائم متتالية في السنوات الثلاث الأخيرة، وخسر مقاتلين ومناطق عدة كانت تحت سيطرته.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية؛ منذ مارس 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.