أفغانستان بين إرهاب طالبان وتصريحات البنتاجون
الأحد 25/يوليو/2021 - 02:25 م
طباعة
حسام الحداد
بعد الغارات الأميركية على مواقع في أفغانستان، واتصال الرئيس الأميركي بالرئيس الأفغاني، المتحدث باسم حركة "طالبان" يؤكد أن "الاحتلال يقف مع إدارة كابول التي جاء بها والغارات دعم لها".
قال المتحدث باسم حركة "طالبان" محمد نعيم مساء أمس السبت 24 يوليو 2021، إن "واشنطن وكابول قبلتا باتفاقية تنص على نظام إسلامي جديد".
وشدد نعيم في حديث للميادين، على أن "النظام الأفغاني يجب أن يكون إسلامياً، أما كيف فهو متروك للحوار".
وتناول المتحدث باسم "طالبان" الغارات الأميركية، واعتبر أنها "انتهاك صريح للاتفاقيات المبرمة معنا"، مؤكداً أنها "لا تغير شيئاً وتمثل دعماً لإدارة كابول".
واعتبر أن "الاحتلال يقف مع إدارة كابول التي جاء بها والغارات دعم لها"، مشيراً إلى أنه "منذ البداية نرى أن الحل الأمثل يأتي من خلال الحوار".
وتساءل المتحدث باسم "طالبان" قائلاً: "اتفقنا على خطة في الدوحة، فكيف نمضي إذا لم يتم الالتزام بها؟".
وأشار إلى أنه "ليس ثمة تصعيد في العمليات والمناطق انضمت طوعية إلى طالبان"، أكد قائلاً: "لدنيا علاقات واتصالات مع دول العالم والمنطقة وخاصة دول الجوار".
واعتبرت الحركة أنّ الغارات الأميركية على "مواقع بهلمند وقندهار نقض للاتفاق مع واشنطن"، معتبرةً أنها "لن تمرّ بلا عواقب".
في السياق، أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن لنظيره الأفغاني أشرف غني أن "واشنطن ستواصل دعم الحكومة الأفغانية".
وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، مساء السبت، إن المهمة الأولى للقوات الأفغانية هي التأكد من قدرتها على إبطاء قوة زخم طالبان.
وأضاف أوستن أن المهمة الثانية لتلك القوات هي محاولة استعادة السيطرة على الأراضي التي خسرتها في معارك مع طالبان، وفق "رويترز".
ويأتي تصريح أوستن في وقت تخطط القوات الأفغانية لتعزيز وجودها حول مناطق مهمة استراتيجيا من البلاد.
وذكرت وكالة "رويترز" أن الجيش الأفغاني يقوم بإصلاح استراتيجيته الحربية ضد طالبان لتركيز القوات حول المناطق الأكثر أهمية مثل كابل والمدن الأخرى والمعابر الحدودية والبنية التحتية الحيوية.
وقال أوستن للصحفيين خلال زيارة لولاية ألاسكا: "إنهم يعززون قواتهم حول المراكز السكانية الرئيسية".
وأضاف الوزير الأميركي قائلا: "فيما يتعلق بما إذا كانت ستوقف طالبان أم لا ، أعتقد أن أول شيء يجب فعله هو التأكد من أنها تستطيع إبطاء الزخم".
وأدلى أوستن بهذه التصريحات مع استعداد الجيش الأميركي لإنهاء مهمته في أفغانستان في 31 أغسطس بناء على أوامر من الرئيس جو بايدن.
وأضاف أوستن أنه يعتقد أن لدى الأفغان القدرة وإمكانية إحراز تقدم ، لكن "سنرى ما سيحدث".
ويسيطر مقاتلو طالبان على المزيد من الأراضي والتي قدرت وزارة الدفاع (البنتاغون) الأربعاء أنها تمتد الآن إلى أكثر من نصف مراكز الأقاليم في أفغانستان.
كما تمارس طالبان ضغوطا على ضواحي نصف عواصم الأقاليم في محاولة لعزلها.
وتثير سيطرة طالبان السريعة على الأراضي قلق الأفغان في الوقت الذي تنسحب فيه الولايات المتحدة من الحرب التي نجحت في معاقبة القاعدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن لكنها فشلت في تحقيق أي لمحة من السلام في أفغانستان.
وواصلت الولايات المتحدة شن هجمات جوية لدعم القوات الحكومية الأفغانية التي تعرضت لضغوط من طالبان، بينما تنفذ القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة المراحل الأخيرة من انسحابها من البلاد.
وتعهد بايدن بتقديم مساعدة مالية للقوات الأفغانية ومضاعفة الجهود الدبلوماسية لإحياء محادثات السلام المتوقفة.
يأتي ذلك، بالتزامن مع إعلان الجيش الأميركي أنه أنجز انسحابه من أفغانستان بنسبة "أكثر من 90%"، بحيث وعدت واشنطن باكتمال انسحابها في شهر سبتمبر المقبل.
وليل أول أمس الجمعة، فرضت الحكومة الأفغانية حظر تجول، في 31 ولاية من ولايات البلاد البالغ عددها 34، ونشرت المئات من جنودها على الحدود مع باكستان، وذلك للحد من "العنف المتصاعد" جراء هجوم حركة "طالبان" في الأشهر الأخيرة، كما أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية، وذلك بعد "تأكيد حركة طالبان سيطرة عناصرها على معابر حدودية رئيسية للبلاد، وعشرات المقاطعات، وتطويق العديد من عواصم الولايات"، منذ أوائل أيار/مايو الماضي.