"النهضة" في مأزق... التخبط والارتباك يضرب إخوان تونس

السبت 31/يوليو/2021 - 09:12 ص
طباعة النهضة في مأزق... فاطمة عبدالغني
 
تبحث حركة النهضة ذراع الإخوان في تونس عن مخرج من أزمتها الحالية عبر البحث عن وساطات مع مؤسسة الرئاسة، بالتزامن مع اتصالات مع أطراف إقليمية ودولية للضغط على الرئيس سعيد، وحملات دعائية نشطة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، غير أن كل ذلك يصطدم بالحقيقة التي كشفت عنها استطلاعات الرأي المختلفة التي أكدت أن 87% من التونسيين أيّد القرارات الاستثنائية التي أعلن عنها رئيس بلادهم قيس سعيد الأحد الماضي، والتي ارتفعت معها درجات التفاؤل والأمل في المستقبل، فيما اعترض عليها فقط 3% من التونسيين، في خطوة تعكس حجم التأييد والرضا الشعبي على إجراءات سعيّد.
جاء ذلك في نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "إمرود كونسلتينغ" المتخصصة في عمليات سبر الآراء، في الفترة بين 26 و28 يوليو الحالي، شمل كافة ولايات تونس، وتمحور حول قرارات الرئيس قيس سعيد بتجميد نشاط البرلمان ورفع الحصانة عن كل أعضائه وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي وترؤسه للسلطة التنفيذية، إلى جانب إشرافه المباشر على النيابة العمومية لمتابعة قضايا الفساد المرفوعة ضد بعض النواب وتحريك قضايا المتورطين في نهب المال العام، وفق موقع العربية.
وبالتزامن مع حالة التخبط والارتباك التي تعيشها حركة النهضة الإخوانية كشفت مصادر سياسية أن حركة النهضة الإخوانية تواجه اشتباكاً حقيقياً في داخلها بين جناح يتزعمه راشد الغنوشي والمقربون منه كنائبه نورالدين البحيري ورئيس مجلس الشورى عبدالكريم الهاروني ومسؤول العلاقات الخارجية وصهره رفيق عبدالسلام، ممن يقدمون الجانب الإيديولوجي وحسابات المحاور الخارجية على الهمّ المحلي، ولا يعترفون بحالة الرفض الشعبي لمشروعهم، ويحاولون التصعيد مع الرئيس سعيد، وجناح آخر يسعى إلى التهدئة ولملمة الأوضاع لتجنب ما قد ينتج عن المواجهة مع مؤسسة الرئاسة والشارع التونسي من نتائج قد تكون وخيمة على الحركة في ظل عزلتها السياسية والاجتماعية وانفضاض الكثير من أنصارها عنها.
وفي هذا السياق، أوردت إذاعة موزاييك إف إم التونسية الجمعة، نقلا عن القيادي في حركة النهضة التونسية سمير ديلو قوله إن من الضروري أن تعرف قيادات الحركة "حجمها بعد ما حصل من متغيرات" عقب القرارات الأخيرة لرئيس الجمهورية قيس سعيد.
وأضاف ديلو أنه ضد دعوة راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة لأنصار الحركة بالنزول إلى الشوارع.
وتابع أن اللجوء للعنف وتعريض حياة التونسيين للخطر ومواجهة قوات الأمن "خط أحمر".
وأوضح ديلو "فسرت موقفي أنا وقيادات أخرى في النهضة لرئيس الحركة راشد الغنوشي لأن الأوضاع تغيرت لكن هناك من اتهمني برغبتي في الحصول على منصب الغنوشي وتمت شيطنتي وهناك من قال بأنني أرغب في القفز من سفينة غارقة".
وتابع "كل ما يعرض السلم الأهلي للخطر أو يدفع التونسيين للتقاتل أو إعلاء المصلحة الحزبية.. كل من يقوم بذلك أضاع فرصة ذهبية للصمت".
وقال "أرغب أن يكون صوتي مسموعا داخل النهضة لأنني لست الشخص الوحيد الحكيم في الحركة.. هناك تيار قوي تأكدت مواقفه بعد 25 يوليو يعتبر أنه لا يجب أن نحبس أنفسنا داخل حالة من الإنكار".
وأكد أنه على قيادات النهضة أن "يتساءلوا لماذا تم حرق مقراتنا فقط في كامل ولايات الجمهورية، ولماذا خرج التونسيون للاحتفال بعد إجراءات رئيس الجمهورية قيس سعيد بشكل عفوي".
وعلى الصعيد ذاته، أكد القيادي والمستشار السياسي لراشد الغنوشي السابق، لطفي زيتون، أن " لتحركات يوم 25 يوليو تلقائية وعفوية، داعياً النهضة وحلفائها للتوقف عن اتهامها بالولاء لجهات الأجنبية.
وقال: ''القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية امتصت الكثير من الغضب، حتى نفسية الناس تحسّنت"، وفق ما صرح به لإذاعة " موزاييك".
وأضاف، زيتون ''النهضة اخطأت في قراءة الوضع، منذ 2018، نصحت النهضة بالخروج من الحكم".
وأضاف ''التقيت الرئيس الذي أبدى استعداده لحل الأزمة، وكانت هناك فرصة لكنها ضاعت لأن النهضة لم تفهم خطورة الوضع، وأنها فرصة أخيرة".
ودعا زيتون للتوقف عن التصعيد من قبل حركة النهضة الإخوانية، مضيفاً "العاقل من اتعظ بغيره، رأينا تجارب أخرى إلى أين وصلت".
في المقابل، نقلت وسائل إعلام تونسية أمس الجمعة، استقالة خليل البرعومي من المكتب التنفيذي ومن الإشراف على الإعلام في حركة النهضة.
وأوضح البرعومي لإذاعة "موزاييك" التونسية أنه استقال احتجاجا على  ''عدم استيعاب قيادات حركة النهضة للرسائل الموجهة لها في 25 يوليو يوم المظاهرات والاحتجاجات الشعبية الضخمة ضد النهضة، وقرار قيس سعيد في مساء اليوم ذاته".

شارك