اكدت المجالس العسكرية في قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، أن تنظيم داعش الارهابي لا يزال يتصدر قائمة المخاطر التي تهدد سكان شمال وشرق سوريا، مطالبة بضرورة الاستمرار في مكافحة التنظيم الإرهابي واستئصال خلايا التنظيم بكل الوسائل المشروعة وذلك بالتعاون مع التحالف الدولي لمكافحة داعش، حذرين من مشاريع تركيا ودعمها للإرهاب في المنطقة.
وعقدت المجالس العسكرية في قوات سوريا الديمقراطية، الأحد 1 أغسطس 2021 اجتماعها
السنوي بحضور قيادات ووفود جميع المجالس والقوات العسكرية ومؤسساتها ومشاركة قيادة
قوات التحالف الدولي لمكافحة داعش.
بحث الاجتماع التطورات الميدانية والعسكرية والسياسية التي تشهدها سوريا والمنطقة
وعمليات مكافحة الإرهاب وسبل ترسيخ الأمن والاستقرار وتعزيز النمو الاقتصادي في شمال
وشرق سوريا.
كما بحث المجتمعون وضع المناطق المحتلة من قبل تركيا والمواقف العدائية التي
يتخذها النظام اتجاه شمال شرق سوريا.
كما تم التأكيد على أن تنظيم داعش الارهابي لا يزال يتصدر قائمة المخاطر التي تهدد سكان شمال وشرق سوريا والعالم الحر وضرورة الاستمرار في مكافحة التنظيم الإرهابي واستئصال خلايا التنظيم بكل الوسائل المشروعة وذلك بالتعاون مع التحالف الدولي لمكافحة داعش.
وقد أكد الحضور على ضرورة إزالة العوامل البيئية التي تغذي تنظيم داعش من أجل تحقيق النصر المستدام على التنظيم الإرهابي وذلك من خلال الدعم السياسي والاقتصادي للإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، بالإضافة إلى الدعم العسكري وتحصين الإدارة بالأدوات التي تمكنها من تعزيز الأمن والاستقرار وضمان مستقبل أفضل لأبناء المنطقة.
ودعا الاجتماع المجتمع الدولي إلى تحمل التزاماته القانونية والأخلاقية تجاه مراكز الاحتجاز التي تضم 11 ألف من عناصر داعش، بالإضافة إلى نحو 64 ألف من أفراد عائلاتهم في مخيمي الهول وروج.
وأكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال “مظلوم عبدي” أن قوات سوريا الديمقراطية قامت بعمل عظيم في مسألة مجابهة خلايا داعش من خلال حماية السجون التي تحوي أعضاء التنظيم الإرهابي ومخيمات عوائلهم، وأشار “عبدي” إلى أن إمكانات الإدارة الذاتية غير كافية في هذا الصدد داعياً المجتمع الدولي من جهته إلى دعم ومساعدة الإدارة الذاتية لحين إرجاع هؤلاء المعتقلين وعوائلهم إلى بلدانهم.
ورحب الجنرال مظلوم الخطوة الأمريكية بفرض العقوبات على فصيل “أحرار الشرقية” داعياً إلى محاسبة شركائهم من الفصائل الأخرى.
كما حث الاجتماع المجتمع الدولي والقوى الدولية الفاعلة في المنطقة على ممارسة الضغوطات على تركيا لوقف عدوانها على مناطق شمال شرق سوريا ووضع حد لجرائم الحرب التي يرتكبها الجيش التركي والمجموعات المسلحة التابعة للدولة التركية ووضع آلية تضمن العودة الآمنة للسكان الأصليين إلى منازلهم وقراهم.
وفي هذا السياق رحب الحضور بقرار الإدارة الأمريكية الخاص بإضافة فصيل "أحرار الشرقية" إلى قائمة العقوبات التي تصدرها وزارة الخزانة الأمريكية، ودعوا إلى ضرورة التحقيق في الجرائم المرتكبة من قبل شركاء ذلك الفصيل وملاحقة المتورطين في جرائم ضد الإنسانية في المناطق السورية المحتلة، وتم تجديد العهد بالعمل على تحرير واستعادة المناطق المحتلة وضمان الحياة الكريمة والحرة لسكان تلك المناطق.
وأكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال “مظلوم عبدي” ، على تعرض المنطقة في العامين الماضيين للغزو التركي ولسلسلة من الهجمات، ولكن وبمساندة شعبنا والأصدقاء وتضحية مقاتلينا تمكنت قواتنا من مجابهتها، واستذكر “عبدي” في هذا الشأن جميع الشهداء الذين أوصلوا قوات قسد لهذه المرحلة.
وشدد “عبدي” على ضرورة تحرير المناطق المحتلة وتأمين ظروف ملائمة لعودة أهاليها المهجرين، بالإضافة إلى التشديد في مسألة محاربة داعش، ونوه أيضاً إلى أن التنظيم الإرهابي لا زال يشكل خطر على المنطقة والعالم لذا ستستمر شراكة قسد مع التحالف الدولي لمحاربة هذا التنظيم والقضاء عليه بشكل نهائي.
وأشار “عبدي” إلى أن محاربة التنظيم لا تتم فقط بالأساليب العسكرية ولذلك يجب دعم الإدارة الذاتية لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة وتحسين الحالة المعيشية للمواطنين وكذلك دعم جهودها و مشاريعها الخدمية والسياسية باعتباره جزء لا يتجزأ من برنامج قوات سوريا الديمقراطية لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
وعبر “عبدي” عن أسفه الشديد لعدم تمكن الأمم المتحدة من فتح المعابر مع مناطق شمال وشرق سوريا وشدد على ضرورة فتحها لإيصال المساعدات الإنسانية للمنطقة.
كما بحث الاجتماع السياسات والممارسات العدائية التي يقوم بها النظام السوري
ضد سكان شمال شرق سوريا، مؤكداً بأن تلك السياسات لا تساعد على بناء الحل، ودعا الاجتماع
النظام إلى ضرورة المساهمة في إيجاد حل دائم للأزمة السورية والتفاوض مع الإدارة الذاتية
على مبدأ الاعتراف بهذه الإدارة والقبول بخصوصية قوات سوريا الديمقراطية والاعتراف
بالحقوق المشروعة للشعب الكردي والسرياني الاشوري والمكونات الاخرى في إطار سوريا ديمقراطية
موحدة.
وفي السياق أكد المجتمعون على أهمية التعاون والتنسيق مع القوات المسلحة الروسية
من أجل تحقيق خفض التصعيد على الحدود الشمالية، ودعوا الحكومة الروسية إلى لعب دور
أقوى في سبيل فتح الباب أمام الحلول السياسية الدائمة في سوريا.
ومن جانب آخر شدد الجنرال “مظلوم عبدي” على مواصلة قوات سورية الديمقراطية على
العمل مع القوات الروسية لحفظ الأمن وخفض التصعيد في مناطق شمال شرق سوريا، داعيا روسيا
للضغط على الحكومة السورية للحوار ونوه إلى أن قوات سوريا الديمقراطية هي التي حافظت
على المناطق السورية في الوقت الذي تخلى عنها النظام السوري للعصابات الإرهابية ك داعش
والنصرة.
كما تم التأكيد مجدداً على المضي قدماً في عملية إعادة هيكلة قوات سوريا الديمقراطية من أجل تعزيز القدرات الدفاعية وتم التأكيد على ضرورة التقيد بالنظام الداخلي لقوات سوريا الديمقراطية المتوافق مع جميع المواثيق والمعاهدات الدولية، ليكون ضماناً في جعل العمل المؤسساتي ركيزة أساسية ضمن قوات سوريا الديمقراطية.
وفي الختام، توجهت المجالس العسكرية في قوات سوريا الديمقراطية بالشكر إلى جميع المشاركين في الاجتماع السنوي وممثلي مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا والأحزاب السياسية والمؤسسات الديمقراطية، وقيادة التحالف الدولي، على أمل تحقيق الامن والاستقرار لشعبنا وبلدنا والعالم أجمع.
بدوره شدد قائد المهام المشتركة لعملية العزم الصلب “بول ت. كالفرت” على مواصلة دعم قوات سوريا الديمقراطية والحفاظ على العمل المشترك بين الطرفين حتى إنهاء خلايا تنظيم داعش.
وخلال الاجتماع تم مناقشة الوضع العسكري والميداني والنظام الداخلي حيث تمت المصادقة عليه إضافة إلى إصدار جملة من القرارات المتعلقة بهيكلية قوات سوريا الديمقراطية وتفعيل مؤسساتها العسكرية.
وتم خلال الاجتماع أيضا انتخاب “آرام حنا” كمتحدث رسمي جديد باسم قوات سوريا الديمقراطية بدلاً عن “كينو كابرييل”.