تصعيد عسكري حوثي ينسف الجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن

الإثنين 02/أغسطس/2021 - 11:19 ص
طباعة تصعيد عسكري حوثي فاطمة عبدالغني
 
أنهى المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، "تيم ليندركينغ"، ونائب المبعوث الأممي لليمن معين شريم أحدث جولاتهما لتحريك عجلة السلام ووقف إطلاق النار في اليمن، ولكن دون تحقيق أي نتائج بسبب استمرار ميليشيا الحوثي في رفض مقترحات السلام، والتمسك بخيار التصعيد العسكري في مختلف جبهات القتال وهو أمر جددت التأكيد عليه الولايات المتحدة.
حيث أعاد المبعوث الأمريكي الخاص باليمن خلال محادثاته في العاصمة السعودية التأكيد على إنهاء القتال في مأرب وجميع أنحاء اليمن، والذي يتسبب في زيادة معاناة الشعب اليمني.
كما أعرب تيم ليندركينغ عن قلقه من استمرار الحوثيين في رفض الانخراط بشكل جدي في المحادثات السياسية ووقف إطلاق النار، وشدد على أن الأزمة الإنسانية الأليمة في البلاد لا يمكن عكسها إلا عبر اتفاق دائم بين الأطراف اليمنية.
ومن جانبه، شدد نائب المبعوث الأممي "على أهمية اتخاذ تدابير إنسانية واقتصادية عاجلة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني من شأنها أن تخلق بيئة مواتية لاستئناف العملية السياسية الشاملة التي طال انتظارها والتي يقودها اليمنيون تحت رعاية الأمم المتحدة".
وقال شريم "هذا أمر أساسي للحد من التهديدات التي يتعرض لها المدنيون، والتخفيف من حدة الوضع الإنساني المزري، وتمهيد الطريق لتحقيق سلام مستدام وشامل وعادل وللمصالحة والتعافي في اليمن".
وكان المبعوث الأمريكي ونائب المبعوث الأممي لليمن وصلا الرياض يوم الثلاثاء الماضي، في زيارتين تزامنت مع إطلاق الميليشيا الحوثي صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه السعودية ومأرب وتصعيد عملياتها الهجومية عبر البحر مستهدفة سفينة سعودية تجارية بطائرة مسيرة، إضافة إلى تصاعد الاعمال القتالية في جبهات مأرب والبيضاء.
كما ارتكبت ميليشيا الإرهاب أبشع الجرائم المروعة بحق المدنيين العُزَّل، وخلقت حالة من الذعر والهلع أوساط الأهالي في الأيام الـ10 الماضية، وارتفعت حصيلة انفجار لغم حوثي بحافلة ركاب بمديرية الدريهمي إلى 20 قتيلا.
وعمدت الميليشيات خلال اليومين الماضيين إلى تكثيف قصفها الأحياء المدنية في التحيتا وحيس والدريهمي وشرق مدينة الحديدة، وقامت مساء الأحد بقصف حي "بني عفيف" جنوب مديرية التحيتا، ما أدى لنزوح الأهالي عن الحي خوفا على حياتهم.
لكن هذا التصعيد الحوثي قابلته القوات المشتركة باقتدار وخاضت معارك شرسة، كبدت خلالها ميليشيا الحوثي الانقلابية قتلى وجرحى، وخسائر أخرى مادية  وفق ما أكدته مصادر عسكرية، حيث واصلت قوات الجيش اليمني والقبائل، مسنودين بالتحالف العربي لدعم الشرعية، تقدمها في اتجاه مديرية ماهلية جنوب مأرب، من جهة مديريتي "جبل مراد ورحبة" على محور وادي المشيريف، ومحور "نجد المجمعة"، محققة انتصارات نوعية على حساب ميليشيات الحوثي التي تراجعت عناصرها إلى مديرية ماهلية وتمركزت في منطقة "الصدارة".
يأتي ذلك متزامنا مع قيام قوات الشرعية بإرسال تعزيزات كبيرة إلى جبهة "جبل مراد ورحبة"، جنوب مأرب، لتعزيز مواقعها وتسريع عملية الحسم العسكري ضد ميليشيات الحوثي المتراجعة إلى مديرية ماهلية.
وأكدت مصادر عسكرية، أن التعزيزات الحكومية تضم آليات ومدرعات ودبابات، وقوة بشرية مدربة على أيدي مدربين من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية.
وكانت قوات الجيش والقبائل تمكنت مساء الأحد من إسقاط طائرة مسيرة حوثية في سماء مديرية رحبة، قبل الوصول إلى هدفها.
وفي غرب مأرب، تواصلت المعارك في جبهات "المشجح والكسارة"، وصولا إلى جبهات "رغوان" على تخوم محافظة الجوف، فيما واصلت مقاتلات التحالف استهداف مواقع وآليات الميليشيات الحوثية في مناطق متفرقة من مأرب، محققة إصابات مباشرة ومخلفة قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات ودمرت آليات قتالية حوثية عدة.
وفي الجوف، تواصلت المعارك في جبهة "الجدافر" لليوم الثالث على التوالي، وتكبدت الميليشيات العديد من القتلى والجرحى وأسر آخرين، كما تم تدمير آليات قتالية حوثية جراء الغارات التي تشنها مقاتلات التحالف المساندة للجيش والقبائل.
وأكدت المصادر تمكن القوات والقبائل من إفشال هجمات حوثية عدة على طول المناطق الحدودية الممتدة من العلم والجدافر، وصولا إلى مديرية رغوان، ومفرق الجوف.
وفي جبهة الخنجر، بمديرية خب والشعف، تواصلت المعارك في محيط معسكر الخنجر، تم خلالها تكبيد الحوثيين خسائر كبيرة، وأشارت مصادر ميدانية إلى امتداد المعارك لجبهات "الظهرة والقعيف" بمديرية برط العنان.
وفي البيضاء، واصلت قوات الجيش والمقاومة المحلية عملية تطهير منطقة "شوكان" في مديرية الصومعة، وتمكنت من تحرير منطقة الدحفة، بعد تطهير منطقة "الشمح"، وواصلت التقدم نحو منطقة "المسحر الأعلى والأوسط".
وأكدت مصادر ميدانية أن قوات الجيش والمقاومة، باغتت الميليشيات في تلك المناطق، وتعرضت الميليشيات الحوثية لعمليات استنزاف كبيرة في جبهات البيضاء، خلال الفترة الأخيرة، حيث تم تدمير العديد من الآليات القتالية التابعة لها، وقتل وأسر أعداد كبيرة من عناصرها.
وفي تعز، أفشلت قوات الجيش والمقاومة، محاولة تسلل لعناصر حوثية في شرق المدينة، للمرة الثالثة خلال عشرة أيام، حيث حاولت الميليشيات اختراق الدفاعات الأولى للقوات المرابطة في شرق المدينة، وأخرى في محيط الدفاع الجوي شمال غرب المدينة، لكنها فشلت في تحقيق هدفها وتكبدت قتلى وجرحى في جبهة الكريفات شرقي المدينة، بعد أيام قليلة من تكبيدها 12 قتيلا في محيط معسكر الدفاع الجوي شمال غرب المدينة.
وفي الحديدة، أفشلت القوات المشتركة محاولة تسلل لعناصر حوثية في منطقة الجاح الأعلى بمديرية بيت الفقيه، وكبدتها قتلى وجرحى، كما أفشلت محاولة تسلل واستحداث مواقع في جبهة محيط المطار شرق المدينة.

شارك