بعد سيطرتها على 6 مدن.. طالبان تتوعد بالتقدم عسكرياً تجاه العاصمة كابول
الثلاثاء 10/أغسطس/2021 - 03:46 ص
طباعة
أميرة الشريف
في ظل الحرب التي تشهدها أفغانستان ، ومحاولة حركة طالبان في السيطرة علي البلاد وفرض نفوذها هناك، أعلنت حركة طالبان، أنها "ستتقدم عسكرياً باتجاه العاصمة كابول" بعد السيطرة على مناطق أخرى من البلاد.
وأكدت الحركة أنها تقدمت بوجه القوات الحكومية في مزار شريف عاصمة ولاية بلخ وكبرى مدن شمال أفغانستان.
كما أعلنت طالبان عن رفضها لاقتراح أمريكي بتشكيل حكومة مؤقتة في أفغانستان.
هذا وقد نفت الحركة في وقت سابق التوصل لأي اتفاق لوقف إطلاق النار مع القوات الحكومية، وحذر متحدث باسم الحركة من عواقب تدخل الولايات المتحدة في بلاده.
يذكر أن "طالبان" سيطرت على عواصم 6 ولايات في تقدم سريع بدأته الجمعة، لكن أهم هذه المدن على الإطلاق هي مدينة قندوز الاستراتيجية.
وتشمل المناطق التي تتمتع فيها الحركة بالنفوذ معاقلها التقليدية في جنوب البلاد والجنوب الغربي، مثل أقاليم شمال هلمند وقندهار وأروزغان وزابول، ولكن نفوذها يمتد أيضا إلى التلال الواقعة في جنوب فارياب في الشمال الغربي وجبال بدخشان في الشمال الشرقي.
وأعلن نائب حاكم سمنغان أن مقاتلي طالبان سيطروا الاثنين على أيبك عاصمة الولاية الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب غرب قندوز.
وأعلن المتمردون أنهم هاجموا مزار الشريف عاصمة ولاية بلخ. لكن السكان والمسؤولين قالوا إنهم لم يصلوا إليها بعد.
وقالت الشرطة في ولاية بلخ إن أقرب موقع شهد معارك يبعد 30 كيلومتراً على الأقل من مواز الشريف، متهمةً طالبان بأنها تستخدم "الدعاية لترويع السكان".
ومزار الشريف مدينة تاريخية ومفترق طرق تجاري. وهي من الدعائم التي استندت عليها الحكومة للسيطرة على شمال البلاد في السابق. وسيشكل سقوطها ضربة قاسية جداً للسلطات.
واستولت الحركة بفارق بضع ساعات الأحد وبعد قتال عنيف على قندوز التي كانت تحاصرها منذ بضعة أسابيع، ثم على ساري بول وتالقان عاصمتي الولايتين الواقعتين في جنوب قندوز وشرقها.
وباتت طالبان تسيطر على ست من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34 بعد أن استولت السبت على شبرغان على بعد حوالي 50 كلم شمال ساري بول والجمعة على زرنج عاصمة ولاية نيمروز البعيدة في جنوب غرب البلاد على الحدود مع إيران.
قد يكون عجز السلطات في كابول عن السيطرة على شمال البلاد أمراً حاسماً لفرص الحكومة في البقاء. ولطالما اعتُبر شمال أفغانستان معقلاً للمعارضة في وجه طالبان، فهناك واجه عناصر الحركة أقوى مقاومة عندما وصلوا إلى السلطة في التسعينات.
في سياق آخر، قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي "الناتو" اليوم إن انسحاب الحلف من أفغانستان مستمر، فيما سيطر مقاتلو طالبان على سادس عاصمة إقليم في الدولة التي مزقتها الحرب.
وقال المسؤول لوكالة "رويترز": "مهمة الدعم الحازم (لحلف شمال الأطلسي) مستمرة وسحب قواتنا مستمر".
وأضاف: "لا يوجد حل عسكري للصراع، ويجب على طالبان أن تفهم أن المجتمع الدولي لن يعترف بها مطلقاً إذا رفضت العملية السياسية وحاولت الاستيلاء على البلاد بالقوة.. وعليها أن توقف هجماتها وأن تشارك في محادثات السلام بحسن نية".
من جانبها، قالت باكستان إن المجتمع الدولي في حاجة لبحث سبب "انهيار" قوات الأمن الأفغانية أمام تقدم حركة "طالبان" في أنحاء أفغانستان، بدلا من توجيه اللوم لباكستان على تدهور الوضع هناك.
وتساءل وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في مؤتمر صحفي له، اليوم الاثنين، قائلا: "أين بناء القدرات والتدريب والمعدات؟"، في إشارة إلى الموارد التي أنفقتها الدول الأخرى، لا سيما الولايات المتحدة، على تعزيز القوات الوطنية الأفغانية.
وأضاف: "لا بد من النظر في قضايا الحكم وانهيار قوات الدفاع الوطني الأفغانية".
وكانت الحكومة الأفغانية وبعض الدول قد اتهمت باكستان بتقديم الدعم لحركة "طالبان"، بينما رفضت باكستان تلك الاتهامات.
وأكد قريشي أن إسلام أباد غير منحازة لأي طرف في أفغانستان، مضيفا أن "عدم وجود إرادة للقتال والاستسلام الذي نراه في أفغانستان... هل يمكن أن نتحمل مسؤولية ذلك؟ لا، لا يمكننا".
وقال إن باكستان تدعم حلا سياسيا من أجل أن يسود السلام أفغانستان، مشيرا إلى أن إسلام أباد قلقة من أعمال العنف وعدم إحراز تقدم في المحادثات الأفغانية.
واعتبر الوزير أن باكستان ستخسر أكثر نتيجة عدم استقرار الأوضاع في أفغانستان باعتبارها دولة جوار مباشر.