الموقف الأمريكي من تطورات الوضع في أفغانستان

الثلاثاء 10/أغسطس/2021 - 02:00 م
طباعة الموقف الأمريكي من حسام الحداد
 
بعد سيطرت حركة طالبان على ست عواصم أقاليم أفغانية يوم الثلاثاء 10 اغسطس 2021، في أعقاب هجوم خاطف عبر الشمال أدى إلى فرار عشرات الآلاف من منازلهم بحثًا عن الأمان النسبي في كابول ومراكز أخرى.
وقد تركت الولايات المتحدة القتال إلى حد كبير للأفغان - المقرر أن تستكمل سحب قواتها نهاية هذا الشهر لينهي أطول حرب لها - لكنها سترسل المبعوث الخاص زلماي خليل زاد إلى قطر هذا الأسبوع في محاولة أخرى لإقناع الحكومة الأفغانية. طالبان على قبول وقف إطلاق النار.
ورغم الوضع الأمني المتدهور في أفغانستان، يواصل الرئيس الأميركي جو بايدن تمسكه بخطته لإخراج قوات بلاده مع نهاية الشهر الجاري.
وأدّى تصاعد العنف والمخاوف من سيطرة طالبان على مناطق أخرى، إلى دعوة معارضي الانسحاب مجدداً، الرئيس الأميركي للتراجع، وفقاً لصحيفة The Hill الأميركية.
فقد قال الجمهوري عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب مايك روجرز في بيان إن "إرث الرئيس بايدن سيتلوث بسفك دماء النساء والأطفال الأفغان الأبرياء الذين تُركوا تحت رحمة منظمة إرهابية لا ترحم".
ومن جانبه، أوضح زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في كلمة ألقاها أن استمرار انسحاب الإدارة الأميركية بأقصى سرعة، يجعل تحذيرات الخبراء "حقائق ميتة".
وأضاف مكونيل أن مسؤولي إدارة بايدن واجهوا أسئلة صعبة بشأن الأوضاع الحالية على الأرض في أفغانستان خلال إيجاز سري صباح الاثنين.
ومن جهته أكد الناطق باسم البنتاغون جون كيربي أمس، على استخدام ما يسمى over-the-horizon والتي تعتمد على الضربات الجوية لدعم القوات الأفغانية.
وقال إن "هذا بلدهم الذي يجب أن يدافعوا عنه. هذه معركتهم".
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قرر سحب القوات الأميركية من أفغانستان. وأرجأ خلفه جو بايدن الموعد النهائي للانسحاب لبضعة أشهر، إلا أن القوات الأميركية والأجنبية ستغادر بحلول نهاية أغسطس.
وخلال الأسابيع الأخيرة، أوضحت إدارة بايدن أن واشنطن ستحافظ على "دعمها" الحكومة في كابول، خصوصا في ما يتعلق بالتدريب العسكري، لكن بالنسبة إلى بقية الأمور، على الأفغان أن يقرروا مصيرهم.
وعاد مبعوث السلام الأميركي إلى الشرق الأوسط، اليوم الثلاثاء، لتحذير حركة طالبان من السعي لتحقيق نصر عسكري على الأرض ونقل رسالة قوية تؤكد على عدم الاعتراف بحكومة طالبان التي تصل إلى السلطة من خلال القوة في أفغانستان.
إلى هذا، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن المبعوث زلماي خليل زاد وصل إلى العاصمة القطرية، الدوحة، حيث تفتح طالبان مكتبا سياسيا، "للمساعدة في صياغة رد دولي مشترك للوضع المتدهور في أفغانستان".
وقالت واشنطن إن مبعوثها، سيضغط على طالبان لوقف هجومها العسكري والتفاوض للتوصل إلى تسوية سياسية، التي تمثل السبيل الوحيد للاستقرار والتنمية في أفغانستان.

شارك