بتسليح المدنيين.. أفغانستان تشدد الخناق لمواجهة طالبان
الأربعاء 11/أغسطس/2021 - 05:22 ص
طباعة
أميرة الشريف
في ظل الحرب التي تشهدها أفغانستان ، ومحاولة حركة طالبان في السيطرة علي البلاد وفرض نفوذها هناك، أعلن الرئيس الأفغاني، أشرف غني، مواصلة القتال والدفاع عن أمن بلاده واستقرارها، مقرراً تسليح المدنيين، لمواجهة حركة طالبان المتشددة، واصفاً المحادثات مع الأخيرة بالميتة.
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، التصدي بنجاح لهجوم مسلحي الحركة على مزار شريف، مؤكدة أيضاً صد الهجمات في إقليم باكتيا وتكبيدها خسائر كبيرة، وذلك بعدما زعمت الحركة مهاجمة مزار الشريف كبرى مدن شمال أفغانستان وعاصمة ولاية بلخ.
وتواصل حركة طالبان ضغطها وتقدمها في شمال أفغانستان، حيث سيطرت أمس على سادس عاصمة لولاية، بينما يؤكد الجيش الأفغاني أنه حقّق نجاحات في الجنوب.
يأتي ذلك فيما أعلنت حركة طالبان، أنها "ستتقدم عسكرياً باتجاه العاصمة كابول" بعد السيطرة على مناطق أخرى من البلاد.
وأكدت الحركة أنها تقدمت بوجه القوات الحكومية في مزار شريف عاصمة ولاية بلخ وكبرى مدن شمال أفغانستان.
ومزار الشريف مدينة تاريخية ومفترق طرق تجاري، وهي من الدعائم التي استندت إليها الحكومة للسيطرة على شمال البلاد، وسيشكل سقوطها ضربة قاسية جدا للسلطات.
وتعهد محمد عطا نور الحاكم السابق لولاية بلخ والرجل القوي في مزار الشريف والشمال، المقاومة "حتى آخر قطرة دم"، وكتب على تويتر "أفضل أن أموت بكرامة على أن أموت في حالة من اليأس".
كما أعلنت طالبان عن رفضها لاقتراح أمريكي بتشكيل حكومة مؤقتة في أفغانستان.
هذا وقد نفت الحركة في وقت سابق التوصل لأي اتفاق لوقف إطلاق النار مع القوات الحكومية، وحذر متحدث باسم الحركة من عواقب تدخل الولايات المتحدة في بلاده.
وبالتزامن مع إكمال القوات الأمريكية والأجنبية انسحابها من أفغانستان، تتزايد وتيرة سيطرة حركة طالبان المتمردة على كبرى مدن البلاد؛ وباتت تمتلك الآن زمام الأمور في 6 مدن كبرى من عواصم الولايات التسع في الشمال في تقدم سريع بدأته الجمعة، لكن أهم هذه المدن على الإطلاق هي مدينة قندوز الاستراتيجية.
وتشمل المناطق التي تتمتع فيها الحركة بالنفوذ معاقلها التقليدية في جنوب البلاد والجنوب الغربي، مثل أقاليم شمال هلمند وقندهار وأروزغان وزابول، ولكن نفوذها يمتد أيضا إلى التلال الواقعة في جنوب فارياب في الشمال الغربي وجبال بدخشان في الشمال الشرقي.
وسيطرت طالبان على جميع المباني الرئيسية في قندوز البالغ عدد سكانها حوالى 300 ألف نسمة واحتلها المتمردون مرتين في السنوات الأخيرة، عامي 2015 و2016.
وتشكّل السيطرة على قندوز الواقعة على مسافة 300 كيلومتر شمال كابول والتي احتلها المتمردون مرتين في 2015 و2016، مفترق الطرق الاستراتيجي في شمال أفغانستان بين كابول وطاجيكستان، أكبر نجاح عسكري لطالبان منذ بدء الهجوم الذي شنته في مايو مع بدء انسحاب القوات الدولية الذي يُتوقع أن ينتهي بحلول 31 أغسطس.
وبالتوازي مع ذلك، نزح آلاف الأفغان من شمال البلاد باتجاه الجنوب والعاصمة كابول هربا من مناطق القتال بين القوات الحكومية وطالبان.
فيما أفادت الخارجية الأمريكية بأن مبعوثها الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد سيتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة "للضغط على طالبان لوقف هجومها العسكري".
وفي الوقت الذي أثبت الجيش الأفغاني عدم قدرته على وقف هجوم طالبان في الشمال، فإنه مستمر في مواجهة المسلحين في قندهار ولشكركاه، وهما معقلان تاريخيان للمتمردين في جنوب أفغانستان، وكذلك في هرات في غرب البلاد ، لكن هذه المقاومة تتم لقاء خسائر مدنية فادحة، إذا أفادت اليونيسف عن مقتل عشرين طفلا على الأقل وإصابة 130 خلال الأيام الثلاثة الأخيرة في ولاية قندهار وحدها.
وتصاعدت حدة القتال في أفغانستان بشكل كبير منذ مايو عندما بدأ التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة المرحلة الأخيرة من سحب قواته المقرر أن تستكمل قبل نهاية الشهر الجاري.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرر سحب القوات الدولية من أفغانستان.
وأرجأ خلفه جو بايدن الموعد النهائي للانسحاب لبضعة أشهر، إلا أن القوات الأمريكية والأجنبية ستغادر بحلول نهاية أغسطس.
وخلال الأسابيع الأخيرة، أوضحت إدارة بايدن أن واشنطن ستحافظ على "دعمها" الحكومة في كابول، خصوصا في ما يتعلق بالتدريب العسكري، لكن بالنسبة إلى بقية الأمور، على الأفغان ان يقرروا مصيرهم.
فيما قال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي الإثنين "هذا بلدهم الذي يجب أن يدافعوا عنه، هذه معركتهم هم".
من جانبها، دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الثلاثاء الأطراف المتنازعة إلى وقف القتال في أفغانستان وطالبت طالبان بإنهاء العمليات العسكرية في المدن، وقالت إن مكتبها تلقى تقارير عن وقوع جرائم حرب محتملة.