بنهب "قوت الفقراء"... الحوثيون يستولون على مساعدات اليمنيين

الخميس 12/أغسطس/2021 - 04:55 ص
طباعة بنهب قوت الفقراء... أميرة الشريف
 
في مسلسل مستمر تتبعه ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران لنهب مساعدات الفقراء في اليمن، لم تكتفِ الميليشيا بسرقة مرتبات اليمنيين وحرمانهم من مصادر الدخل اليومي منذ انقلابها على السلطة قبل 5 سنوات، بل تنهب ما تقدمه المنظمات الأممية من مساعدات غذائية شهرية للمحتاجين وترسلها لعناصرها في جبهات القتال، حيث كشف تقرير حقوقي، ما وصفه بـ استيلاء الحوثيين على المساعدات الإنسانية في اليمن.
وصدر التقرير عن مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، تحت عنوان أثر القيود على المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في اليمن، سلط الضوء على القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية في اليمن، من جانب ميليشيا الحوثي، والتي تعمل على اعتقال وتخويف العاملين في المجال الإنساني، والاستيلاء غير القانوني على المساعدات الإنسانية.
وكشف التقرير أنه منذ أن سيطرت ميليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء، في 21 سبتمبر 2014، انعكست هذه الظروف على الغالبية العظمى من اليمنيين، وفي مقدمهم المدنيون من النساء والأطفال.
 وهو ما جعل أكثر من 24 مليون شخص، أي أكثر من 80 في المئة من السكان، في حاجة إلى المساعدات الإنسانية، وكل شكل من أشكال الحماية، سواء كانت مساعدات طبية أو غذائية، أو غير ذلك من المساعدات المختلفة، كما يوجد 14.4 مليون في حاجة ماسة لهذه المساعدات.
وأكد التقرير أن المساعدات الإنسانية التي تشرف عليها المنظمات الإنسانية والهيئات الأممية، واجهت عراقيل وعقبات لا حصر لها، في سبيل وصولها إلى الفئات المُستحقة والمتضررة من آثار النزاع المسلح، خاصة في صنعاء، وفي المحافظات الشمالية، التي يُسيطر عليها الحوثيون، ما أدى إلى تفاقم معاناة اليمنيين، بسبب استيلاء الحوثيين على طيف واسع من هذه المساعدات، بجانب القيود التي تفرضها على عمل المنظمات الإنسانية في صنعاء، وفي المناطق الخاضعة لسيطرتها، ما تسبب في تخفيض وإيقاف 15 برنامجاً انسانياً للمساعدات الإنسانية في اليمن، في وقت سابق، بسبب نقص التمويل، الناجم عن العقبات التي تواجه المساعدات الإنسانية، وأصبح مصير 30 برنامجاً آخر، رهن تخلي الحوثيين عن القيود الذي وضعوها للسيطرة على المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أنه بجانب القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن، استولت ميليشيا الحوثي، على كميات هائلة من المساعدات التي سُمح بدخولها، وهو ما نجم عنه عدم وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها، وبالتبعية، كان لذلك تأثير في اليمنيين، فأدت عمليات الاستيلاء على انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى تدهور النظام الصحي في اليمن.
وتواجه المنظمات الإغاثية الدولية والمحلية، وكذا المبادرات والجمعيات الخيرية، العديد من المضايقات الحوثية، حيث تفرض الميليشيا على هذه المنظمات توزيع المواد الإغاثية، عبر آلية خاصة بها، تضمن وصول الدعم لاتباعها في حين تحرم آلاف الأسر المحتاجة في مناطق سيطرتها.
وقوبلت السرقة الحوثية لأقوات الجوعى بتنديد حكومي واسع ، حيث أكدت الحكومة أن فساد وابتزاز المليشيا الحوثية ونهبها المساعدات الغذائية فيما ملايين المواطنين في مناطق سيطرتها يتضورون جوعا، لا يعفي المجتمع الدولي والمنظمات الدولية من أداء مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية تجاه أكبر مأساة إنسانية في العالم.
وفي وقت سابق فضح المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، اللصوص الحوثيين، وكشف أن هناك من وصفهم بـ"المتشددين" لا يعبأون إلا بتحقيق المكاسب وزعزعة الاستقرار، ولفت إلى أن مساعدات غذائية شهرية تبلغ قيمتها 175 مليون دولار، جرى توجيهها خلال الشهرين الماضيين، في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، للمساعدة في تمويل الصراع.
واتهم البرنامج الأممي، مليشيا الحوثي بمنع العاملين في المجال الإنساني في اليمن من حق الوصول إلى الجياع، وحظر قوافل المساعدات، وتدخل السلطات المحلية في مناطق الانقلابيين بعملية توزيع الأغذية.

شارك