إيران وطالبان خفايا الدعم العسكري ومستقبل العلاقات

الخميس 12/أغسطس/2021 - 03:57 م
طباعة إيران وطالبان خفايا علي رجب
 
حالة من التغيير طرأت على العلاقات الإيرانية بحركة طالبان الأفغانية، وهي العلاقة التي كان تتسم بالعداء قبل 2001، واليوم تحولت إلى الصداقة يمكن القول إلى التحالف مع الكشف عن تقديم طهران دعما عسكريا للحركة السنية المتشددة في معاركها ضد الجيش الأفغاني وسيطرتها على مناطق واسعة في البلاد خلال الأسابيع الماضية.

دعم طالبان عسكريا
الملا عبد الرازق ، أحد قادة طالبان الرئيسيين في محافظتي هرات وفرح على الحدود مع إيران، والتي سيطرته عليهم الحركة مؤخرا، أكد على دعم إيران للحركة عسكريا.
وأوضح "الملا عبد الرازق"  في تصريحات صحيفة لموقع "إيران واير" باللغة الفارسية المعارض، أن الدعم العسكري يشمل تدريب مقاتلوا الحركة من قبل الخبراء العسكريين الإيرانيين، بالاضافة إلى وجود مقاتلين إيرانيين يقاتلون في صفوف طالبان.
القيادي بحركة طالبان، أوضح  أن قوات رس الثوري الإيراني كانت موجودة جنبًا إلى جنب مع قوات طالبان، مضيفا أن القوات التابعة للحرس الثوري الإيراني ترتدي الزي الأفغاني ، تتواجد في ساحة المعركة مع طالبان ، وتقدم لهم المشورة والتدريب.
 كذلك لفت إلى أن إيران تقدم أسلحة لطالبان، موضحا أن مجموعات من مقاتلي الحركة الافغانية  يتلقون تدريبات عسكرية لمدة ستة أشهر في طهران على يد خبراء الحرس الثوري الإيراني.
الأمر لم يتوقف على الدعم العسكري والتدريب، والقتال مع الحركة، بل تخطى إلى دفع طهران رواتب لمقاتلي طالبان، وكذلك هناك مستشفى تابع للحرس الثوري بإحدى قرى بمدينة "خاك سفيد" بمحافظة "فراه" غربي أفغانستان بالقرب من الحدود الإيرانية،  يعالج جرحى مقاتلي الحركة في صور من صور الدعم الإيراني للحركة السنية المتشددة وهو ما ينقل العلاقات بين إيران وطالبان من العداء قبل 2001 إلى الصداقة التحالف في 2021.
وفي مايو 2020 كشف اعتقال السلطات الافغانية في هرات في  لقائد عسكري بحركة طالبان يدعى " مولوی شفیع" المعروف باسم "حافظ العمري" عن العلقات بين قادة طالبان والحرس الثورين حيث تم اعتقاله عندما نزل من سيارة تابعة للحرس الثوري الايراني في منطقة شیندند بمحافظة هرات.
في 13 نوفمبر 2016 ، قال المسؤول الافغاني ومحافظ ولاية "فرح" الأفغانية، آصف نانغ، لوسائل الإعلام أفغانية، إن عائلات عدد من قادة طالبان في غرب أفغانستان يعيشون في إيران، متهما إيران بدعم طالبان ماديا وعسكريا لتنفيذ عمليات تدميرية في البلاد. 
ومع الدعم العسكري، شهدت العلاقات الدبلوماسية تقاربا بين  زار وفداً سياسياً من حركة طالبان في قطر ، بقيادة طيب آغا ، رئيس المكتب السياسي للجماعة ، طهران في نوفمبر 2015، أعلن مسؤولو طالبان والحكومة الأفغانية أن إيران تعمل مع طالبان لمنع انتشار نفوذ داعش في أفغانستان.
كما سبقها زيارة سريبة من وفد طالبات إلى طهران في 2014، وفي عام 2012 حضر وفد من طالبان مؤتمر الصحوة الإسلامية في طهران. 
في عام 2016 ، اتهم مسؤولو الأمن الأفغان إيران بالعمل عن كثب مع طالبان ، قائلين إن طهران ، بالإضافة إلى استمرارها في دعم طالبان ، زادت من مساعدتها للحركة، فيما أكد السفير الإيراني في أفغانستان ، في مقابلة مع تلفزيون "أريانا" في ديسمبر 2016، أن طهران لديها اتصالات مع طالبان ، لكن لا صلة لها ، وأن هذا الاتصال هو لنخبة  من الاستخبارات الإيرانية وقادة الحرس الثوري.
تقارير لوسائل اعلام فارسية أشارت إلى الدعم الكبير من قبل طهران لحركة طالبان، جاء بالتنسيق مع روسيا، في ظل حرب الوكالة ضد واشنطن في المنطقة.

ما الهدف الإيراني؟
يرى المحللون أن علاقة إيران  مع طالبان علاقة واقعية، وكذلك تجمعهم النظرة العدائية إلى واشنطن.
عندما سيطرت طالبان على كابول لتأسيس "إمارة أفغانستان الإسلامية" في 27 سبتمبر 1996 ، حتى أكتوبر 2001 ، عندما أطاح الأمريكيون بحكومتهم في أعقاب هجمات 11 سبتمبر الإرهابية ، اتسمت العلاقات بين إيران وطالبان بالعدائية فدعمت طهرات التحالف الشمالي بقيادة أحمد شاه مسعود، وهو الذي كان يقود الحرب ضد الحركة السنية المتشددة.
وبعد سقوط طالبان ، فر بعض قادة ومقاتلي طالبان الذين لم يتمكنوا من الفرار إلى باكستان إلى إيران، ولم تسلمهم إلى الحكومة الافغانية، وفقًا للتقارير أفغانية، دعمت طهران حركة طالبان عبر منحهم قاعدة عسكرية في شرق ايران.
وأوضح المراقبون أن إيران تهدف من دعم حركة طالبان لوضع مكان لها في السلطة الجديدة في أفغانستان، وتدارك أخطاء الماضي في العداوة لطالبان، وأيضا ضمان نفوذه طهران داخل أفغانستان.
ومن الأهداف الايرانية أيضا سعى طهران لوقف استكمال بناء سد بخشباد الأفغاني، والذي يحرم إيران من المياه في ظل ما تواجهة الدولة الإيرانية من  شح في مصادر المياه، والتعرض لجفاف هو الأقسى منذ 50 عاما.
كذلك تهدف إيران إلى قطع الطريق أمام الجماعات السنية المسلحة في سيستان وبلوشستان، والتي كانت تربطها علاقات بطالبان،وخاصة جماعة "جندالله " البلوشية.
وقال "رسول موسوي" المسؤول البارز في وزارة الخارجية الإيرانية إن إيران "تعاون أمن الحدود مع طالبان". وأكد علي شمخاني ، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ، إجراء محادثات مع طالبان.
بالنظر إلى كل هذا ، لا ينبغي لطهران أن تقلق بشأن تقدم طالبان في أفغانستان والإطاحة بالحكومة الأفغانية الحالية في كابل فلديها علاقات استراتيجية وعميقة مع الحركة التي يتوقع ان تسيطر على مقاليد الأمور في أفغانستان خلال الأشهر القادمة.
كذلك يشكل الهدف الرئيسي لإيران من دعم طالبان، مواجهة النفوذ الأمريكي في أفغانستان، حيث تعارض إيران بشدة الاتفاقية الأمنية الموقعة بين أفغانستان والولايات المتحدة. وبموجب الاتفاقية ، يُسمح للولايات المتحدة بأن يكون لها عدد محدود من القواعد والقوات في أفغانستان وبعض هذه القواعد ستكون بالقرب من الحدود الإيرانية . 







شارك