بينهم أمريكا وبريطانيا وإسبانيا وألمانيا.. سقوط كابل بيد طالبان يربك حركة السفارات فى أفغانستان
السبت 14/أغسطس/2021 - 04:04 ص
طباعة
أميرة الشريف
في ظل الحرب التي تشهدها أفغانستان، و سقوط العاصمة كابل بيد طالبان وفرض نفوذها هناك، أفادت تقارير إعلامية بأن السفارات العالمية والمقرات الدولية في العاصمة الأفغانية، تشهد حالة استنفار غير مسبوقة، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن المنظمة الدولية تقيم الوضع الأمني في أفغانستان لحظة بلحظة وتنقل بعض الموظفين إلى العاصمة كابل لكنها لا تقوم بإجلاء أي أحد من البلاد.
واستولى مقاتلو حركة طالبان على ثاني وثالث أكبر مدينتين في أفغانستان، مع تهاوي مقاومة القوات الحكومية، مما أثار المخاوف من احتمال تعرض العاصمة كابل لهجوم خلال أيام.
وأعلنت أمريكا وبريطانيا إغلاق سفارتيهما في العاصمة كابل، واتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة لإجلاء مواطنيها.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إنها سترسل نحو 3 آلاف جندي إضافيين للمساعدة في إجلاء طاقم السفارة الأمريكية.
أما بريطانيا، فسترسل نحو 600 جندي لمساعدة مواطنيها على المغادرة، وحذر وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، من انزلاق أفغانستان نحو حرب أهلية مع توالي سقوط المدن الأفغانية في يد حركة طالبان، مشيرا إلى أن بلاده قد تعود عسكريا إلى تلك البلاد إذا أصبحت ملاذا لتنظيم القاعدة الإرهابي مجددا.
ومن جهته أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إثر اجتماع مع سفراء دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل، بعد قرار واشنطن ولندن إجلاء رعاياهما من كابل، أن الحلف سيدعم الحكومة الافغانية "قدر الإمكان" وسيقوم بـ"تكييف" وجوده الدبلوماسي.
هذا وقد أعلنت إسبانيا، أنها باشرت إجلاء من تبقى من مواطنيها في أفغانستان، إضافة إلى موظفي سفارتها في كابول وزملائهم الأفغان، في ضوء التقدم السريع الذي تحرزه حركة طالبان في كل أنحاء البلاد.
وتنضم إسبانيا بذلك إلى كل من هولندا وألمانيا والنرويج والدنمارك، وجماعات إغاثة، وقد أعلنت أنها تعمل أيضا على إجلاء موظفيها.
وأشار وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس في بيان، إلى "بدء إعادة أفراد السفارة والإسبان الذين بقوا في البلاد وكذلك الأفغان وأسرهم الذين عملوا إلى جانبنا".
وقال إن "إسبانيا مستعدة لأي احتمال، بما في ذلك إخلاء السفارة إذا لزم الأمر".
وأوضحت الوزارة أنه بالإضافة إلى الأشخاص الموجودين في السفارة، كان لا يزال هناك ستة مواطنين إسبان في أفغانستان، مشيرة إلى أن الوزارة تعمل مع الوزارات الأخرى "لتنسيق نقل المواطنين الأفغان الذين تعاونوا في المهمات العسكرية ومشاريع التعاون الإسبانية في أفغانستان".
ومنحت إسبانيا منذ 2014 صفة اللاجئ لـ55 مترجما أفغانيا وأقاربهم، وفقا لوزارة الداخلية.
بدورها، كتبت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي، على تويتر، أن بلادها ستكتفي حاليا بتقليص وجودها الدبلوماسي في أفغانستان، غير أنها أشارت إلى أن الاستعدادات جارية لإجلاء موظفي السفارة.
وأعلنت ألمانيا، أيضا أنها ستخفض عدد موظفيها الدبلوماسيين في كابول إلى "الحد الأدنى" في مواجهة الهجوم الذي تشنه حركة طالبان.
وأبلغ دوجاريك الصحفيين بأن المنظمة الدولية لها "وجود محدود للغاية" في مناطق سيطرت عليها حركة طالبان.
وللمنظمة نحو 3 آلاف موظف محلي ونحو300 موظف دولي يعملون في أفغانستان.
في سياق متصل، أمرت سفارة الولايات المتحدة في كابول، الجمعة، موظفيها بإتلاف الوثائق الحساسة والرموز الأمريكية التي يمكن أن تستخدمها طالبان لأغراض دعائية، مع اقتراب مسلحي الحركة من العاصمة الأفغانية.
وأبلغ مسؤول في السفارة الموظفين بمكان وجود المحرقة وغيرها من معدات إتلاف الوثائق، وفق مذكرة اطلعت عليها وكالة فرانس برس.
وجاء في المذكرة أن التلف يجب أن "يتضمن الأغراض التي تحمل شعار السفارة أو الوزارة والأعلام الأميركية والأشياء الأخرى التي يمكن استخدامها لأغراض الدعاية".
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن هذا إجراء عادي في حالة تقليص الوجود الدبلوماسي للولايات المتحدة في بلد ما.
وقال إن "تقليص عدد الموظفين في ممثلياتنا الدبلوماسية في كل أنحاء العالم يتبع إجراء معياريا".
وتشعر الولايات المتحدة بقلق حيال التقدم السريع لعناصر طالبان الذين سيطروا على أكبر المدن في البلاد وباتوا قريبين من كابول.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين إن المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد هو الذي يقود المفاوضات حاليا، حيث يحاول انتزاع تأكيدات من حركة طالبان بأنها لن تهاجم السفارة الأميركية في كابل، في حال استولت الجماعة المسلحة على العاصمة وأرادت الحصول على مساعدات أجنبية.
وتسعى هذه المفاوضات إلى تجنب الإخلاء الكامل للسفارة الأميركية، مع تسارع وتيرة سقوط المدن الأفغانية في أيدي حركة طالبان.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، الخميس أن بلاده ستعيد عددا غير محدد من 1400 موظف أميركي يعملون في مقر السفارة الأميركية، وذلك في إطار تقليص الوجود الدبلوماسي هناك.
وفي أحدث التطورات الميدانية، أعلنت حركة طالبان أعلنها سيطرت على مدينة "بل علم" مركز ولاية لوغار، جنوب العاصمة الأفغانية كابل.
وتتسم هذه المدينة بأهمية استراتيجية كبيرة، إذ إنها لا تبتعد عن العاصمة سوى 90 كيلومترا فقط.
وفي وقت سابق، قالت الحركة إنها سيطرت على مدينة ترينكوت مركز ولاية أورزغان وسط أفغانستان، مشيرة إلى أن محافظ المدينة وقائد الشرطة فيها استسلما للحركة.
وفي السياق ذاته، سيطر المتمردون الجمعة على لشكركاه عاصمة ولاية هلمند في جنوب البلاد بعد ساعات قليلة على سقوط قندهار ثاني مدن البلاد على بعد 150 كيلومترا إلى الشرق منها.
وتعد سيطرة طالبان على قندهار المكسب الاستراتيجي الأهم الذي حققه حتى اللحظة اليوم.
وجاءت السيطرة على المدينة الثانية في البلاد، التي يسكنها نصف مليون شخص، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش، الذي انسحب إلى منشأة عسكرية خارج المدينة، وفق "فرانس برس".
ولا تزال القوات الأفغانية تسيطر على مطار قندهار، الذي كان ثاني أكبر قاعدة للجيش الأميركي في البلاد.
ولمدينة قندهار أهمية استراتيجية ورمزية في آن، إذ إنها تحتوي على مطار دولي، وتعد واحدة من المراكز التجارية الرئيسية في أفغاستان.
وتمثل السيطرة على قندهار أهمية رمزية لحركة طالبان، إذ إنها بذلك تستعيد السيطرة على معقلها الذي خسرته عام 2001، في بداية الغزو الأميركي لأفغانستان، وفي غور، وسط أفغانستان سيطر مسلحو حركة طالبان ايضا على عاصمة الولاية، شغشران.
وأعلن الناطق باسم حاكم غور، أن مسلحي الحركة سيطروا على المدينة من دون أن يواجهوا أي مقاومة.
وبهذا، أصبحت طالبان تسيطر على 16 مركز ولاية في أفغانستان التي يبلغ عدد الولايات فيها 34.