كيف تتعامل طالبان مع القاعدة وداعش بعد سيطرتها على أفغانستان؟
مع بيان حركة طالبان
بأنها ستدخل العاصمة الأفغانية كابول بلا عنف، والسماح للمرأة بالتعليم والعمل، وما
تم كشفه عن مفاوضاتها مع عدة دول حول سياستها
الخارجية بعد تسلمها الحكم، طرحت سيناريوهات
أخرى "مفاجئة" عن شكل آخر لـ"طالبان" يختلف عن شكلها المعروف منذ
2001.
ووفق تعليقات محللين
سياسيين فإن الحركة استفادت من تجربة سقوط حكمها الاولى في 2001، وستختار نزع أظافر الجماعات الإرهابية المقيمة
في البلاد، مثل القاعدة وداعش، والانفتاح في العلاقات الدولية، مقابل السكوت على تسلمها
الحكم، مستشهدين في ذلك بالمفاوضات التي جرت بين الحركة وروسيا والصين والولايات المتحدة
وإيران وغيرهم في الأسابيع الأخيرة.
وتواصل طالبان تقدمها
باتجاه كابول؛ حيث قالت في بيان، الأحد، إنها أضحت على مشارف العاصمة التي تريد دخولها
سلميا، داعية رئيس البلاد أشرف غني لـ"العمل معا".
وفي رسالة طمأنة،
قالت طالبان إنها ستسمح للمرأة بالتعليم والعمل بشرط أن ترتدي الحجاب.
تغيير نهج طالبان
ويرى الباحث المختص
في الجماعات الراديكالية، أحمد سلطان أن طالبان عام 2021 ليس هي نفسها في 2001، فالحركة
مرت عليها تغييرات جوهرية على مستوى القيادة العليا.
وأوضح لبوابة الحركات الايلامية، أن طالبان دخلت في حوارات
مع الولايات المتحدة و وروسيا والصين وإيران ودول آسيا الوسطى، قدمت فيها نفسها
"بصورة براغماتية وأقل تشددا"؛ حتى لا تصبح معزولة كما كانت في 2001.
بين طالبان والقاعدة
التغير البراغماتي
لطالبان، يؤشر على أنه سيكون لها تعامل مختلف مع تنظيم القاعدة، فيقول "سلطان"
إن طالبان تسعى لتقديم نفسها "كجماعة وطنية ليس لها امتداد عالمي"، ولن تسمح
للقاعدة بشن هجمات تستهدف الدول الكبرى، ولا تريد أن تكرر تجربتها القاسية مع زعيم
القاعدة أسامة بن لادن (الذي ركزت عملياته على الخارج)، وكانت مستعدة لمحاكمته بعد
هجمات 11 سبتمبر 2001، ولكن الغزو الأميركي أدى لتماهي طالبان مع القاعدة.
"الكمون الإرهابي"
وعما يتردد عن أن
أفغانستان تتحول لأن تكون "قلعة التنظيمات الإرهابية" بعد عودة نشاط داعش،
إلى جانب القاعدة وطالبان، رجح سلطان أن بعض الدول ترى لذلك "استفادة نسبية"
من سيطرة طالبان على أفغانستان؛ لأنه إن كانت الأخيرة تريد علاقات جيدة مع المجتمع
الدولي، فستجبر هذه التنظيمات على العمل وفقا لشروطها؛ أي تكون "في حالة كمون
وليس حالة نشاط".
من جانبها، رجحت
أيضا الباحثة في الشأن الأفغاني بمركز "دراسات الشرق الأوسط- باريس" نهلة
عبد المنعم حدوث تعاون بين طالبان ودول أخرى لمواجهة داعش.
وقالت إن مصالح الدول
الإقليمية ستكون عاملا مساعدا لطالبان لتتمكن من مواجهة داعش لعدم تحويل المنطقة لكرة
لهب.
وعن مستقبل
"القاعدة" لفتت إلى أنه بعد استباب الوضع لطالبان فهناك سيناريوهان للقاعدة،
الأول أن تستمر في معقلها تحت حماية الحاكم الجديد، والثاني أن تنقلب عليه لخدمة مشروعها
في التمدد دوليا، والأخير "غير مرجح"؛ نظرا لأن حجم الإرهاب بالمنطقة
"يجب أن يبقى متوازنا مع مصالح القوى الكبرى"، كما أن التيار المهيمن على
القاعدة حاليًا "ينتهج إستراتيجية الوصول البطئ لأهدافه".