الاكذوبة.. هل تغيرت حركة " طالبان " ؟
الثلاثاء 17/أغسطس/2021 - 01:23 م
طباعة
روبير الفارس
بعد سقوط افغانستان مجددا في قبضة حركة طالبان الارهابية يروج الكثيرين حاليا اكذوبة تغير حركة طالبان بعد مرور20 عاما عن ماضيها الدموي.
رغم اننا لم نجد أي من قادة الحركة يعلن تجديد خطابها او اسفها عن تاريخها الارهابي .وحول هذا التغير المزعوم اشتعل النقاش علي صفحات التواصل الاجتماعي وفي البداية يقول الباحث محمد عبد الوهاب رفيقي من المهم جدا عند تناول أي موضوع معرفته بدقة، وتناوله بكثير من المصداقية و العلمية.
حيث يخلط الكثير بين القاعدة وداعش من جهة وطالبان من جهة أخرى، القاعدة وداعش تنظيمان جهاديان بإيديولوجية سلفية وهابية، بأحلام طوباوية ومشاريع عالمية، من قبيل الخلافة والدولة الإسلامية واسترجاع الأراضي التي حكمها المسلمون يوما، وغزو بني الاصفر وقسطنيطينية ورومية، والغزو والفتح والسبي، فيما طالبان حركة محلية، تأسست من عدد من طلبة المدارس الدينية( لهذا يسمون طالبان)، عقيدتهم ماتوريدية، وهي المصنفة عند السلفيين بأنها عقيدة ضالة، ومتعصبون فقهيا للمذهب الحنفي الذي لا تكن له السلفية كثيرا من الود، طالبان حركة دينية متشددة ومنغلقة ، تفكيرها بسيط وساذج، تظن ان ما تؤمن به هو الاسلام، تفرض النقاب، وتحرم المرأة من التعليم، وتحارب الصور والتماثيل، لكنها لا تريد تطبيق ذلك الا في حدود مناطق حكمها، خصوصا بين البشتون الذين لم يكن عند أغلبهم مانع من تطبيق تلك الأحكام، على خلاف الأوزبك المنفتحين نسبيا والذين كانوا يتذمرون من تسلط طالبان وقمعها للحريات، لكن الحركة لم تكن تحمل أي مشروع عالمي أو نوايا للهيمنة دوليا.
اكثر من ذلك، طالبان بعد دخولها كابل سنة 1996 سعت للحصول على الاعتراف الدولي، واعترفت بها رسميا كل من السعودية والإمارات وباكستان وتركمانستان، وكانت تريد مقعدا بالأمم المتحدة، وهو ما جعل السلفيين الجهاديين يتوقفون عن تأييدها في البدايات.
وحول تورط الطالبان مع القاعدة قال " رفيقي " حسب رأيي القاعدة بما كانت تملك من دهاء وخبث سياسي استغلت سذاجة الطلبة لإقحامهم في معركتهم ضد أمريكا، كانت البداية يتقديم المساندة في التخلص من خصوم الحركة، وكلنا يتذكر الهدية التي قدمها أسامة بن لادن للملا عمر ، وهي التخلص من أكبر عدو لطالبان، وهو أحمد شاه مسعود، وكان المقابل غض الطرف عن أنشطة القاعدة ومعسكراتها، لكن الملا عمر اشترط على بن لادن عدم استهداف أمريكا من فوق أرضه، ووافق بن لادن على ذلك، ثم التجأ لبعض المشايخ ليفتوه في جواز تخلصه من هذا العهد، وهو ماكان فعلا حيث قرر بن لادن مهاجمة أمريكا في عقر دارها دون اخبار الملا عمر، الذي وجد نفسه في ورطة كبيرة .
وبدل أن يتعامل الملا عمر ببراجماتية ويسلم بن لادن لأمريكا، لجأ بسذاجته لمجلس علماء طالبان، وكلهم من فقهاء محدودي التفكير، فاتفقوا على أنه دينا لا يجوز تسليم مسلم لكافر، وهي الفتوى التي جرت على بلد بكامله مسارا من الدمار والاحتلال.
ويروج " رفيقي " لفكرة تغير طالبان فيقول كان هذا قبل عشرين عاما، من المؤكد ان طالبان اليوم تختلف عن طالبان الأمس، طالبان الأمس حركة متطرفة دينيا ، لا تؤمن بحقوق الإنسان ولا الحريات ، حركة قمعية مستبدة، لكنها ليست مشروعا جهاديا، تأسست لأول مرة لأسباب جيو سياسية، وتعود اليوم لأسباب جيوسياسية أيضا، قد يكون ذلك بسذاجة مرة أخرى، وقد يكون بوعي لتقاطع المصالح، قد نرى طالبان بنسخة جديدة وأفكار أكثر انفتاحا واستيعابا لدروس الماضي، في ظل بحث الولايات المتحدة عن حليف يتصدى للمشاريع الصينية والإيرانية في المنطقة، الأيام المقبلة كفيلة بأن تجيبنا على كثير من الأسئلة والهواجس المطروحة اليوم، وسط سيل من المغالطات وقلة التدقيق المعرفي.
ايدلوجيا لاتتغير
اعتبر وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني عباس صالحي حركة طالبان تياراً آيديوليجياً، وليس حزباً سياسياً.
يأتي ذلك، بالتزامن مع سيطرة حركة طالبان على معظم مناطق أفغانستان، بما فيها العاصمة كابل، ووضع يدها على مقدرات البلاد كافة، وعزمها تشكيل حكومة جديدة.وأوضح صالحي في تغريدة له على تويتر، أن "الأحزاب السياسية تغيّر مواقفها وفقا للمقتضيات السياسية، وفي سياق الوصول إلى الحكم! لكن التيارات الفكرية لا تتغيّر في غضون فترة قصيرة".وتابع: "ربما يقوم هؤلاء بتغيير أسلوبهم، لكن مبادئهم ستبقى ثابتة، النهج الطالباني مايزال كسابق عهده".
ملجا للارهاب
الكاتبة رشا ممتاز قالت سقطت أفغانستان بالكامل فى يد حركه الإرهاب الدموى ( طالبان ) و سقوطها الذى لا يعيره البعض إهتمام هو كارثه بكل المقاييس لأن أفغانستان ستصبح ( ملجأ ) دافئ لكل الحركات الإرهابية الإسلامية فى العالم أجمع سوف يتوافد عليها الإرهابيين من كل حدب و صوب ينعمون فيها بالأمن و الأمان و الأرض و السلاح للتدريب و من ثم الإنتشار فى أصقاع الأرض ينشرون إرهابهم و تطرفهم و تخلفهم على البشرية جمعاء و سيحى ذلك السقوط المدوى لأفغانستان الآمال فى نفوسهم ليسقطوا أنظمه و دول فى المنطقه فقد جعلت ( طالبان ) الروح ترد إلى تلك التنظيمات و الجماعات المتطرفه إنه ممكن إسقاط دوله فى براثنهم الدنسه .
واضافت رشا قائلة محاربة ( طالبان ) من المجتمعات كافه واجب مقدس يجب ألا يسمح المجتمع الدولى بأن تحكم دولة من قبل حركة إرهابية تريد فرض فكرهم المتطرف على شعب يعانى من ويلات الحروب منذ 43 سنه و تنشر هذا الفكر للعالم و تحمى و تجير حركات إرهابية مثلها للتدريب و التخطيط
واكبر دليل علي اكذوبة تغير طالبان منظر الشعب الأفغانى المصدوم من سقوط ( كابول ) بهذة السهولة و تمنع الجيش الحكومى على محاربة الحركة و خيانة رؤوساء الولايات الأفغانية للشعب و تسليمهم المدن لطالبان دون قتال و إنضمام جنود و ظباط بأسلحتهم من الجيش الحكومى للحركة دليل على فشل ذريع فى إجتثاث الفكر المتطرف من مفاصل الدولة و هذا درس ( لدول أخرى ) مازالت تتحالف و تتغازل مع تيارات إرهابية و تسمح لهم بدخول مجالات ( الجيش و الشرطة و القضاء و المجلس التشريعى و إنشاء أحزاب على أسس و مرجعيات دينية ) بحجه عدم الإقصاء !
فهذا أكبر خطر على تلك ( الدول ) لأنها تسمح للأفكار الهدامة أن تنتشر و يتبوأ أصحابها مراكز على المدى البعيد و عندما تحين اللحظة المناسبة لهم سينقضون على الدولة لأنهم يتعلمون من بعضهم البعض و يستفيدون من أخطاء بعضهم ليتجنبوها
ما حدث فى أفغانستان درس قاسى لكل من يتخيل إنه يستطيع السيطرة على تلك الحركات الإرهابية و يتساهل معها و يعتقد إنه يلجمها و مسيطر عليها و يعطى لهم هامش حرية بحجة إن ذلك حق لهم
لا حق مع الإرهابيين
لا حق مع من يريدون أن نعود لعصور الجاهلية
لا حق ممن يروا المرأة عورة مكانها البيت مكفنة بالقماش
لا حق مع من يروا المختلف معهم فى الدين أو المذهب أو الفكر كافر فى النار
لا حق ممن يرون الفنون رذيلة
لا حق ممن يروا إن من حقهم تقييد الحريات العامة و الشخصية بإسم الدين
لا تعتقد إن أفغانستان بعيدة و إن ما حدث فيها بعيد عنا فقد أحيت ( طالبان ) الحياة مره أخرى فى التنظيمات الإرهابية
وفي النهاية من يشاهد آلاف الأفغان يقتحمون مطار كابول و يتعلقون بالطائرات يعرف حجم المأساه الكارثية لمن عاشوا تحت الحكم الدينى المتخلف فالكل يريد الهروب حتى لو دفع حياته الثمن و لا يعيش مره أخرى تحت الحكم الدينى المتطرف.