حكومة طالبان بقيادة سجين سابق.. بين التغيير والتشدد
باتت أفغانستان مقبلة
على مرحلة جديدة من حكم "طالبان"، في ظل سيطرة الحركة على غالبية المدن الأفغانية،
واقترابها من دخول العاصمة كابل، بالتوازي مع وجود مفاوضات بين الحركة وحكومة الرئيس
الأفغاني أشرف غني حول مستقبل السلطة في البلاد.
يروى مراقبون أن
أعضاء المكتب السياسي لحركة طالبان المتشددة سوف يلعبون دورا مهما في تشكيل السلطة
الجديدة، وهو ما يرسم ملامح الحكم في كابل.
وفي محاولة لاستمالة
الشارع الأفغاني الرافض للحركة، أصدرت طالبان بيانا تؤكد فيه السيطرة على الأراضي الأفغانية،
أنها لا تفكر في الانتقام من أي أحد، والعفو والأمان لجميع موظفي إدارة كابول سواء
كانوا في القطاع العسكري أو المدني، وعدم تعامل مع أي أحد بانتقامية، مطالبة الجميع
بالبقاء في البلاد، وفي أماكنهم ومنازلهم،
وألا يحاولوا مغادرة أفغانستان.
وحول شكل الحكم أوضحت
الحركة أن النظام الإسلامي القادم جميع الأفغان من كل الأطياف ومختلف الجهات، وأن تكون
للحركة حكومة مسئولة تخدم الكل ويتقبلها الجميع.
أحمد جلالي مرشحا
للحكومة الانتقالية
وفي أولى التوقعات
لرئاسة الحكومة الانتقالية، ذكرت وكالة رويترز نقلا عن مصادر دبلوماسية أن وزير الداخلية
السابق وسفير أفغانستان في ألمانيا علي أحمد جلالي مرشح رئيسا للحكومة المؤقتة في أفغانستان.
و"جلالي
" وزير داخلية أفغانستان السابق وهو استاذ جامعي مقيم في الولايات المتحدة.
وحتى الأن لم تعلق
حركة طالبان على ترشيح "جلالي" لرئاسة الحكومة الانتقالية، مع استمرار المفاوضات
بين الحركة وحكومة أشرف غني.
وذكرت شبكة"طلوع
نيوز" الأفغانية أن الرئيس أشرف غني غادر كابل إلى إلى طاجيكستان ومن هناك إلى
بلد آخر، لم تؤكد المصادر الرسمية النبأ بعد.
أبرز المسؤولين في
طالبان
مراقبون يرون أن
المكتب السياسي لحركة طالبان سيكون له النصيب الأكبر في إدارة أفغانستان خلال المرحلة
المقبلة، فأعضاء المكتب السياسي لديهم خبرات كبير في مجال العمل السياسي والانفتاح
على المجتمع الدولي، بالإضافة إلى العلاقات الداخلية.
ويترأس المكتب السياسي
للحركة الملا عبدالغني برادر رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان، وكان الملا برادر القائد
العسكري لطالبان عندما اعتقل في 2010 بمدينة كراتشي الباكستانية، وقد أطلق سراحه في
2018 تحت ضغط من واشنطن خصوصا.
وهناك نائب رئيس
المكتب السياسي لحركة طالبان مولوي عبد السلام حنفي، والذي يعد من العقول الاستراتيجية
للحركة.
ومن أبرز أعضاء المكتب
السياسي للحركة محمد نعيم، وهو الناطق باسم فريق طالبان المفاوض والمكتب السياسي للحركة.
وهناك أيضا الوجه
المعروف للإعلاميين، المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، والذي يعد من أبزر
عقول طالبان ويدير ملف الإعلام والتواصل الاعلامي للحركة مع وسائل الاعلامية المحلية
والدولية.
ومن قيادات الحركة
المؤثرين، الملا عبد الغني شقيق نائب الملا محمد عمر، مولوي ضياء الرحمن مدني ، حاكم
لوغار في عهد طالبان، ومولوي عبد السلام حنفي وزير التربية والتعليم إبان حكم طالبان
لأفغانستان، وشهاب الدين ديلاوار ، رئيس قضاة حركة طالبان.
حكومة طالبان السابق
وهناك أيضا الملا عبد اللطيف منصور وزير الزراعة في عهد طالبان،
وعبد المنان العمري شقيق الملا محمد عمر، ومولوي أمير خان متقي وزير الإعلام والثقافة
في نظام طالبان، والملا محمد فاضل احد ابرز قادة الحركة، والملا خير الله خيرخاه وزير
داخلية طالبان، والملا نور الله نوري الذي كان قائدا للتنظيم الشمالي في عهد طالبان،
ومولوي محمد نبي العمري عضو في مكتب طالبان في قطر وأحد كبار المستشارين السياسيين
للجماعة، والملا عبد الحق في عهد طالبان ، نائب رئيس مخابرات طالبان
وتتظر أفغانستان
تشكيل الحكومة الانتقالية برئاسة طالبان التي اكدت على تشكيل حكومة منجميع مكونات
الشعب الأفغاني، في محاولة لتوجيه رسائل مغازلة للشعب الأفغاني والمجتمع الدولي لتقبل بحكم الحركة في نسختها الجديدة.
وقال ذبيح الله مجاهد الناطق الرسمي باسم حركة طالبان الأفغانية
"نطمئن جميع السفارات في كابول، والبعثات الدبلوماسية، والهيئات الدولية، ومساكن
أتباع الدول الأجنبية، بأنه لن يواجهكم أي خطر أو تهديد".
وأضاف مجاهد في
تصريحات صحيفة " لجميع السفارات والبعثات الدبلوماسية والمؤسسات ومساكن الرعايا
الأجانب في كابول أنه لا يوجد خطر عليهم. يجب أن يكون الجميع في كابول بثقة تامة ،
وقوات طالبان مكلفة بالحفاظ على الأمن في كابول ومدن أخرى في البلاد".