الفرار من أفغانستان .. سقوط كابل فى يد طالبان يُرعب المدنيين
الأربعاء 18/أغسطس/2021 - 04:11 ص
طباعة
أميرة الشريف
مع تسارع وتيرة الأحداث فى أفغانستان وسيطرة حركة طالبان علي العاصمة كابول في وقت قصير لفرض نفوذها هناك، أقامت حركة طالبان تحت أنظار العالم أجمع، مؤتمرها الصحفي الأول، لتتحدث عن العهد الجديد وخطط المستقبل في أفغانستان.
وتأتي سيطرة طالبان السريعة على كابل في أعقاب قرار بايدن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد حرب دامت 20 عاما وقال الرئيس الأمريكي إنها تكلفت أكثر من تريليون دولار.
وسيطرت حركة طالبان، على القصر الرئاسي في العاصمة الأفغانية كابول، وغادر الرئيس الأفغاني أشرف غني، إلى طاجيكستان، يوم الأحد، بعدما استقال من حكم البلاد، فيما أضحت حركة طالبان على مشارف العاصمة كابل، مستفيدة من الفراغ الذي خلفه الانسحاب العسكري الأميركي من البلاد.
وتداولت وسائل الإعلام مشاهد ركوب الرئيس الأفغاني، الطائرة للرحيل عن بلاده، على خلفية وصول مسلحي حركة "طالبان" إلى مشارف العاصمة كابل.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأفغاني، إن الرئيس غنى، كبل أيادينا ولاذ بالفرار خارج البلاد، بحسب قناة "سكاى نيوز عربية".
يأتي ذلك فيما أعلنت الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة لن تراجع خططها العسكرية في أفغانستان ما لم تتخذ حركة "طالبان" خطوات تمس بعمليات إجلاء رعايا الولايات المتحدة من كابل.
وأعلن الناطق باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، من العاصمة الأفغانية كابل، عن أهداف الحكومة الجديدة، بعد سيطرة الحركة بالكامل على البلاد.
وقال ذبيح الله مجاهد: "تهانينا للشعب الأفغاني وأرجو له مستقبلا لامعا، فالحرية وتحقيق الاستقلال هو من الحقوق المشروعة لكافة البلدان"، مؤكدا أن "إمارة أفغانستان الإسلامية بعد تحقيق استقلالها، لن تقوم بتصفية حسابات مع أي أطراف في أفغانستان"، مشيراً إلى أن أفغانستان لن تستخدم من أجل إلحاق الضرر بالآخرين، ومتعهدا بأن لا تستخدم الأراضي الأفغانية ضد الآخرين، بحسب سكاي نيوز عربية، موضحًا أنه "بالنسبة لنا لا نريد خوض أي حرب في أفغانستان، ووفق زعيم حركة طالبان، اتخذنا قرار العفو عن الآخرين، عفونا عن الجميع".
وخص بالذكر المواطنين الذين عملوا مع الحكومة الأمريكية، مثل المترجمين وغيرهم، وأشار إلى أن طالبان تعفو عنهم جميعا، وقال: "نعفو عن آلاف الجنود الذين حاربونا 20 عاما".
وأضاف "نعلن اليوم اكتمال وانتهاء عداوتنا لكل من واجهنا في أفغانستان، ولا بد أن نقول بأننا نمر في فترة تاريخية حاليا".
وأشار مجاهد في المؤتمر الصحفي: "ما نبتغيه هو أن يطمئن الإعلام ودول العالم، بأننا نجري مشاورات مهمة، من أجل تشكيلة آلية سياسية لإقامة نظام إسلامي في أفغانستان".
وأضاف "السفارات والبعثات الدبلوماسية مؤمنة، ونواصل تأمينها، ونطمئن ممثلي البعثات الدبلوماسية بأنهم لن يتعرضوا لأذى".
وقال مجاهد إن طالبان لا تريد حدوث فوضى في كابل خلال الأيام المقبلة، وأن الحركة طلبت من مسلحيها أن يبقوا على مداخل كابل، حتى يتم نقل السلطة بشكل سلمي، مؤكدا أن "الحكومة السابقة خذلتنا، وأخلت المؤسسات دون إخبارنا، هم فروا وتركوا أعمالهم ومهماتهم، وهو ما سمح للمشاغبين وقطاع الطرق لإحداث الفوضى".
كما أشار مجاهد إلى أنه سيكون هناك "حضور نشط للمرأة الأفغانية، ونطمأن العالم بان حقوق المرأة محفوظة وفق الشريعة الإسلامية"، مشيرا إلى أن المرأة سيسمح لها بالعمل في البلاد، موضحًا بأن الحكومة الجديدة ستعمل على خدمة مصالح الناس، ولن تسمح لأي جهة بإثارة النعرات الإثنية.
وطلب المتحدث باسم طالبان من المجتمع الدولي "المساعدة"، عبر الاستثمار والدعم المادي، حتى تتمكن البلاد من الحصول على دخل إضافي لإنهاء تجارة وزراعة المخدرات.
واحتشد آلاف المدنيين الراغبين بالفرار من أفغانستان في مطار العاصمة كابل، بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة، مما دفع الجيش الأمريكي إلى تعليق عمليات الإجلاء مع تعرض الرئيس الأمريكي جو بايدن لانتقادات متصاعدة بشأن انسحابه من ذلك البلد الذي تمزقه الحرب.
وتدفقت حشود على المطار سعيا للفرار، ومن بينهم من تعلق بطائرة نقل عسكرية أمريكية بينما كانت تسير على المدرج.
وقال مسؤول أمريكي إن القوات الأمريكية أطلقت النار في الهواء لردع الأشخاص الذين حاولوا شق طريقهم نحو رحلة جوية عسكرية لإجلاء الدبلوماسيين الأميركيين وموظفي السفارة.
وكما ذكرت تقارير إعلامية فإن قوات الأمن الأفغانية، التي تم بناؤها وتدريبها على مدار عقدين من الزمان، بتكلفة بلغت 83 مليار دولار قد انهارت ليصبح المستفيد النهائي من الاستثمار الأمريكي هو طالبان.
ووفق التقارير لم تستول طالبان على القوة السياسية الأفغانية فقط، ولكن أيضا على القوة العسكرية والتسليحية التي قدمتها الولايات المتحدة للحركة الإرهابية، من البنادق والذخيرة والمروحيات.
واستولت طالبان على مجموعة من المعدات العسكرية الحديثة، عندما اجتاحوا مراكز القوات الأفغانية التي فشلت في الدفاع عن مراكز المقاطعات.
هذا وقد أنفقت أمريكا ما يقرب من 145 مليار دولار على محاولة إعادة بناء أفغانستان، حيث تم تخصيص حوالي 83 مليار دولار لتطوير ودعم قوات الجيش والشرطة، وفقا لمكتب المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان، وهو جهاز رقابي أنشأه الكونغرس وتتبع الحرب، وبالإضافة لمبلغ 145 مليار دولار، أنفقت أميركا 837 مليار دولار في خوض الحرب في أفغانستان، التي بدأت بغزو في أكتوبر 2001.
ويعتبر مبلغ 83 مليار دولار المستثمر في القوات الأفغانية على مدى 20 عاما، هو ما يقرب من ضعف ميزانية العام الماضي لكامل مشاة البحرية الأميركية، وهو أكثر بقليل مما خصصته واشنطن العام الماضي لمساعدة قسائم الطعام لنحو 40 مليون أمريكي خلال أزمة كورونا.
وسيصب استثمار عشرات المليارات، لصالح حركة طالبان، التي ستستفيد من كل الأسلحة والطائرات والمراكز والتجهيزات، لتفرض نفوذها بقوة في المنطقة.
جدير بالذكر أن طالبان شنت هجوماً شاملاً على القوات الأفغانية أوائل مايو، مستغلةً بدء انسحاب القوات الأجنبية وقد سيطرت الحركة على مناطق ريفية شاسعة، خصوصاً في شمال أفغانستان وغربها، بعيداً من معاقلها التقليدية في الجنوب.
وتقدّمت طالبان بوتيرة سريعة في الأيام الأخيرة وفي أسبوع واحد، سيطرت على عشرة من أصل 34 عاصمة ولاية أفغانية، سبع منها في شمال البلاد، وهي منطقة كانت دائماً تتصدى للحركة في الماضي.
وعلى مدى سنوات، يستمر القتال بين مسلحي طالبان وقوات الأمن الحكومية الأفغانية، ولكن في الأشهر الأخيرة تمكنت هذه الحركة المتطرفة من السيطرة على مساحات واسعة من أراضي أفغانستان بما في ذلك العديد من المدن الهامة.