جيش جديد.. 3 سيناريوهات للسلاح الأمريكي في يد طالبان

الجمعة 20/أغسطس/2021 - 02:53 م
طباعة جيش جديد.. 3 سيناريوهات علي رجب
 

"ما أشبه الليلة بالبارحة"، عبارة تلخص ما يدور في أفغانستان من علاقات وصراع الميليشيات والحركات المسلحة مع واشنطن، اليوم عاد طالبان إلى السلطة مجددا، ولكن هذه المرة بمكاسب عديدة أبرزها الحصول على الأسلحة الأمريكية المقدمة للجيش الأفغاني والتي تركتها القوات الأمريكية بعد انسحابها.

الأسلحة الأمريكية في يد طالبان

و أنفقت الولايات المتحدة المليارات في تزويد الجيش الأفغاني بالأدوات اللازمة لهزيمة طالبان ، لكن الاستسلام السريع للقوات المسلحة يعني أن الأسلحة تغذي الآن النجاحات المذهلة للحركة المتشددة.

وبينما أخذت القوات الأمريكية معهم معدات "متطورة" عند انسحابها حصلت حركة طالبان الإرهابية، على "مركبات وعربات همفي وأسلحة صغيرة وأسلحة خفيفة ، وكذلك آلاف الصناديق من الذخيرة، تقديم السلاح الأمريكي هدية لحركة طالبان يعيد تكرار سيناريو حصول مسلحو طالبان عل صواريخ "ستينغر" والتي قدمتها واشنطن لـ"المجاهدين" في الحرب ضد الاتحاد السوفيتي، ثم لاحقا استخدمت ضد لصالح الأمريكية.

ولعبت صواريخ ستينغر الأمريكية من ضمن الأسلحة المضادة للطائرات والتي تطلق من على الكتف وتعرف بنظام الدفاع الجوي المحمول من جانب الأفراد، دورا حاسما في إنهاء في حرب "المجاهدين" الأفغان ضد الجيش الأحمر السوفيتي.

 

ويرى مراقبون أن الانسحاب الأمريكي وترك أسلحة متطورة في أفغانستان، أعطت طالبان دفعة هائلة وان يكون لها اليد العليا في البلاد.

وهو السيناريو ذاته الذي تكرر بعد سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على الموصل في يونيو 2014، باستلاء التنظيم الارهابي على أسلحة أمريكية كانت مقدمة للجيش العراقي، واستخدمت ضد حلفاء ومصالح واشنطن في العراق وسوريا.

 

غموض مصير الأسلحة وشبح الموصل

مصير الأسلحة الأمريكية التي وقعت في يد طالبان الإرهابية يكتنفه الغموض، وسط مخاوف من وقوع هذه الأسلحة في يد تنظيمات إرهابية أبرزها تنظيم "قاعدة الجهاد" الحليف الأبرز لحركة طالبان في افغانستان، بالإضافة إلى وجود تنظيم "داعش" الارهابي.

الصور المتداولة تثبت حصول على طالبان الإرهابية على كميات كبيرة جدا من الأسلحة بمئات الملايين من الدولارات منها أسلحة متطورة كطائرات المراقبة والاستطلاع الأمريكية بدون طيار، ومركبات محمية الكمائن المقاومة للألغام (MRAP) وطائرات بدون طيار وسيارات هامفي.

والحركة استخدمت هذه الأسلحة في العلميات العسكرية في وصولها إلى كابل، وهي لن تتراجع في استخدامها ضد أي تدخل أمريكي مستقبلا، وكذلك ستساهم في دعم موقف طالبان في السلطة.

وسقطت 99% من مركبات الجيش الأفغاني في يد طالبان، ونحو مليون مسدس، بالإضافة إلى أكثر من 600 ناقلة جند مدرعة من طراز M1117 ، يشمل ذلك حوالي 8500 عربة همفي (مركبات عسكرية على الطرق الوعرة) - العمود الفقري السابق للقوات المسلحة الأفغانية.

وهناك أيضًا حوالي 150 مركبة عالية التقنية محمية من نوع "MaxxPro" وما يصل إلى 100000 مركبة للطرق الوعرة مطورة للشرطة الأفغانية من طرازات Toyota Hilux و Ford Ranger.

بالإضافة إلى ذلك ، كان لدى الجيش الأفغاني حوالي 1000 مركبة قتال مشاة ودبابة وعربة مدرعة من المخزونات السوفيتية ، والتي أصبحت الآن مملوكة لحركة طالبان.

كما ذهبت جميع الطائرات إلى الحركة وتمتلك طالبان الآن 68 طائرة هليكوبتر هجومية خفيفة من نوع MD 500 "Defender" ، و 19 طائرة قتالية برية برازيلية من نوع A-29 وما يصل إلى 16 مروحية نقل أسطورية من طراز Blackhawk.

هناك أيضًا أربع طائرات نقل ثقيل من سلسلة C-130 "Hercules" وأكثر من 100 مروحية نقل وهليكوبتر هجومية روسية وسوفيتية (Mi-17 و Mi-24).

 

وفي يوليو الماضي حذرت تقارير روسية من حصول تنظيم "داعش" الارهابي على أسلحة امريكية تستخدم لاستهداف دول الجوار الأفغاني وحلفاء روسيا.

وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، اعرب عن قلقه من انتشار تنظيم "داعش" الإرهابي، في شمال أفغانستان، بعد الانسحاب الأمريكي من البلاد، وفقا لوكالة إنترفاكس للأنباء.

 

بيع أسلحة الأمريكية إلى خصوم واشنطن

غموض مصير الأسلحة الأمريكية سيمثل شبحا جديدا للأمريكيين وسيذكرهم كيف أخفقوا في أفغانستان، ليس فقط في استخدام طالبان لهذه الأسلحة في مواجهة واشنطن، ولطكن أيضا الاستثمار في هذه الأسلحة ببيعها لدول تسعى لمعرفة أسرار صناعة السلاح الأمريكي

والأخطر في حصول على هذه الحركة على بيع الأسلحة الأمريكية إلى خصوم واشنطن، كروسيا والصين وإيران وهو ما يعني  حصول هذه الدول على تكنولوجيا وأسرار صناعة السلاح الأمريكي خاصة في مجال "طائرات بدون طيار".

فيما يبدو أن الانسحاب الأمريكي السريع، قدم جوائز كبيرة، لحركة طالبان، ومنحها دعما عسكريا لا محدود ومئات الملايين من الدولارات في مواجهة أي تحديات عسكرية مستقبلة.

شارك