مع صعوبات عمليات الإجلاء فى كابول.. يد الإمارات تمتد لإنقاذ الموقف باستضافة 5 آلاف أفغاني

السبت 21/أغسطس/2021 - 05:55 ص
طباعة مع صعوبات عمليات أميرة الشريف
 
بعد توقف دام لساعات بسبب عدم قدرة القاعدة الأمريكيّة في قطر على استيعاب المزيد من الأشخاص، استؤنفت عمليّات إجلاء المدنيّين من مطار كابل، حيث كشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، تفاصيل عملية إجلاء تمت خارج أسوار مطار العاصمة الأفغانية كابول.
هذا وقد سيطرت حركة طالبان، على القصر الرئاسي في العاصمة الأفغانية كابول، وغادر الرئيس الأفغاني أشرف غني، إلى طاجيكستان، يوم الأحد، بعدما استقال من حكم البلاد، فيما أضحت حركة طالبان على مشارف العاصمة كابل، مستفيدة من الفراغ الذي خلفه الانسحاب العسكري الأمريكي من البلاد.
والثلاثاء احتشد آلاف المدنيين الراغبين بالفرار من أفغانستان في مطار العاصمة كابل، بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة، مما دفع الجيش الأمريكي إلى تعليق عمليات الإجلاء مع تعرض الرئيس الأمريكي جو بايدن لانتقادات متصاعدة بشأن انسحابه من ذلك البلد الذي تمزقه الحرب.
وتدفقت حشود على المطار سعيا للفرار، ومن بينهم من تعلق بطائرة نقل عسكرية أمريكية بينما كانت تسير على المدرج.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، إن الجيش استخدم 3 طائرات هليكوبتر عسكرية لنقل 169 أمريكيا إلى المطار في كابول من مبنى يبعد عن المطار 200 متر فقط.
وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي، إنه تم اتخاذ قرار إجلاء الـ169 أمريكيا باستخدام طائرات الهليكوبتر، الخميس الماضي، بسبب عدم استطاعتهم الوصول إلى بوابة المطار.
وأوضح أن العملية تمت أمس الجمعة، وقامت الطائرات الهليكوبتر بنقلهم من فندق بارون القريب، وتابع "تم إنقاذ الـ169 أمريكيًا وذكرهم الرئيس جو بايدن خلال خطاب ألقاه في وقت سابق أمس الجمعة".
وذكر مسؤول أمريكي عدم مغادرة أي رحلات إجلاء أميركي مطار كابل ، بسبب امتلاء مرافق الإجلاء في قطر، مؤكدا أنه يتم حاليا توسيع الرحلات إلى مناطق أخرى، خاصة قاعدة رامشتاين في ألمانيا.
وتهدف الولايات المتحدة لتكثيف جهود إجلاء آلاف الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر تحت حكم حركة طالبان.
وفي وقت سابق ، قال مسؤول أمريكي، إن هناك حوالي 5800 جندي أمريكي حاليا في مطار العاصمة الأفغانية كابول للمساعدة في جهود الإجلاء.
فيما أصدر لويد أوستن وزير الدفاع أوامر بتوجيه حوالي 6000 جندي إلى كابول، وهو عدد من المتوقع الوصول إليه في الأيام المقبلة.
و تشارك طائرات من العالم بأسره في جسر جوي يقوم منذ الأحد بإجلاء دبلوماسيين وأجانب وأفغان من مطار كابول، الذي تسيطر حركة طالبان بشكل محكم على محيطه.
وفي سياق عملية الإجلاء، أكد البيت الأبيض، أن واشنطن قامت بإجلاء حوالي 3 آلاف شخص من مطار كابول.
وأوضح البيت الأبيض في بيان، أنه تم إجلاء حوالي 9 آلاف شخص من أفغانستان منذ 14 أغسطس الجاري.
من جهتها أعلنت الخارجية البحرينية، أن المملكة تسهم إلى جانب شركائها الدوليين، في دعم جهود الإغاثة في أفغانستان، وتسهيل عملية الإجلاء، من خلال إتاحة المجال أمام الرحلات الجوية، للاستفادة من موقع المملكة كنقطة مرور.
وكانت قد أعلنت الخارجية الإماراتية أن دولة الإمارات، وافقت على استضافة خمسة آلاف أفغاني ممن تم إجلاؤهم من أفغانستان قبيل توجههم إلى دول أخرى وسيتم إجلاء الأفغان من كابل إلى الإمارات على متن طائرات أمريكية.
كما قامت الإمارات بتسهيل عمليات الإجلاء لنحو ثمانية آلاف وخمسمئة شخص أجنبي من أفغانستان بطائرات إماراتية وعبر مطاراتها.
وأكدت دولة الإمارات بأنها تدعم الحلول السلمية والمتعددة الأطراف وتواصل العمل مع الشركاء الدوليين لمساعدة أفغانستان.
في سياق متصل،  قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن الوضع يتحسن تدريجيا في مطار كابل، مضيفا أن بلاده تمكنت من إجلاء ألفي شخص من أفغانستان منذ يوم الخميس.
وكانت وجهت صحيفة "بيلد" الألمانية انتقادات حادة لحكومة البلاد بسبب "فشلها في إجلاء موظفي الدعم الأفغان" قبل سيطرة حركة "طالبان" على العاصمة الأفغانية كابل.
وأفادت الصحيفة بأن الجيش الألماني شحن ما يقرب من 65 ألف علبة بيرة و340 زجاجة نبيذ إلى ألمانيا أثناء استكمال انسحاب قواته من أفغانستان في نهاية يونيو، لكن المئات من الموظفين الأفغان وأفراد أسرهم لم يحصلوا على تأشيرة ولم يتم إجلاؤهم على الفور، على الرغم من تقدم "طالبان" في جميع أنحاء البلاد.
وأوضحت الصحيفة في مقال تحليلي أن "أولئك الذين عملوا لسنوات عديدة لفائدة ألمانيا وخاطروا بحياتهم من أجلها قيمتهم على ما يبدو أقل من علب الجعة".
وانتقد كريستوف هوفمان، النائب عن الحزب الديمقراطي الحر المعارض، وزير الخارجية هايكو ماس لارتكابه "أخطاء فادحة وفشله في إعطاء الأولوية لإجلاء الأفغان" الذين عملوا في الوزارات والوكالات الألمانية لسنوات عديدة.
وقال للصحيفة: "إنه لأمر مخز"، مضيفا أن الحكومة الفيدرالية "فشلت في تقييم الوضع بدقة" في أفغانستان في الشهرين الماضيين.
هذا وتقترب الولايات المتحدة من انتهاء عملية سحب قواتها من أفغانستان التي غزتها منذ 20 عاما بذريعة مكافحة تنظيم "القاعدة" في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.

شارك