"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الأحد 22/أغسطس/2021 - 10:30 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 22 أغسطس 2021.

مقتل خبير إيراني و9 قياديين حوثيين بغارة في مأرب

قتل خبير إيراني و9 قياديين  في ميليشيات الحوثي الإرهابية بغارة جوية لمقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن استهدفتهم في مديرية «صرواح» غربي محافظة مأرب، فيما لقي عدد من عناصر الميليشيات مصرعهم بنيران الجيش اليمني غربي محافظة تعز، كما أسقط الجيش طائرة مسيرة أطلقتها الميليشيات أثناء تحليقها في صحراء «البُقع» بمحافظة صعدة، جاء ذلك بينما، عثرت هندسية القوات المشتركة على حقل ألغام زرعته الميليشيات الإرهابية على مساحة واسعة في المدخل الشرقي لمدينة الحديدة.
وأفادت الحكومة اليمنية، أمس، بمقتل خبير إيراني ومعه 9 آخرين ينتحلون رتبة «عقيد»، إثر غارة جوية شنتها مقاتلات تحالف دعم الشرعية على مواقع ميليشيات الحوثي الإرهابية في محافظة مأرب، شرقي البلاد.
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إن حيدر سيرجان أحد الخبراء الإيرانيين، ومعه 9 آخرين منهم موسى القحازي وأحمد السحاري، قتلوا أمس الأول، إثر غارة للتحالف في جبهة صرواح، غربي مأرب».
وأشار إلى أن «هذه الخسائر تؤكد حجم مستوى الانخراط الإيراني ودوره المزعزع لأمن واستقرار البلاد».
وأوضح الإرياني أن «الخبير حيدر سيرجان، يعمل في مجال التدريب والتأهيل وهو خبير في إعداد الخطط التكتيكية القتالية وعمل خبيراً في جبهات الساحل الغربي حتى 5 يونيو الماضي، من ثم جرى إرساله إلى جبهات مأرب».
واعتبر المسؤول الحكومي أن «إرسال إيران مئات الخبراء من الحرس الثوري، وقيادة العمليات العسكرية ميدانياً، وتهريب مختلف أنواع الأسلحة ومنها الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، يؤكد طبيعة المعركة باعتبارها امتدادا للمشروع التوسعي الإيراني في المنطقة وترسيخا لنفوذها».
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بإصدار مواقف حازمة إزاء التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني، ودورها في تصعيد العمليات العسكرية وتقويض جهود التهدئة وإحلال السلام، ومسؤوليتها عن استمرار نزف الدم، وتفاقم المعاناة الإنسانية لليمنيين.
في غضون ذلك، لقي عدد من عناصر ميليشيات الحوثي المتمردة مصرعهم، أمس، بنيران الجيش اليمني، غربي محافظة تعز، جنوب غرب البلاد.
واستدرجت قوات الجيش، مجموعة من عناصر الميليشيات الحوثية، كانت تحاول التسلل باتجاه مواقع في جبهة «الطوير»، في محيط مديرية «مقبنة»، واستهدفتها.
وأسفر الاستهداف عن مصرع وجرح عدد من عناصر الميليشيات فيما لاذ البقية بالفرار. وكانت قوات الجيش نفذت، أمس الأول، عملية إغارة ناجحة، على مواقع للميليشيات الحوثية شمال غربي مدينة تعز، أسفرت عن تكبد الحوثيين خسائر كبيرة في العدد والعدة.
إلى ذلك، أسقط الجيش اليمني، طائرة مسيرة أطلقتها ميليشيات الحوثي أثناء تحليقها في صحراء البُقع، بمحافظة صعدة.
 وقال مصدر ميداني: إن الطائرة المسيرة تم إسقاطها في إحدى النواحي القريبة من «سوق البقع»، وكانت محملة بالمتفجرات لاستهداف مواقع الجيش في المنطقة.
 وأكد المصدر أن الجيش تمكن من رصد تحليق الطائرة الحوثية التي كانت تطير باتجاه هدفٍ مرسوم، ثم جرى استهدافها بالشكل المناسب وإسقاطها قبل وصولها لهدفها.
 وبحسب المصدر، كانت قوات الجيش قد خاضت مواجهات في وقت سابق ضد الميليشيات الحوثية في سلسلة جبال «رشاحة»، أسفرت عن تكبيد الميليشيات خسائر مادية وبشرية.
وفي الساحل الغربي، عثرت هندسية القوات المشتركة على حقل ألغام زرعته الميليشيات الحوثية على مساحة واسعة في المدخل الشرقي لمدينة الحديدة، بداية من «قوس النصر» وذلك في إطار جهودها لمسح المناطق التي يمر عبرها خط أنبوب مياه الشرب الرئيسية للمدينة، بعد اكتشاف شبكة ألغام ملفوفة بالأنبوب أمام شركة مطاحن البحر الأحمر.
 وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة أن حقل الألغام يمتد على كامل محيط «قوس النصر»، مشيراً إلى أن فريقاً هندسيا انتزع وفكك 19 عبوة تحوي مواد شديدة الانفجار، من أعمدة وأرضية «قوس النصر». ولفت إلى أن الفريق الهندسي يحتاج وقتاً لتطهير منطقة قوس النصر، مشيراً إلى أن مساحة الحقل واسعة فضلاً عن أن قناصة الميليشيات الحوثية المتمركزة في مواقعها شرق وشمال شرق «كيلو 16» تحاول إعاقة جهوده. 
 وكان فريق هندسي عثر على شبكة ألغام مطلع الأسبوع زرعتها ميليشيات الحوثي في محيط أنبوب مياه الشرب الرئيسي لمدينة الحديدة، وتحديداً أمام شركة مطاحن البحر الأحمر الكائنة في شارع صنعاء، الأمر الذي يكشف مدى إجرامها.  يشار إلى أن هندسية القوات المشتركة وبرنامج «مسام» حققا خلال ثلاثة الأعوام الماضية نجاحات كبيرة في تطهير حقول وشبكات ألغام زرعتها ميليشيات الحوثي التابعة لإيران في مناطق الساحل الغربي.
ورغم النجاحات الكبيرة لا تزال ألغام الميليشيات تشكل كابوساً يؤرق أهالي الساحل الغربي، حيث حصدت أرواح الكثير من أبنائهم.

تحذيرات من «منهج مفخَّخ» ينتظر الطلاب في المدارس
حذر معلمون في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، أهالي الطلاب من منهج مفخخ ينتظر أبناءهم في المدارس، مع بدء العام الدراسي الجديد.
 وأكد المعلمون أن الميليشيات الحوثية حشت المنهج الدراسي والمقررات المنهجية للتعليم في مراحل التعليم الأساسية بالأفكار والمعتقدات التي تهدد بتفخيخ عقول النشء من الطلاب.
 وبحسب المعلمين، فإن القانون اليمني يجرم هذه التجاوزات، ويفرض عقوبات على استغلال الوظيفة أو تعطيلها أو الامتناع عن أدائها أو تركها أو الإخلال بانتظامها، لكن الميليشيات الحوثية أصبحت هي من تسوس هذه التجاوزات لتفخيخ عقول الطلاب.  وكانت الميليشيات المدعومة من إيران قد أضفت تعديلات جذرية على المناهج الدراسية خاصة لطلاب المرحلة الأساسية، في مسعى منها لتشكيل جيل متطرف يدين بالولاء المطلق لها.
وفي الـ 19 من أغسطس الجاري حذرت منظمة «اليونسيف» للطفولة، ميليشيات الحوثي من إخضاع التعليم للاستخدام السياسي أو الطائفي، ونفت أن تكون لها أي صلة بطباعة المناهج الطائفية الجديدة.

الحوثيون يعتزمون تهجير 315 أسرة يمنية بالساحل الغربي

أبلغت ميليشيات الحوثي الانقلابية، سكان قريتين في الساحل الغربي شمالي محافظة الحديدة بمغادرة منازلهم خلال شهر بدءاً من مطلع أغسطس الجاري، فيما تم العثور على حقل ألغام زرعته ميليشيات الحوثي على مساحة واسعة في المدخل الشرقي لمدينة الحديدة.

وقالت مصادر إعلامية يمنية، أمس السبت، إن ميليشيات الحوثي تعتزم تهجير سكان قريتين شمالي محافظة الحديدة بمغادرة منازلهم، وذلك باستمرار انتهاكاتها حقوق المدنيين في اليمن من جانب الميليشيات.

وأكدت المصادر أن الميليشيات، أمهلت أهالي قريتي دير عفيف والزوطية 30 يوماً لإخلاء المنطقة، موضحة أن القرار يستهدف تهجير نحو 175 أسرة تقطن قرية دير عفيف شرقي محطة رأس كثيب، بجانب 140 أسرة في قرية الزوطية على بعد 4 كم شمالي المحطة.

وتحيط الميليشيات قرى ساحل الحديدة شمالاً بإجراءات أمنية مشددة من بينها جمع بيانات جميع الزوار والسائقين، وعدم العبور إلا ببلاغات أمنية، إضافة إلى منع آلاف الصيادين من مزاولة أعمالهم في هذا الشريط الساحلي بعد أن أصبح محاصراً بحقول الألغام البحرية والبرية.

في غضون ذلك، أعلنت القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن، العثور على حقل ألغام زرعته ميليشيات الحوثي على مساحة واسعة في المدخل الشرقي لمدينة الحديدة.

وأوضح إعلام القوات المشتركة، أن فريقها الهندسي، عثر، أمس السبت، على حقل ألغام زرعته الميليشيات الحوثية على مساحة واسعة في المدخل الشرقي لمدينة الحديدة غربي اليمن، بداية من قوس النصر، وذلك في إطار جهودها لمسح المناطق التي يمر عبرها خط أنبوب مياه الشرب الرئيسية للمدينة بعد اكتشاف شبكة ألغام ملفوفة بالأنبوب أمام شركة مطاحن البحر الأحمر.

وأضاف: «إن حقل الألغام يمتد على كامل محيط قوس النصر، وأن فريقاً هندسياً انتزع وفكك في الساعات الماضية 19 عبوة زِنَة الواحدة 6 هنش تحوي مواد شديدة الانفجار، من أعمدة وأرضية قوس النصر»، لافتاً إلى أن الفريق الهندسي يحتاج وقتاً لتطهير منطقة قوس النصر.

وأشار إعلام القوات المشتركة إلى أن مساحة الحقل واسعة، فضلاً عن أن قناصة الميليشيات الحوثية المتمركزة في مواقعها شرق وشمال شرقي كيلو 16 تحاول إعاقة جهود الفرق الهندسية.

وكان فريق هندسي، عثر على شبكة ألغام مطلع الأسبوع زرعتها ميليشيات الحوثي في محيط أنبوب مياه الشرب الرئيسي لمدينة الحديدة، وتحديداً أمام شركة مطاحن البحر الأحمر الكائنة في شارع صنعاء.

من جانب آخر، أعلن الجيش اليمني عن إسقاط دفاعات الجو التابعة له، أمس، طائرة مسيرة في صحراء البقع بمحافظة صعدة، شمالي البلاد، أطلقتها ميليشيات الحوثي.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، عن قائد القطاع الرابع الرائد عزام عباد قوله: «إن دفاعات الجيش الوطني (أرض جو) تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة بالقرب من «سوق البقع» كانت محملة بعبوات متفجرة»، مشيراً إلى أن ضربات الجيش كانت دقيقة وسريعة نحو الطائرة المسيرة والتي أفقدتها القدرة على الوصول إلى هدفها.

3 ملايين طفل بلا تعليم في اليمن

في ظل ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة، جراء استمرار الصراع وتراجع قيمة العملة المحلية، بدأ العام الدراسي الجديد في اليمن، في ظل عدم تمكّن ثلاثة ملايين طفل من الالتحاق بالمدارس. ومع بدء العام الدراسي، فوجئ الآباء بارتفاع رسوم التسجيل للعام الدراسي الجديد بشكل خيالي، جراء الرسوم التي تفرضها ميليشيا الحوثي على المدارس الخاصة، فيما عجز الكثير من أولياء الأمور عن دفع متأخرات الأقساط للمدارس الأهلية عن العام الدراسي الماضي.

ويقول يحيى الموظف في محافظة ذمار، إنّه لم يستطع إلحاق بناته الثلاث وابنه بالمدارس لأنّ الرسوم في المدارس الأهلية تزيد على المائة والخمسين ألف ريال للطالب. ويضيف: قررت وزوجتي إبقاء أطفالنا في المنزل، ذهابهم للمدارس الحكومية بلا فائدة فالمعلمون تركوا المدارس، ومن أتت بهم ميليشيا الحوثي غير مؤهلين، فضلاً عن أنهم يعملون وفق أجندة طائفية.

وفيما تشير هبة وهي معلمة في صنعاء، إلى اضطرارها تسجيل ابنتها في إحدى المدارس الحكومية بسبب عدم قدرتها دفع الرسوم الدراسية جراء انقطاع الرواتب، قرّر فؤاد وهو موظّف حكومي، إبقاء أبنائه الأربعة في المنزل، إذ لا يمتلك المال لدفع متأخرات المدرسة الأهلية، ولا يستطيع أيضاً إدخالهم مدرسة حكومية لأنّ وثائقهم محتجزة كضمان لدفع المديونية للمدرسة.

ويروي الصيدلي منذر الصامت، مأساته المتمثلة في تسبّب تضييق الميليشيا على الصيدليات والجبايات التي تفرضها في إغلاق صيدليته. يشير الصامت إلى أنّ لديه ستة أطفال أدخلهم قبل عامين مدارس حكومية، إلّا أنّه عجز هذا العام عن دفع الرسوم التي ارتفعت وبشكل جنوني، الأمر الذي أجبره على إبقاء بناته في البيت. يسرد الآباء ظروفهم بفيض من الحزن وقيض من الأمل، أبناء قابعون في المنازل، تراكم ديون، وانقطاع رواتب وغلاء طاحن حرم الأسر من توفير أبسط المتطلبات.

استياء يمني من استمرار الانقلابيين في «حوثنة» المناهج الدراسية

أثار استمرار الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في «حوثنة» المناهج الدراسية وتحويلها إلى وسائل لاستقطاب الطلبة وغسل أدمغتهم تمهيدا لتجنيدهم استياء واسعا في الشارع اليمني على المستوى الشعبي والرسمي، في حين نفت منظمة اليونيسيف علاقتها بالطباعة والتوزيع بعد أن وجه لها ناشطون يمنيون تهما بالتمويل.

وكان ناشطون يمنيون بثوا قبل أيام على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لغلاف مقرر التربية الوطنية للصف الثامن من التعليم الأساسي (الثاني الإعدادي) بعد أن ضمنته الميليشيات صورة لأحد قادتها القتلى في 2016 إلى جانب مسلحين يحملون صواريخ محمولة على الكتف.

وخلال سنوات الانقلاب على الشرعية في اليمن أوكلت الميليشيات الحوثية مهمة السيطرة على قطاع التربية والتعليم ليحيى الحوثي شقيق زعيمها الذي قام بدوره بإطاحة كافة القيادات التربوية من مناصبهم وصولا إلى مديري ومديرات المدارس وحتى المعلمين والمعلمات وأحل مكانهم عناصر معبأة طائفيا تدين بالولاء للجماعة وأفكارها.

كما أوكلت الجماعة الانقلابية إلى عناصرها الجدد في قطاع التربية والتعليم مهمة تغيير المناهج الدراسية، لا سيما مقررات التربية الوطنية والتاريخ وكذا مقررات التربية الإسلامية واللغة العربية، وانتهاء بـ«حوثنة» مقررات الحساب لطلبة الصفوف الأولى.

وتطمح الميليشيات الحوثية - كما يرى مراقبون - إلى تغيير هوية المجتمع اليمني وتشكيل جيل جديد يدين لها بالولاء ويعتنق أفكارها المتطرفة، فضلا عن المساعي لتحويل نحو خمسة ملايين طالب وطالبة إلى مخزون بشري تستغله في عمليات التعبئة والتجنيد للقتال ونشر الأفكار الخمينية.

وكانت تقارير محلية ودولية أشارت إلى قيام الجماعة الانقلابية بتجنيد الآلاف من طلبة المدارس للقتال، في حين أحصى أحدث تقرير حقوقي مقتل المئات منهم خلال السنة الجارية في عدد من جبهات القتال.

ومع استمرار الميليشيات في عملية «حوثنة» المناهج وتطييفها شن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هجوما على المنظمات الأممية لا سيما منظمة اليونيسيف التي اتهموها بتمويل طباعة المناهج الحوثية الجديدة، وهو الأمر الذي اضطرت معه المنظمة إلى نفي تلك الاتهامات.

وقالت المنظمة في تغريدتين على «تويتر» إنها «لم تشارك في إنتاج أو توزيع الكتب المدرسية في اليمن» وإنها تؤمن «بوجوب ألا يخضع التعليم للاستخدام السياسي أو الطائفي وبوجوب أن يظل التعليم أولوية لضمان مستقبل الأطفال ورفاهيتهم».

وأضافت اليونيسيف أنها «موجودة على الأرض وتقدم الاستجابة في الخطوط الأمامية للأطفال الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء اليمن»، مشيرة إلى أن الأطفال في اليمن «يواجهون تحديات هائلة تؤثر على حقوقهم الأساسية في الصحة والتغذية والتعليم والحماية» وأنه يجب أن تستمر الجهود لمساعدتهم على الحصول على هذه الحقوق.

هذا الاستياء اليمني من تطييف المناهج في مناطق سيطرة الحوثيين امتد إلى الأوساط الرسمية، إذ ندد وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة الشرعية معمر الإرياني، بسلوك الميليشيات المدعومة من إيران واستمرارها فيما وصفه بـ«العبث بالمناهج التعليمية لمختلف المراحل الدراسية في المناطق الخاضعة لسيطرتها».

وقال الوزير اليمني في تصريحات رسمية إن «عبث ميليشيا الحوثي بالمناهج التعليمية يأتي في سياق مساعيها لتزييف وعي الأجيال القادمة، وتعبئتهم بالأفكار الطائفية الدخيلة» على البلاد والمجتمع.

وأشار الإرياني إلى أن هذه الممارسات «تهديد خطير للسلم الأهلي والنسيج الاجتماعي، ونسف لفرص الحوار وإحلال السلام والتعايش بين اليمنيين».

وتابع بالقول: «هذا العبث الخطير بالمناهج امتداد لنهج ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على الدولة في توظيف العملية التعليمية في الصراع، وتحويل فصول ومقاعد الدراسة إلى مصائد لمسخ عقول الأطفال واستدراجهم وتجنيدهم في جبهات القتال، وتحويلهم إلى أدوات لقتل اليمنيين ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة».

وانتقد وزير الإعلام اليمني ما وصفه بـ«صمت المجتمع الدولي وتغاضيه عن الممارسات الحوثية الخطيرة التي تهدد بنسف حاضر ومستقبل اليمن، وتقويض أي فرص للحلول السلمية للأزمة، وتجاهل عمليات تجنيد الميليشيا للأطفال والتي تهدد بخلق جيل من الإرهابيين، وتحويلهم لقنبلة موقوتة تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي». وفق تعبيره.

في غضون ذلك طالب ناشطون وتربويون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي الحكومة الشرعية بتبني برامج تعليمية مضادة في المناطق المحررة للتعريف بخطر الأفكار الحوثية في سياق عملية لتحصين عقول الناشئة من خطر التطييف وصولا إلى تبصيرهم بأهمية مناهضة الانقلاب المدعوم إيرانيا.

يشار إلى أن الجماعة الحوثية لم تكتف فقط بالتركيز على «حوثنة» قطاع التعليم العام فقط، ولكنها نقلت هذه العملية إلى التعليم الجامعي والعالي، سواء من خلال إحلال عناصرها في مفاصله أو فرض مقررات دراسية طائفية، وصولا إلى تغيير أسماء القاعات الدراسية بأسماء قتلاها أو قادتها.

وكان آخر ما قامت به الجماعة الانقلابية تعيين أحد عناصرها في جامعة صنعاء في مهمة الإشراف على خطط رسائل الماجستير والدكتوراه وإقرارها أو رفضها، وهو ما يتنافى مع التقاليد الجامعية المتعارف عليها إذ إن مثل هذه الصلاحيات في إقرار أو رفض هذه الخطط حق حصري لمجالس الأقسام والكليات.

وعبر سنوات من حكم الانقلاب الحوثي أجازت الميليشيات الحوثية العديد من الرسائل الجامعية التي تمجد أفكارها الطائفية وتكرس تاريخ قادتها، وسط تحذيرات الحكومة الشرعية من عدم الاعتراف بمخرجات الجامعات التي تخضع لسيطرة الجماعة أو التصديق على شهاداتها الممنوحة.

الحوثيون يسرّحون 8 آلاف تربوي ضمن خطة تستهدف موظفي القطاع العام

مع بداية عام دراسي صعب على الطلبة اليمنيين وأسرهم ومعلميهم أعطى زعيم الانقلابيين الحوثيين عبد الملك الحوثي الضوء الأخضر لمشرفيه لتنفيذ أكبر عملية تسريح قسري للمعلمين في تاريخ البلاد، بحجة تصحيح مسار العملية التعليمية، حيث أقروا فصل ثمانية آلاف معلم وعامل في قطاع التربية وإحلال عناصر من الموالين للجماعة مكانهم، وذلك ضمن خطة واسعة تشمل تسريح عشرات الآلاف من الموظفين في القطاع العام كانت الميليشيات أقرتها قبل شهرين.
ووفق مصادر عاملة في قطاع التعليم في صنعاء تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، فإن ميليشيات الحوثي أقرت فصل خمسة آلاف معلم في العاصمة صنعاء وثلاثة آلاف آخرين في المحافظات المجاورة، في إطار الخطة التي أقرها ما يسمى المكتب التربوي في تنظيم الميليشيات وبهدف إحكام السيطرة على قطاع التعليم.
وبحسب المصادر، فإن عملية الفصل استهدفت المعلمين الذين هاجروا للبحث عن فرصة عمل بعد قطع رواتبهم للعام الخامس على التوالي، وكذلك الذين فروا من مناطق سيطرة الميليشيات إلى مناطق سيطرة الحكومة، رفضاً لتطييف التعليم، أو هرباً من الاعتقال بسبب معارضتهم لسلطة الميليشيات.
وفي حين أوعزت الميليشيات الحوثية إلى عناصرها من الذكور والإناث كخطوة أولى لتغطية العجز القائم في المدارس نتيجة غياب المعلمين المنقطعة رواتبهم أو الذين فروا من القمع، أفادت المصادر بأن الميليشيات أقرت، نهاية الشهر الماضي، في اجتماع ضم مكتبها التربوي ووزارة الخدمة المدنية وتحت إشراف القيادي واسع النفوذ أحمد حامد المعروف باسم «أبو محفوظ» تثبيت هؤلاء العناصر بدلاً عن المعلمين الذين صنّفتهم الجماعة في صفوف أعدائها.
وتقول المصادر إن عملية التسريح التي أقرتها الميليشيات جزء من خطة أوسع لتسريح أكثر من 160 ألف من موظفي القطاع العام بحجة الإحالة إلى التقاعد أو الانقطاع عن العمل.
المصادر بيّنت أن الميليشيات استبقت هذه الخطوة بإسقاط أسماء عشرات الآلاف من الموظفين من قوائم الرواتب الشهرية بحجة الانقطاع، ومعظمهم ممن رفضوا الانقلاب، وأنها أقدمت على إجراء تغييرات كبيرة على بيانات الموظفين من خلال سيطرتها على وزارة الخدمة المدنية ومركز المعلومات فيها.
وبدأت الميليشيات الحوثية - بحسب المصادر - منذ أيام عملية غربلة جديدة لأسماء المعلمين والعاملين في الإدارات التعليمية قبل إقرار قوائم المستحقين للمكافأة الشهرية (تعادل 50 دولاراً)، التي أقرت صرفها من عائدات الجبايات التي فرضتها على الطلبة في المدارس العامة ومن عائدات ما سمّته صندوق دعم المعلم.
وطبقاً لما ذكرته المصادر، فإن المبالغ التي سيتم جمعها شهرياً من كل طلبة المدارس العامة الذين يبلغ عددهم نحو ستة ملايين طالب ستغطي مبلغ المكافأة الشهرية التي أقرت ميليشيات الحوثي صرفها للمعلمين في مناطق سيطرتها، في حين ستذهب بقية الجبايات التي تضمنتها لائحة صندوق دعم المعلمين لصالح الجهاز التربوي للميليشيات الذي يتولى مهمة تغيير المناهج الدراسية وصبغها بصبغة طائفية.
كما يتوقع أن يتم صرف بقية الجبايات كنفقات للإشراف على إقامة المخيمات والمعسكرات للطلبة لتلقينهم الفكر الطائفي، ومن ثم إلحاقهم بمعسكرات التدريب على استخدام السلاح، كما ستصرف لتغطية نفقات المجاميع التي تتولى مراقبة أداء المدارس والمعلمين والتزام المدارس الخاصة بفصل الذكور عن الإناث وإحياء الفعاليات والمناسبات الطائفية، بما فيها الأنشطة والفعاليات الخاصة بحضّ طلبة المراحل الأساسية على القتال.

شارك