الإخوان والعنف ومحاولة اغتيال الرئيس التونسي
الأحد 22/أغسطس/2021 - 12:02 م
طباعة
حسام الحداد
ذكرت صحيفة "الشروق" التونسية، الأحد 22 أغسطس 2021، أن أجهزة الأمن أحبطت مخططا إرهابيا كان يستهدف الرئيس قيس سعيّد.
وذكرت الصحيفة أن "أحد الذئاب المنفردة كان سينفذ العملية في مدينة ساحلية، وهو رهن التحقيق"، مشيرة إلى أن الإرهابي خطط لاغتيال الرئيس (قيس سعيّد)".
ولم ترد مزيد من التفاصيل حول المحاولة الإرهابية، كما لم يصدر بيان من الرئاسة التونسية على الفور.
وهذه ليست أول مرة يتعرض فيها سعيّد إلى محاولة اغتيال، إذ تحدثت الرئاسة التونسية قبل أشهر عن وجود مخطط لاغتيال الرئيس عن طريق "ظرف مسموم".
وتعليقا على المحاولة، قال سعيّد: "من يريد الحوار لا يذهب للخارج سرا للبحث عن إزالة رئيس الجمهورية بأي شكل من الأشكال حتى بالاغتيال".
وحذر مراقبون من انزلاق حركة النهضة الإخوانية نحو العنف، على خلفية الصراع مع الرئيس التونسي.
ويذكر أنه في بداية الأزمة يوليو الماضي قد صعّد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لهجته ضد المؤسسات التونسية، ملوحاً باستخدام العنف في الشارع من أجل إجبار الرئيس قيس سعيد للتفاوض أو التراجع عن المسار التصحيحي الذي بدأ منذ الخامس والعشرين من يوليو.
وتعليقا على الغنوشي وبعض قيادات النهضة قالت الكاتبة والباحثة ألفة يوسف في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن حركة النهضة ستلجأ إلى العنف.
وأوضحت: "كنا نعرف دوما أنهم راحلون ونتساءل فقط عن ثمن رحيلهم، ففي تاريخ الإخوان لم يخرجوا من أي دولة دون المرور بمربع العنف".
وتابعت: "أتصور أنهم قد يمارسون نوعا من أنواع العنف في تونس بعد كشفهم وتنحيتهم من المشهد السياسي، وأرجو أن لا يكون ثمن إزاحتهم باهظا في شكل مواجهات دموية".
كما تحدث الناشط السياسي زهير حمدي عن التاريخ العنيف للإخوان في المنطقة، وقال إنهم "يلجأون للعنف على امتداد تاريخهم"، داعيا لأن تؤخذ تهديداتهم على محمل الجد لحماية الوطن منهم.
وأضاف حمدي أن "التيار الإخواني لا يتخيل نفسه جزءا من العملية السياسية. كلما اقترب من السلطة في بلد ما سعى للانفراد بها أو الدفع نحو الفوضى".
وتابع:"حاولت حركة النهضة في تونس أن تستأثر بالدولة في 3 محطات سياسية رئيسية طيلة السنوات العشر الماضية، وسيطرت على مقومات الدولة ومؤسساتها وعلى المجتمع".
وذكر الناشط أن "الإخوان في تونس يعلمون أنهم أصبحوا مجرد رقم ضئيل في العملية السياسية لذلك اتجهوا للتهديد، لكن الشعب التونسي لا يخشاهم فهو يذكر جيدا ما فعلوه في البلاد خاصة بين سنوات 2011 و2015 من عنف ودعم للجماعات الإرهابية، كما أنهم كانوا لسنوات طويلة جزءا من تيارات الإرهاب والفساد".
وأكد حمدي أن "حركة النهضة مثل بقية الحركات الإخوانية في العالم العربي لديها حزب وتنظيم وجهاز سري خاص"، مشيرا إلى أن "القضاء في تونس بصدد تتبع هذا الجهاز السري المتورط في قضية اغتيال المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وهو مرتبط بشكل مباشر بمرشد الإخوان في تونس راشد الغنوشي المتورط في عمليات الإرهاب والاغتيالات السياسية".
وتوقع أنه "في حال لم تحقق حركة النهضة مطالبها، وهي العودة للبرلمان، فقد تجنح لآلة العنف بأشكال مختلفة، وهو ما تؤكده دعوات التحريض التي يلوح بها الغنوشي منذ 25 يوليو بحثا عن تعبئة أنصاره والتحريض ضد الشعب التونسي في الداخل، والاستقواء بالدول الأجنبية والدعوة لمحاصرة تونس من الخارج".
وفي السياق ذاته، قال المؤرخ خالد عبيد إن "التلويح بالعنف من جانب الغنوشي يعني أنه لم يستوعب الدرس ولم يفهم أن الوضع بعد 25 يوليو في تونس لن يعود أبدا كما كان قبله، فالغضب الشعبي والنقمة على أداء حركة النهضة فاقت كل الحدود".
وأضاف المؤرخ، أن "تهديدات الغنوشي وجماعته لا تعبر إلا عن تخبطهم وستزيد من انعزالهم عن التونسيين، التهديد بالفوضى والاستنجاد بدول أجنبية في محاولة للاستئساد على تونس مسالة شديدة الحساسية لدى جزء كبير من التونسيين، ولا يمكن أن يغفروها لحركة النهضة".
وحذر عبيد من فرضيات للعنف تمارسها حركة النهضة، وقال: "أعرف جيدا الغنوشي وحاشيته وأعتبر تسريع رئيس الجمهورية في تعيين مختص في مكافحة الإرهاب على رأس وزارة الداخلية معطى إيجابيا، يعكس أن سعيّد يدرك جيدا أن المرحلة الحالية هي مرحلة السلامة الأمنية".
ويأتي المخطط الجديد في وقت تعيش تونس في ظروف استثنائية، بعدما أعلن قيس سعيّد، إقالة حكومة هشام المشيشي وتجميد البرلمان، من أجل الخروج من الأزمات المتلاحقة التي تشهدها البلاد.