لعرقلة الانتخابات الليبية.. هجوم "زلة" إعادة انتاج الفوضى ببصمة داعشية
الإثنين 23/أغسطس/2021 - 08:15 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
في خضم المرحلة الانتقالية التي تسعى إلى إخراج ليبيا من دوامة الفوضى المستمرة منذ أكثر من عقد، وقع تفجير انتحاري، الأحد 22 أغسطس، استهدف نقطة أمنية تابعة للواء 128 مشاة بالجيش الليبي، بمدخل منطقة "زلة"، وهو ما أدى إلى وقوع أضرار مادية، دون أي خسائر في أرواح العناصر الأمنية.
وأكدت مصادر أمنية، أنه عقب التفجير، قتل شخص من ذوي البشرة السمراء أثناء اشتباك مع عناصر الأمن بالبوابة.
وقالت المصادر: "لم تتأثر محطة الوقود التي تبعد عن البوابة بـ200 متر تقريبا".
ومن جانبه، قال الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، اللواء أحمد المساري، إن "انتحاريا داعشيا من ذوي البشرة السمراء هاجم بسيارة مفخخة بوابة "زلة" ( 750 كيلومتر جنوب شرق العاصمة طرابلس)".
وأضاف المسماري، في تدوينة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "عدم حدوث اي خسائر بشرية، وأنه تم التصدي للإرهابي وإصابته إصابة بليغة مات على إثرها بعد محاولة إسعافه بالمستشفى".
وأشار اللواء المسماري في تصريحات خاصة لقناة ليبيا الحدث أن جميع الوحدات التابعة للقيادة العامة على أهبة الاستعداد تنفيذا للتعليمات المباشرة من القائد العام المشير خليفة حفتر بشأن رفع حالة التأهب القصوى لمكافحة التنظيمات الإرهابية في جميع انحاء البلاد خاصة مناطق الجنوب الغربي.
وقال الجيش الليبي إن هذه الهجمات تسعى إلى تعطيل التسوية السلمية والوصول للاستحقاق الانتخابي في 24 ديسمبر المقبل الذي يتطلع إليه الشعب الليبي.
يذكر أن الهجوم المشار إليه لم يكن هو الأول من نوعه فقد تعرض الجيش الليبي مطلع يوليو الماضي إلى هجوم إرهابي استخدمت فيه 4 سيارات مسلحة، في منطقة الجفرة وسط ليبيا، وفرت العناصر الإرهابية من المكان بعد أن جوبهت برد قوي.
ومن جانبه، أوضح الخبير العسكري الليبي محمد الترهوني، لـسكاي نيوز عربية أن الهجوم الإرهابي جاء لأنها بوابة مهمة ورئيسية للجنوب الليبي، حيث يسعى التنظيم الإرهابي بدعم من جماعة الإخوان الإرهابية لتفجير الوضع وزعزعة الجنوب.
ووفق الترهوني فإن الانتحاري سوداني الجنسية، وهو ما يشكل جرس إنذار لعودة نشاط داعش (الذي يعتمد في كل بلد على جنسيات) لخلط الأوراق في ليبيا وخاصة في الجنوب، والهدف هو تعطيل الانتخابات، منبها إلى أن هناك نشاطا متزايدا لتنظيم داعش قبل الهجوم الإرهابي على زلة.
وذكَّر بأن الهجوم الذي نفذه داعش في يونيو 2021 كان استهدف بوابة "مفرق المازق" الواقعة شمال مدينة سبها جنوب البلاد، بسيارة مفخخة، ما أسفر عن مقتل ضابطين، أحدهما آمر جهاز البحث الجنائي، كما استهدف هجوم ارهابي في يوليو 2021، مقر "اللواء 128" في الجفرة وسط ليبيا.
وأوضح الترهوني أن هناك مخطط تقف وراءه أطراف متعددة، على رأسها تركيا، لتعطيل الانتخابات المقرر عقدها في 24 ديسمبر المقبل.
وتابع أن الجيش الليبي يرصد نشاط الجماعات الإرهابية، وينفذ ضربات استباقية لوأد أي تحرك يستهدف زعزعة الأمن والانتخابات.
ويأتي الهجوم الإرهابي بعد أن نجح الجيش الليبي خلال الأشهر الماضية في فرض الأمن في وسط وجنوب ليبيا، عقب إعلان الجيش الوطني الليبي منطقة "رمال " بالجنوب الليبية منطقة عمليات عسكرية، بهدف مواجهة الجماعات الإرهابية في الجنوب الليبي، وفق المحلل العسكري.