رسالة طالبان "خط أحمر" لبايدن.. الحركة تحذر من تمديد انسحاب القوات الأمريكية
الثلاثاء 24/أغسطس/2021 - 02:12 ص
طباعة
إعداد أميرة الشريف
مع سيطرة حركة طالبان المتطرفة على أفغانستان تزداد المخاوف من فوضى واغتيالات بشكل غير مسبوق، ومع تسارع وتيرة الأحداث فى أفغانستان وسيطرة الحركة علي العاصمة كابول في وقت قصير لفرض نفوذها هناك، وهروب الرئيس أشرف غني إلى الخارج، حذرت حركة طالبان من "عواقب" إرجاء اسكتمال انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان لما بعد 31 أغسطس القادم.
واعتبر المتحدث باسم الحركة سهيل شاهين، في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" البريطانية الموعد المذكور "خطاً أحمراً".
وتابع: "لقد أعلن الرئيس (الأمريكي جو) بايدن أنهم سيسحبون جميع قواتهم العسكرية في 31 أغسطس، لذا إذا قاموا بتمديد الأجل، فهذا يعني أنهم يمددون الاحتلال دون داعٍ". وأضاف "إذا طلبت الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة مزيدا من الوقت لمواصلة عمليات الإجلاء، ستكون الإجابة لا. وإلا ستكون هناك عواقب".
وواصل شاهين تحذيراته مشددا أن من شأن ذلك أن "يخلق عدم ثقة بيننا"، فـ "إذا كانوا عازمين على مواصلة الاحتلال، فإن ذلك سيثير ردّ فعل".
وتعليقا على المشاهد الواردة من مطار كابول لأفغان يحاولون يائسين الفرار من حكم الحركة، رفض المتحدث عن حركة طالبان سهيل شاهين، أن يكون دافع هؤلاء خوفهم من الحركة المتشددة، وقال إنهم "يريدون الإقامة في دول غربية. وهذا نوع من الهجرة الاقتصادية لأن أفغانستان بلد فقير ويعيش 70 بالمائة من سكانه تحت خط الفقر، لذلك يريد الجميع الاستقرار في دول غربية لينعم بحياة مزدهرة. والأمر لا يتعلق بالخوف" من طالبان.
وكان احتشد آلاف المدنيين الراغبين بالفرار من أفغانستان في مطار العاصمة كابل، بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة، مما دفع الجيش الأمريكي إلى تعليق عمليات الإجلاء مع تعرض الرئيس الأمريكي جو بايدن لانتقادات متصاعدة بشأن انسحابه من ذلك البلد الذي تمزقه الحرب.
وتدفقت حشود على المطار سعيا للفرار، ومن بينهم من تعلق بطائرة نقل عسكرية أمريكية بينما كانت تسير على المدرج.
وتسببت الفوضى العارمة الناجمة عن تدفق عشرات الآلاف من الأفغان اليائسين إلى مطار كابول، في وفاة سبعة أشخاص.
ومنذ دخولها كابول في 15 اغسطس، تحاول حركة طالبان إقناع السكان بأنها غيّرت نهجها مؤكدة أن سياستها ستكون أقل صرامة من حكمها للبلاد بين عامي 1996 و2001. إلا أن أحداث شهدتها مناطق متفرقة من البلاد، وصفها ناشطون بـ"حملة تطهير"، استهدفت صحفيين وعائلتهم وموظفين سابقين في جهاز الدولة التي كان معترف بها دوليا، عززت الشكوك وزادت من شدّة الخوف لدى آلاف الأفغان الذين لم يعد يرون أمامهم مسلكا آخر سوى الوصول إلى مطار كابول.
وفيما يخص مقاطع الفيديو التي تزعم أنها تظهر عناصر طالبان وهم يتنقلون ويهددون الناس ويبحثون عن موظفين حكوميين سابقين، بالإضافة إلى تقارير عن إغلاق مدارس للفتيات في بعض المقاطعات، قال شاهين: "كلها أخبار كاذبة.. يمكنني أن أؤكد لكم أن هناك العديد من التقارير من قبل خصومنا تزعم ما لا يستند إلى حقائق".
وفيما يخص حقوق النساء والفتيات ووضعهم في ظل سيطرة طالبان قال شاهين، "لن يخسرن شيئا فقط إذا لم يلبسن الحجاب، سيلبسن الحجاب.. يجب أن تتمتع المرأة بنفس الحقوق التي تتمتع بها في بلدك، ولكن بالحجاب".
وتابع شاهين قائلا: "الآن، استأنفت المعلمات العمل لم يفقدن شيئا لقد استأنفت الصحفيات عملهن، لم يفقدن شيئا".
ومع اقتراب تاريخ مغادرة القوات البريطانية والأمريكية وقوات الناتو من أفغانستان، سأل المحاور:"ما الذي ستقوله طالبان لعائلات أولئك (يقصد الجنود الأمريكيين) الذين ماتوا وهم يحاولون مساعدة أفغانستان؟!"، رد المتحدث باسم طالبان قائلا: "إنهم احتلوا بلادنا .. إذا احتلينا بلادك.. ماذا ستقول لي .. لو قتلت أهلك في بلدك ماذا ستقول؟ أعتقد أن كل الناس عانوا الكثير. إراقة الدماء، الدمار. كل شيء. لكننا نقول إن الماضي هو الماضي. جزء من تاريخنا الماضي. الآن نريد التركيز على المستقبل".
وذكرت تقارير إعلامية بأن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ينوي مناشدة بايدن شخصيا لتمديد الموعد النهائي لمغادرة القوات الأمريكية من أجل السماح بإجراء المزيد من عمليات الإجلاء، وذلك أثناء قمة عبر الانترنت لمجموعة السبع دعت إليها لندن الثلاثاء بهدف "إجراء مناقشات عاجلة حول أفغانستان".
من جهتها نقلت وكالة فرانس برس عن مصدرين من حركة طالبان لم تكشف عن هويتهما، قولهما بأن الحركة "لن تعلن عن تشكيلتها الحكومية قبل استكمال الولايات المتحدة عملية سحب جنودها".
هذا وقد سيطرت حركة طالبان، على القصر الرئاسي في العاصمة الأفغانية كابول، وغادر الرئيس الأفغاني أشرف غني، إلى طاجيكستان، الأسبوع الماضي ، بعدما استقال من حكم البلاد، فيما أضحت حركة طالبان على مشارف العاصمة كابل، مستفيدة من الفراغ الذي خلفه الانسحاب العسكري الأمريكي من البلاد.
هذا وقد نشأت الحركة في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994، وقد أسسها الملا محمد عمر الذي يعتبر "الأب الروحي لطالبان"، وقد رغب الأخير في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان على حد زعمه. وقد ساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميراً لهم عام 1994.