العراق ليست أفغانستان.. داعش تنظيم عالمي مغاير لطالبان

الثلاثاء 24/أغسطس/2021 - 01:15 م
طباعة العراق ليست أفغانستان.. روبير الفارس
 

مازالت الاصوات التي تحذر من سقوط العراق في براثن داعش بعد الانسحاب الامريكي ترتفع  كما حدث في سقوط افغانستان في قبضة طالبان الامر الذى دعي وزير الدفاع العراقي"جمعة عناد" لتبديد هذه المخاوف  الخاصة  بتكرار السيناريو الافغاني في العراق.

 

وأكد وزير الدفاع  أن "الوضع في أفغانستان يختلف تماماً عن العراق وذلك لأسباب عديدة، وعلى رأسها أن حركة طالبان هي حركة تأسست في ثمانينيات القرن الماضي بعد دخول "الاتحاد السوفياتي" إلى أفغانستان، وأنها حركة من داخل البلاد وليست من خارجها أي أنها حركة أفغانية صرفة".

وأضاف، أن "طالبان قد استلمت مقاليد الحكم في البلاد منذ عام 1996 حتى عام 2001 عندما جاء الأميركان وأسقطوا هذا الحكم".

وأشار الوزير، إلى أن "العراق يختلف تماماً عن أفغانستان، وأنه لا يمكن مقارنتهما معاً، وفي مقدمة هذا الاختلاف أن تنظيم داعش الإرهابي هو تنظيم عالمي وليس عراقيا، وأن العراقيين المنسوبين لهذا التنظيم هم قلة قليلة، بينما الجزء الأكبر لهذا التنظيم من خارج العراق".

وشدد، أنه "لا توجد جذور لهذا التنظيم في المجتمع ولا العشائر العراقية وأن ما تبقى من داعش هم جزء قليل جداً لا يمتلكون القدرة العسكرية ولا الامكانيات وأنهم لا يشكلون خطراً على البلاد".

وبشأن قدرة الجيش العراقي للتصدي لهذا التنظيم بعد الانسحاب الأميركي، قال: إن "الجيش قد دخل تجربة كبيرة في القتال ضد داعش، والقوات العراقية بهذه التجربة تمكنت من إزاحة هذا العدو خلال فترة قياسية وهي 3 سنوات و3 أشهر بالوقت الذي قدرت الأوساط العسكرية الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي كانت تتوقع أن تستمر الحرب في العراق ضد داعش لست سنوات".

واختتم وزير الدفاع حديثه بالقول: إن قوات التحالف الدولي قدمت المساعدة والإسناد خلال هذه المعركة، ولكن النصر كان نصراً عراقياً بسواعد القوات العسكرية العراقية"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن أفغنة العراق ولا تكرار السيناريو الأفغاني على الأراضي العراقية بوجود هذا الجيش العظيم والشعب العراقي، الذي لن يقف مكتوف الأيدي ضد أي اعتداء على البلاد".

 يذكر ان  الأمانة العامة  لهيئة علماء المسلمين في العراق – احدي تنظيمات الإخوان المسليمن- اصدرت بيانا بشأن انتصار طالبان التى وصفتها بالمقاومة الأفغانية وتحرير العاصمة كابل.

وأوضحت الهيئة في بيان لها، أن "أسلوب القوة المقترن بالثقة بالله واستمداد العون منه، والمصابرة على تحقيق الأهداف وعدم الانخداع بألاعيب السياسة الموهمة والخادعة؛ يفرض منطقه، ويصنع واقعه، ولا سيما في أفغانستان، التي شهدت يوم أمس انتصار (حركة طالبان) ودخولها العاصمة (كابل) وتحريرها، في شهادة أخرى ودليل جديد على أن المبادئ هي التي تنتصر وهي الفيصل عندما تكون القضايا مبدئية، والمواجهات تاريخية، والأهداف واضحة".

وأشارت هيئة علماء المسلمين إلى أن "الهزيمة الأمريكية في أفغانستان تعيد إلى الأذهان صورا لا تخفى عن ذاكرة الكثيرين لانهزامات أمريكية سابقة، وتعيد أيضا مشاهد طرد الغزاة من أفغانستان على مدى التاريخ، وهي صور تثبت أن انتصار الشعب الأفغاني الأخير المتحقق على يد (طالبان) ما هو إلا حصيلة ظروف ذاتية ذات صلة بالحركة، من جهود طويلة ومثابرة مستمرة وإصرار متواصل، فضلا عن ظروف موضوعية لعل من أبرزها الظهير الإقليمي والدولي والمنصات الخارجية للتفاوض، وهو ما لم يتهيأ لتجارب أخرى ولاسيما في منطقتنا العربية، ووجود الحاضنة الشعبية التي صنعتها (طالبان) بعد أن كسبت ثقة الشعب الأفغاني وأقنعته بضرورة التغيير، وهو ما ساعد في تحرير البلاد في زمن قياسي بعد انسحاب قوات الاحتلال مكرهة ومرغمة بعد اضطرارها لخوض مفاوضات طويلة مع قيادة الحركة بعد احتلال دام عشرين سنة".

 

وبينت الهيئة أنها "تعتقد بأن المقاومة العراقية وقوى العراق الحية الداعمة لها؛ هي من أكثر الجهات اغتباطا بهذا النصر الذي كان من أسبابه، بعد توفيق الله تعالى وجهاد الأفغان؛ هو جهاد هذه المقاومة ومصاولتها للمحتل الأمريكي في العراق طوال سنوات، كانت فيها المقاومة الأفغانية تسترد عوامل القوة وأسباب التعافي؛ لإعادة صناعة التاريخ وتحرير أفغانستان".!!

 

شارك