عسكر طيبة وجيش محمد.. لماذا تقلق الهند من سيطرة طالبان ؟
أصبحت الهند اكثر دول قلقا إزاء الوضع السائد في أفغانستان وسيطرة حركة طالبان المتشددة على السلطة في البلاد نظرا لعداء التاريخي بين الحركة ونيودلهي، هذا القلق يأتي خوفا من اتخاذ افغانستان مركزا ومعقلا للجماعات الارهابية التي تستهدف الهند.
مخاوف الهند
ودعت الهند يوم الثلاثاء المجتمع الدولي إلى ضمان الدعم الكامل للشعب الأفغاني ، وقالت إنها تأمل ألا يشكل ذلك تحديا لجيرانها وألا يتم استغلال البلاد من قبل الجماعات الإرهابية مثل عسكر طيبة وجيش محمد.
قال السفير الهندي إندرا ماني باندي ، في خطابه في جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن الوضع في أفغانستان، إن الاستقرار في أفغانستان مرتبط بسلام وأمن المنطقة "نأمل ألا يشكل الوضع في أفغانستان تحديًا لجيرانها وأن لا يتم استخدام أراضيها من قبل الجماعات الإرهابية مثل عسكر طيبة (عسكر طيبة) وجيش محمد (جيش محمد) لتهديد أي دولة أخرى ".
في الأسبوع الماضي ، أشارت الهند إلى "الأنشطة المتزايدة" لشبكة حقاني المحظورة في المنطقة.
أثناء حديثه أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، قال وزير الشؤون الخارجية الهندي إس. جايشانكار إن الأحداث في أفغانستان "عززت بطبيعة الحال المخاوف العالمية بشأن تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي".
كشمير وخطر الجماعات المتشددة
وخلال الايام الماضية نظم مؤيدو جماعة طالبان لأفغانية مسيرة في كشمير بباكستان.
وظهرت مقاطع فيديو من المنطقة تظهر كوادر من الجماعات الإرهابية المتمركزة في باكستان ، جيش محمد (جيش محمد) وعسكر طيبة (عسكر طيبة) يشاركون في المسيرة ويطلقون طلقات احتفالية في الهواء.
من هو عسكر طيبة؟
وتنظيم "عسكر طيبة "، عسكر طيبة، جماعة متشددة تهدف إلى تحرير كشميرمن الهند ، تأسست في عام 1987 ، في إقليم كونار بأفغانستان لتكون الجناح العسكري لمنظمة أصولية إسلامية من طائفة أهل الحديث في باكستان هي «مركز الدعوة والإرشاد» على يد المتشدد حافظ سعيد ، والقيادي بتنظيم القاعدة عبد الله عزام وظفر اقبال بتمويل ودعم من زعيم القاعدة أسامة بن لادن .
وكان مقر المنظمة في مدينة موريدكي قرب لاهور الباكستانية، وأشارت تقديرات في ذلك الوقت إلى أن عدد مقاتليها لا يقل عن10 آلاف مسلح مدرب، يوجد من بينهم 7 آلاف مسلح يشتركون في عمليات عسكرية بكشمير الهندية، ومن قادة الجماعة ذکي الرحمان لاخفي "لکھوی"، وضرار شاہ، وابو علقمه، وحماد أمین صادق.
تعتبر جماعة "عسكر طيبة" من الجماعات السلفية، المقربة من تنظيم القاعدة، وهي ذات أقرب السلفية الجهادية.
وتدعي الي تطبيق منهج الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وهم الصحابة والتابعون وتابعو التابعين باعتباره يمثل نهج الإسلام الأصيل والتمسك بأخذ الأحكام من القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة ويبتعد عن كل المدخلات الغريبة عن روح الإسلام وتعاليمه، والتمسك بما نقل عن السلف.
واتهمت الهند جماعة عسكر طيبة بمهاجمة أهداف عسكرية ومدنية في الهند ، وأبرزها هجوم البرلمان الهندي عام 2001 ، وهجمات مومباي عام 2008 ، وهجوم بولواما عام 2019 على القوات المسلحة الهندية .
وهي جماعة مصنفة على قوائم الارهاب في عدة دول منها الهند والولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وروسيا واستراليا، والأمم المتحدة (بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1267 لقائمة عقوبات القاعدة).
جيش محمد
"جيش محمد" أحد أهم الجماعات المتشددة التي تخوض صراع مسلحا مع الدولة الهندية من أجل استقلال كشمير، وترتبط بعلاقات قوية مع حركة طالبان الافغانية والباكستانية، وجماعات المتشددة المسلحة في كشمير كتنظيم" عسكر طيبة"، بالإضافة الي وجود علاقات بين مؤسس التنظيم مسعود ازهر وقيادات القاعدة، كانت أبرز عمليات التنظيم تنفيذ الهجوم علي البرلمان الهندي في2001.
وينتمي اعضاء "جيش محمد"، للتيار "الديوباندي"، وهو تيار فكري ظهر في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي؛ لمواجهة الاحتلال البريطاني، والحفاظ على هوية مسلمي شبه القارة الهندية، وهو نفس التيار الذي تنتمي اليه حركة طالبان الأفغانية.
وساهمت حركة طالبان الافغانية، في تدرب المجموعات الكشميرىة على مختلف الأعمال الجهادية، وخاصة تنظمي "جيش محمد" و"عسكر طيبة".
وينسب هذا التيار إلى مدينة ديوباند في باكستان، وله مدارس دينية في مختلف بلدان شبه القارة الهندية، باكستان والهند وبنجلاديش وسريلانكا ونيبال وبورما وأفغانستان، إضافة إلى إقليم كشمير.
كمجاعة "عسكر طيبة" وضع تنظيم "جيش محمد " عددا من الاهداف لتنفيذها، منها تحرير كشمير من النفوذ الهندي وتوحيد المقاطعة مع باكستان، وتطبيق الشريعة والحكم الاسلامي في مقاطعة كشمير بعد تحريرها من الاحتلال الهندي.
واتهمت نيودلهي "جيش محمد" في سلسلة هجمات داخل الهند، منها الهجوم على مجمع البرلمان ديسمبر 2001، كما نفذ تنظيم جيش محمد هجوماً في أبريل 2000 قرب مقر قوات الجيش الهندي بقرية بادامي باغ في سرينجار.
وأيضا اعلن التنظيم المتشدد تحميله مسئولية خطف وقتل الصحفي الأمريكي، دانيل بيرل، عام 2002.
وتضع وزارة الخارجية الأمريكية "جيش محمد" على قائمتها لما تعتبرها "منظمات إرهابية".
ويرى مراقبون ان الهند هي اكثر الدول التي خسارة من وصول طالبان للسلطة في طالبان، وأن الحركة وإن اعلنت انها لن تسمح أراضيها تكون مركزا للهجوم على دول أخرى، فانها وصولها للسلطة يشكل مكسبا كبيرا للجماعات الارهابية في منطقة وسطوجنوب اسيا، وخاصة في شبه القارة الهندية.
وأوضح المراقبون أن الهند تراقب جيدا الأوضاع في أفغانستان وكشمير ن من اجل التصدي لأي اعمال ارهابية محتملة تقوم بها الجماعات الارهابية المرتبطة بحركة طالبان.