محاولات أوروبية لتمديد عملية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان رغم غموض واشنطن

الأربعاء 25/أغسطس/2021 - 08:47 ص
طباعة محاولات أوروبية لتمديد هاني دانيال
 
برلين – هانى دانيال
تتواصل المشاورات بين العواصم الأوروبية وواشنطن بشأن التوصل لتمديد موعد إجلاء القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان، وعلى الرغم من تحديد موعد 31 أغسطس الجاري، إلا ان الموعد النهائي لم يتحدد بعد، فى ظل عدم إفصاح الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مقترحه حتى الآن، ورغبة العواصم الأوروبية فى تمديد الموعد حتى يتسني إجلاء كل الجنود والأفغان العالقين بالمطار. 
محاولات أوروبية لتمديد
يأتى ذلك فى الوقت الذى طالبت فيه حركة طالبان بإجلاء كل الأجانب بحلول نهاية أغسطس الجاري، وعدم السماح ببقاء أى قوات أجنبية بعد هذا التاريخ، وإلا سيتم اعتبارها قوات احتلال، مع دعوتها للمواطنين الأفغان للبقاء وإعادة إعمار البلاد وعدم الرحيل 
وفى هذا الإطار أكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عدم التوصل إلى موعد إضافي بخصوص إجلاء الأجانب من أفغانستان  خاصة وان واشنطن لم تحدد سيناريوهات ما بعد 31 أغسطس، لكن أكدت على ضرورة وجود مطار مدني في أسرع وقت ممكن لتقديم الاغاثة والاحتياجات الضرورة للأفغان، لكنها تعهدت بتخصيص 100 مليون يورو للمساعدات الإنسانية.
حيث ظهرت دعوات بريطانية وأوروبية لتمديد العملية العسكرية الأمريكية إلى ما بعد الموعد النهائي في 31 أغسطس، لكن الرئيس الأمريكي حتى اللحظة لم يكشف عن تفاصيل جديدة.
محاولات أوروبية لتمديد
من ناحية آخري اعترف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بخطأ التواصل مع حركة طالبان خلال إجلاء الرعايا الأجانب والمواظفين الأفغان الذين عملوا مع الجيش الألمانى والسفارة خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أنه كان الخيار الصعب، وإلا ترك الموظفين الأفغان يواجهون المجهول، مؤكدا فى الوقت نفسه صعوبة إجلاء كل الأفغان قبل نهاية أغسطس، وإنما ستكون الفرصة سانحة لإعادة الألمان قبل هذا الموعد، حيث جري نقل  351 من الألمان خلال الفترة الماضية، وجاري الاستعداد لنقل 100 شخصا، حيث هناك تواصل معهم وسيتم نقلهم لمطار كابول بأمان ثم نقلهم على الطائرات العسكرية للجيش الألمانى.
نوه ماس خلال مؤتمره الصحفي بالخارجية الألمانية بحضور عدد قليل من الصحفيين – وشاركت فيه "البوابة"- أنه يجري التنسيق مع الولايات المتحدة وانجلترا بخصوص كيفية تقديم يد العون للمواطنين الأفغان الراغبين فى ترك البلاد، حيث لن تتوقف عملية إجلاء الجنود الأجانب والمواظفين فقط، وترك الناس يتواجدون فى مطار كابول، بل يجري التنسيق حول كيفية نقل هؤلاء إلى مكان آمن، ربما دول مجاورة، على أن يتم الخطوة التالية إعادة التوطين فى دولة أجنبية، ولكن سلامة الناس هناك له الأولوية، ويجري التشاور بخصوص الحفاظ على سلامة الأفغان من بطش حركة طالبان. 
يأتى ذلك فى الوقت الذى يواصل فيه الجيش الألمانى عملية إجلاء الدبلوماسيين والمواظفين من كابول، وسط ظروف صعبة ومعاناة نفسية، وأكد الجيش الألمانى أن جنوده يواجهون ضغوطا نفسية صعبة بسبب سوء الوضع الإنساني فى المطار، ومحاولة آلاف الآفغان الفرار ودخول منطقة المطار لضمان نقلهم من البلاد إلى بلد آخر، وبالرغم من عملية تبادل مواعيد تواجد الجنود، إلا أن الظروف التي يعملون بها صعبة للغاية، ويتم محاولة تخفيف هذه الضغوط، على أن يتم وضعها فى الحسبان عند إعادتهم إلى ألمانيا مجددا كي يتمكنون من مواصلة حياتهم بحرية دون التاثر بهذه المشاهد المروعة والخبرات الجديدةا لتى يواجهونها.
محاولات أوروبية لتمديد
وعلى الرغم من دعوات استقالة الحكومة الألمانية على خلفية الوضع فى أفغانستان، وعدم القدرة على توقع الأحداث كما ينبغى، إلا أنها سيكون لها نتائج على تشكيلة الحكومة الجديدة المنتظر اختيارها عقب الانتخابات البرلمانية المقررة فى 26 سبتمبر المقبل، وستكون أول الضحايا وزيرة الدفاع انجريت كرامب كارنباور – الاتحاد المسيحي الديمقراطي -، التى تعرضت لانتقادات شديدة على خلفية عدم قدرة الجيش الألمانى على تنفيذ خروج الجنود من هناك قبل استيلاء طالبان على الحكم، واعترفت بأنها لن تقبل أى منصب مستقبلا إلا بعد أن تقوم بتقييم المسئولية وحجمها، ومدى قدرة القرارات التى اتخذتها خلال الفترة الماضية، خاصة وأنها تتحمل بطء اتخاذ قرار عودة الجنود.
كذلك ربما يغيب عن المشهد هايكو ماس وزير الخارجية – حزب الاشتراكي الاجتماعى -، الذى كان يطمع فى الحصول على فترة جديدة فى هذا المنصب، إلا أن بطء عملية إجلاء الموظفين والدبلوماسيين الأفغان صب هجوم النقد عليه، معترفا بأن مهمته الحالية إجلاء الدبلوماسيين والموظفين والأفغان، ثم بعد ذلك سيقوم بتقييم المرحلة الراهنة والاعتراف بالخطأ إن وجد.

شارك