باحث امريكي يحذر من علاقات طالبان بالحركة الإسلامية لأوزبكستان

الأربعاء 25/أغسطس/2021 - 02:36 م
طباعة باحث امريكي يحذر روبير الفارس
 
أعطى انتصار "طالبان" في أفغانستان  قبلة الحياة للارهابيين  في العالم، لذلك على الدول المجاورة القريبة والبعيدة، بما فيها روسيا والصين، توخي الحذر. ولم يكن أسامة بن لادن الوحيد الذي وجد ملاذاً له في أفغانستان واستخدمها كقاعدةً لشن هجمات خلال الفترة الأخيرة التي استولت فيها "طالبان" على الحكم بين عامَي 1996 و2001. فقد تهافت الجهاديون من الصين إلى الشيشان ومختلف أنحاء العالم العربي، للمشاركة في التدريبات العسكرية والقتال حين كانت "طالبان" تقاتل خصومها في الداخل. وحذر" روي جوتمان الباحث  في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني ومؤلف كتاب "كيف فوّتنا القصة: أسامة بن لادن وطالبان واختطاف أفغانستان".من تنامى خطر الهجمات الإرهابية على طول الخط وقال في تقرير نشره المعهد . ان البنتاجون اكد علي علاقة "طالبان" بتنظيم "القاعدة"، بالرغم من تعهّدها عكس ذلك خلال محادثات السلام التي قادتها الولايات المتحدة. كما أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش في العراق وسوريا» يواصل نشاطه في المناطق تسيطر عليها حركة "طالبان". وفي حين ضربه الجيشان الأمريكي والأفغاني قبل عامين، من الممكن اليوم، في بيئة أكثر تساهلاً، أن يعاود التنظيم نشاطه ويجذب المناصرين من الذين حاربوا على الأرض في سوريا والعراق.وبناءً على الفترة الأخيرة من حكم "طالبان"، تميل الحركة إلى اتباع سلوك جريء وخطير. وقد "شاهدنا هذا الفيلم" سابقاً، ولم تكن نهايته سعيدة.وقال روي جوتمان عندما استولت "طالبان" على كابول في عام 1996، كانت إحدى خطواتها الأولى هي الاعتراف باستقلال الشيشان (التي كانت آنذاك ولا تزال جزءاً من "الاتحاد الروسي"). وفي وقت لاحق فتحت سفارة شيشانية في كابول وأرسلت قواتٍ للقتال في الشيشان.كذلك، كانت دولة أوزبكستان المجاورة من الأهداف العرضية الأخرى التي سنحت أمام الحركة. ففي عام 1997، أعلنت "طالبان" بصورة مشتركة مع زعيم انفصالي أوزبكي عن تشكيل "الحركة الإسلامية لأوزبكستان" بالإضافة إلى الجهاد المقدس للإطاحة برئيس أوزبكستان آنذاك. وبعد عام واحد، زوّدت "الحركة الإسلامية لأوزبكستان" حركة "طالبان" بنحو 600 مقاتل من أوزبكستان ودول أخرى في آسيا الوسطى. وسمحت "طالبان" لزعيم إسلامي أوزبكي بقيادة جميع المتطوعين من آسيا الوسطى، وحتى الأويجور من منطقة سنجان الصينية.وقد عُرض على الأويجور، الذين يتعرضون حالياً لقمع شديد وتهديد بالإبادة الجماعية في الصين، اللجوء تحت حكم "طالبان"، واستقرّت مجموعات منهم في كابول. وتم نشرهم أيضاً في كتيبة الأجانب التي تقاتل الأعداء الداخليين لـ "طالبان".
باحث امريكي يحذر
وثمة أيضاً باكستان، التي وفّرت ملاذاً لقيادة "طالبان" بعد التدخل الأمريكي في عام 2003، ووفقاً لبعض التقارير أنها درّبت قوات "طالبان". وقبل تسع سنوات، وفّرت حركة "طالبان" الأفغانية ملاذاً آمناً في المناطق التي تسيطر عليها لحركة "طالبان" الباكستانية، وهي مجموعة مظلة تُعرف بـ "حركة طالبان باكستان" وتسعى للإطاحة بحكومة باكستان. ورداً على ذلك، أبطأت إدارة أوباما ما أُعلن عن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وأضافت "حركة طالبان باكستان" إلى قائمة خصومها الإسلاميين المستهدفين بالقصف.أما إيران، فمن المرجَّح أن تواجه تهديداً مختلفاً. فهناك حوالي ثلاثة ملايين شيعي من غرب العراق ومقاطعة باميان الذين فرّوا من أفغانستان خلال حكم "طالبان"، وثمة احتمال بأن يتوجّه عددٌ أكبر بكثير غرباً إلى إيران - لأن "طالبان" تعتبر شيعة باميان كفرة. وكانت إيران على وشك الدخول في حرب مع المتطرفين السُّنة في أواخر عام 1998 بعد أن اجتاحت ميليشيا متحالفة مع "طالبان" القنصلية الإيرانية في مزار شريف وقتلت تسعة دبلوماسيين. واكد روي ان هذه العلاقات سوف تتطور في الأشهر المقبلة، ولكن يبدو أن البند الأول على جدول أعمال "طالبان" سيكون قمع حقوق المرأة التي أرسيت في إطار سياسة وطنية بعد هزيمة الحركة عام 2001، والسيطرة على نظام التعليم. ومن الممكن أيضاً لعناصر "طالبان" - الذين هم من البشتون - أن يشنوا هجوماً ضد الجماعات العرقية الأخرى، مثل الهزارة في مقاطعة باميان أو الأوزبك والطاجيك، الذين يقيمون في الغالب في شمال البلاد. ومن المعروف أن "طالبان" تحمل ضغينة عميقة لتلك الجماعات بسبب معاركها السابقة معها، وسجلّها في مجال حقوق الإنسان سيئ للغاية.وبدلاً من شن حملة لمكافحة التمرد لكسب قلوب وعقول البشتون الذين ربما تعاطفوا مع حركة "طالبان" أو استسلموا لضغوطها، حارب الجيش الأمريكي تنظيم «القاعدة» بأساليب مكافحة الإرهاب، مستخدماً في الغالب القصف من ارتفاعات شاهقة والهجمات بالطائرات المسيّرة. واعتبر العديد من الأفغان أن التدخل الأمريكي هو بمثابة ضربة انتقامية أكثر من كونه سياسة هدفها تحقيق الاستقرار في البلاد. وقد أصرّ وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رامسفيلد على إبقاء أصغر بصمة عسكرية ممكنة وتجنب جهود "بناء الأمة". ويقول روي ربما كان التهديد الأكبر الذي نجمَ عن فشل الولايات المتحدة في هزيمة حركة "طالبان" الأفغانية هو صعود حركة "طالبان باكستان" عام 2007، التي كانت لها علاقة وثيقة مع كل من تنظيم «القاعدة» وحركة "طالبان" الأفغانية. وكانت أهدافها المعلنة هي تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، ومحاربة حلف "الناتو" في أفغانستان، وشنّ "جهاد دفاعي" ضد الجيش الباكستاني.وفي بيانٍ لها لوكالة "رويترز" في السادس عشر من أغسطس، قالت حركة "طالبان باكستان" إنه تم إطلاق سراح 780 من عناصرها من السجون الأفغانية وشق هؤلاء طريقهم إلى معاقل الحركة في ولايات كونر وباكتيكا وخوست. وجدّدت "طالبان باكستان" ولاءها لحركة "طالبان" الأفغانية والتزامها بمحاربة الدولة الباكستانية. من الواضح إلى أين تتجه الأمور.

شارك