الحركة تحشد والمقاومة تستعد.. هل يكون بنجشير مقبرة طالبان؟
مع
حشد حركة طالبان عناصرها للسيطرة بالقوة على إقليم "بنجشير"، الذي يعد أبرز
الأقاليم الأفغانية التي فشلت في سيطرة عليها
إبان حكمها لأفغانستان (1995-2001) أكد عبدالقادر فقیرزاده، أحد أبناء "وادي بنجشير"
ومقرب من قائد إقليم بنجشير أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، الذي كان أحد القادة الرئيسيين
لمقاومة الاحتلال السوفيتي للبلاد في ثمانينات القرن الماضي، أن المقاومة الوطنية في
الإقليم مستعدة لحركة طالبان.
مقاومة
بنشجر مستعدة
وأكد
عبدالقادر فقیرزاده، مقرب من دائرة احمد مسعود لموقع "بوابة الحركات
الاسلامية" ، إنه حتى الأن الأوضاع في اقليم "بنجشير" هادئة" ولا
وجود لمقاتلي طالبان في الاقليم.
وأضاف
إن قوات المقاومة الوطنية على أتم الاستعداد للدفاع عن بنجشير وكل أفغانستان، متوعدا
حركة طالبان المتشددة بالهزيمة كما هزمة في التسعينات امام مقاومة أهل "بنجشير".
وأعلنت طالبان حشد مقاتليها إلى ولاية بانشير شمالي العاصمة
الأفغانية كابل، بعد رفض مسئولي الولاية للحركة.
كما
أكد احمدمسعود نجل أحمد شاه مسعود (أحد قياديي المقاومة الأفغانية الذي اغتالته القاعدة
عام 2001) في مقابلة مع أسبوعية باريس ماتش الفرنسية : الحرب لم تقف، لقد بدأت مقاومتنا
لتوها هنا في بنجشير ».
ووصف شائعات استسلام مقاتليه لطالبان بـ "الدعاية" و "التضليل الإعلامي" ووصف نفسه بـ "رجل السلام". يمكننا التحدث. نتحدث في كل الحروب. "لكن الاستسلام شيء آخر ، وأكرر ، ليس بالنسبة لي ولا بالنسبة لقادتي مسألة الاستسلام على الإطلاق".
واضاف
"لن اقبل ابدا سلاما مفروض هدفه الوحيد ارساء الاستقرار". ولا يمكنني أن
أنسى الخطأ التاريخي لمن كانوا في كابول قبل ثمانية أيام. "طلبت منهم أسلحة ورفضوا
طلبي. والآن هذه الأسلحة والمدفعية والمروحيات والدبابات الأمريكية الصنع في أيدي طالبان".
وأكدت
حركة طالبان يوم الاثنين أنها فرضت حصارًا على بنجشير لكنها فضلت التفاوض مع جبهة المقاومة.
عنف
طالبان
وفي
فضح لخطاب الحركة الجديد أوضح "فقيرزاده" إن طالبان تتبنى منهج العنف ضد
الشعب الأفغاني، قائلا "لكن إذا استمرت
طالبان في استخدام القوة والعنف ، فنحن مستعدون للدفاع عن كل شعب أفغانستان".
وأضاف
ابن "بنجشير" أنه :" المقاومة لا تقتصر على بنجشير، فروح المقاومة لحركة
طالبان التي تتبنى العنف تسود في كل ركن من أركان أفغانستان وفي قلب كل مواطن في أفغانستان".
وتابع
" فقیرزاده" قائلا وأوضح "
ليست قوات المقاومة في بنجشير فقط، ولكن المقاومة مستعدة من جميع أنحاء أفغانستان للتعامل مع طالبان أو أي جماعة معتدية".
فشل
طالبان
وأضاف
" طالبان فشلت في الماضي في مواجهة مقاومة
الشعب الأفغاني وستظل تفشل اليوم بإذن الله" مؤكدا ان" الحق ينتصر على الباطل
وشعب أفغانستان على حق وسيفوز في المعركة"، مشددا على ان" المقاومة الوطنية
الأفغانية ستنتصر بلا شك في النهاية".
وحول
امكانية التفاوض مع طالبان، قال "ما زلنا نعتقد أنه يمكننا التوصل إلى حل من خلال
الحوار والتفاوض مع طالبان"، ولكن إذا اختار السلاح فإن المقاومة في بنجشير مستعدة".
ونشطت
حالة من التجنيد في دخل إقليم "بنجشير" -غالبية سكانه من الطاجيك- و كذلك
استقبال الشباب من مختلف أنحاء أفغانستان للانضمام إلى جبهة المقاومة للدفاع عن "بنجشير" ومقاومة طالبان.
بنجشير ثكنة عسكرية
ويعد بنجشير من الأقاليم الجغرافية الصعبة ، على أي قوات
خارج الإقليم في السيطرة عليه، فقد صمد "بنشجير" بقياد احمد شاه مسعود خلال
حرب الأفغان ضد الاتحاد السوفيتي لسنوت طويلة، نظرا لأنه يقع بين سلسل جبال هندو كوش
وعلى ارتفاع 2217 مترًا فوق مستوى سطح البحر ويصل بعض المرتفعات فيها إلى 6000 متر
فوق مستوى سطح البحر.
ويرتبط
الإقليم بسبع ولايات أفغانية، وهي "تخار" و" بغلان"، في الشمال،
و"كابيسا" من الجنوب، و" نورستان"
و"بدخشان" في الشرق والشمال الشرقي، و"لغمان" من الجنوب الشرقي، ولاية
"پروان" في غرب بنجشير.
"بنجشير" في
شمال شرق أفغانستان عبارة عن ثنكة عسكرية شديدة التحصين من الجغرافيا الطبيعة، فهناك
أكثر من 126 واديًا كبيرًا وعشرات الأودية الصغيرة ، مما يزيد من أهميته الصعوة العسكرية
لمقاتلي طالبان في السيطرة على الاقليم.
كما
يتمتع الاقليم بوفرة الغذاء في حالة فرض حصار طويل الأمد من طالبان على "بنجشير"، يمتلك العديد من البحيرات ومنابع المياه، والمناطق
الزراعية.
ويرى
مراقبون أن اندلاع مسلح في بنجشير بين المقاومة الوطنية وحركة طالبان المتشددة، سيكون
حرب عصابات طوية الأمد، ولن تستطيع الحركة حسم المعركة في إقليم صعب التضاريس بسهولة.
وحارب
أحمد شاه مسعود ضد احتلال الاتحاد السوفيتي السابق لأفغانستان في الثمانينيات وضد طالبان
من عام 1996 إلى عام 2001.
ورجح
المراقبون ان تكون "بنجشير" تلاقي مصير الاتحاد السوفيتي والذي فشل بكامل
قوته العسكرية في السيطرة على الإقليم خلال الثمانينات، كما فشلت الحركة في السيطرة
على الاقليم نهاية التسعينات.