إدانات عربية واسعة لهجومي مطار كابول.. "داعش" يسن أنيابه فى أفغانستان

الجمعة 27/أغسطس/2021 - 01:23 ص
طباعة إدانات عربية واسعة أميرة الشريف
 
مع تسارع وتيرة الأحداث التي تشهدها العاصمة الأفغانية كابول، أكدت وسائل إعلام أفغانية بسماع دوى انفجار جديد فى المنطقة المحيطة بمطار كابل، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، إن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على الرد على تنظيم داعش بعد هجوم مطار كابول، وتوقع البنتاجون استمرار هجمات داعش خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن التنظيم لن يردع الولايات المتحدة عن تنفيذ مهمتها، مضيفا أن عمليات الإجلاء من كابول ستتواصل رغم ما حدث.
وأكد البنتاجون أنه سيتم التواصل والتنسيق مع طالبان بشأن منع وقوع هجمات إرهابية، وأضاف أن التقديرات تشير إلى أن نحو ألف مواطن أمريكي لا يزالون في أفغانستان.
وفي وقت سابق أفادت مصادر أن التفجيرين اللذين هزّا محيط مطار كابل الدولي خلّفا 40 قتيلا و110 جرحى على الأقل، في حين أكد البنتاغون مقتل عدد من الجنود الأميركيين.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إن انتحاريان من داعش نفذا هجوم مطار كابل الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى بينهم جنود أميركيون، وبدوره، تبنى تنظيم داعش هذا التفجير الدامي.
وقال الجنرال كينيث فرانك ماكينزي قائد القيادة المركزية في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الدفاع "البنتاغون" إن مجموعة من عناصر داعش شنت الهجوم على مطار كابل، وإن التفجير أعقبه إطلاق نار ومواجهة مسلحة.
وتابع: "ليس لدي معلومات تفيد بسماح طالبان بشن هجوم مطار كابل"، مضيفاً أنه "تم التحقق من الانتحاري أثناء عبوره بوابة المطار".
ولم يحمل ماكنزي حركة طالبان مسؤولية الهجوم لكنه قال إنه ينبغي عليها إعادة الطوق الأمني المفروض حول المطار والذي اجتاحه آلاف الأفغان الساعين إلى مغادرة البلاد بعد سيطرة الحركة على أفغانستان. وأشار إلى أن الولايات المتحدة اطلعت حركة طالبان على معلومات استخباراتية بشأن هجمات محتملة.
وأضاف الجنرال ماكينزي: "ليس لدينا إحصائيات دقيقة عن عدد ضحايا الهجوم" الذي تشير معلومات إلى أنه أوقع 72 قتيلاً (60 مدنياً و15جندياً أميركياً) وأكثر من 140 جريحاً بينهم 15 جندياً أميركياً.
وأكد أن "الولايات المتحدة سترد على هجوم مطار كابل"، متوعداً "منفذي هجوم مطار كابل بدفع الثمن". وتابع: "نستعد للرد على المتورطين بالهجوم".
وتوقّع قائد القوات المركزية بأن يشن داعش هجمات إضافية في أفغانستان، مضيفاً: "سنركز على الأمن الوقائي لتجنب هجوم مماثل في كابل".
وشدد على أن "داعش لن يثني الولايات المتحدة عن مهمتها في أفغانستان"، مضيفاً: "لدينا القوات الكافية لحماية مطار كابل.. ولن نوقف تزويد طالبان بالمعلومات اللازمة لتجنب اعتداءات مماثلة".
وتابع: "نركز الآن على تهديدات أخرى خطيرة في أفغانستان" حيث يحاول داعش أيضاً استهداف طائرات في كابل".
وشدد ماكينزي على مواصلة عملية الإجلاء من مطار كابل رغم التفجير، قائلاً: "سنواصل مساعدة من يريد الخروج من أفغانستان.. وهناك نحو 1000 مواطن أميركي ما زالوا في أفغانستان".
واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أنه لا يوجد دليل "حتى الآن" على وجود تواطؤ بين حركة طالبان وتنظيم "داعش"، بعد هجومين داميين قرب مطار كابل، الخميس.
وتحدث بايدن، بعد مقتل 15عسكريا أميركيا وعشرات الأفغان، في هجومين استهدفا حشودا بشرية قرب مطار كابل، ملمحا إلى إمكانية إرسال المزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان.
وقال الرئيس الأميركي في كلمته: "أجهزة استخباراتنا توقعت حدوث هجمات في كابل"، مضيفا أن "الاستخبارات الأميركية أكدت أن الهجوم من تنفيذ تنظيم داعش (ولاية خراسان)".
وأكد الرئيس الأميركي أن عمليات الإجلاء من أفغانستان "مهمة محفوفة بالمخاطر"، لكنه أوضح: "سنواصل المهمة ولن يردعنا الإرهابيون. سننقذ الأميركيين ونخرج حلفاءنا الأفغان".
واعتبر أن الوضع الميداني في أفغانستان متقلب، لذلك أمر القادة العسكريين بـ"اتخاذ أقصى الخطوات الضرورية لحماية القوات في كابل".
وتابع بايدن: "سأوافق على إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان إذا دعت الحاجة".
وأعلن المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع البريطانية أن الوزارة تعمل بشكل عاجل لمعرفة ما حدث في كابل ومدى تأثيره على جهود الإجلاء الجارية في المطار منذ أيام.
وأضاف المكتب أن الأولوية القصوى الآن هي تأمين سلامة الجنود والمواطنين البريطانيين في كابل.
ونقلت قناة "فوكس نيوز" (FOX NEWS) عن مصادر أن الهجمات قد تكون منسقة وما تزال مستمرة مع وجود مئات من عناصر تنظيم الدولة في مناطق قرب المطار.
وقال رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي إن على واشنطن بذل جهد لتحقيق الاستقرار خارج المطار لاستئناف الإجلاء.
وتسابق الولايات المتحدة وحلفاؤها الزمن لإتمام عمليات الإجلاء الجوية للأميركيين والرعايا الغربيين وبعض الأفغان المتعاونين معهم من كابل قبل موعد نهائي لانسحابها العسكري الكامل بحلول 31 أغسطس الجاري.
في السياق ذاته، أكدت دول عربية ومؤسسات إسلامية إدانتها للهجومين اللذين شنهما تنظيم "داعش" قرب مطار كابل، وأديا إلى مقتل وإصابة العشرات بين عسكريين أميركيين ومواطنين أفغان.
ودانت الإمارات بشدة الهجوم الإرهابي، وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية أن الدولة "تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية".
وأعربت الوزارة، في بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات (وام)، عن "خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي ضحايا هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين".
كما أكدت الإمارات أنها "تتابع عن كثب واهتمام التطورات الأخيرة في أفغانستان"، مشددة على "ضرورة تحقيق الاستقرار والأمن فيها بشكل عاجل، ووقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني الشقيق".
وأعربت مصر عن بالغ إدانتها للتفجيرين، وتقدمت، حكومة وشعبا، بخالص التعازي إلى ذوي الضحايا الأفغان والأميركيين الذين سقطوا جراء هذا الإرهاب الغاشم، مع التمنيات بسرعة الشفاء للمصابين.
وأكدت القاهرة مجددا تضامنها من أجل مكافحة ظاهرة الإرهاب والعنف والتطرف، بكافة أشكالها وصورها.
كما دانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات التفجير الإرهابي البشع، الذي وقع في محيط مطار العاصمة الأفغانية.
وتقدم الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، بصادق التعازي والمواساة لأسر الضحايا، راجيا الشفاء العاجل للجرحى.
وأكدت الأمانة العامة الموقف المبدئي الثابت لمنظمة التعاون الإسلامي ضد الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره، مشددة على ضرورة مضاعفة الجهود والتعاون الدولي لمكافحته.
كما أصدر الأزهر بيانا يدين فيه بأشد العبارات الهجومين الإرهابيين.
وأكد الأزهر "دعمه الكامل للشعب الأفغاني الشقيق في مصابه الجلل، سائلا المولى عز وجل أن يرزق هذا الشعب المظلوم الأمن والأمان، وأن يمن عليه بالسكينة والاستقرار، وأن يجنب أفغانستان كل مكروه وسوء".
و"تقدم الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، بخالص العزاء وصادق المواساة إلى الشعب الأفغاني في ضحايا التفجيرين الإرهابيين، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ومغفرته، وأن يرزق أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل".

شارك