بعد تكثيف الغارات الاسرائيلية.. اعادة التموضع الايراني في سوريا
تشهد معظم المناطق السورية تحركات يومية للإيرانيين والميليشيات التابعة لها، في محاولة لإعادة تموضع داخل المناطق السورية، مع تكثيف الضربات الاسرائيلية للمواقع الايرانية، خلال شهر يوليو الماضي.
وأفادت مصادر المرصد السوري في السادس من تموز بأن ميليشيا الحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني، عمدت إلى إخراج عدد كبير من الصواريخ “إيرانية الصنع”، من داخل أقبية قلعة الرحبة الآثرية الواقعة في محيط الميادين بريف دير الزور الشرقي، وذلك بواسطة شاحنات وسط حماية مشددة وشوهدت الشاحنات متجهة نحو سلسلة تل البطين ومنطقة حاوي الميادين، وهي ذات المناطق التي كانت الميليشيات الإيرانية قد نصبت بها منصات لإطلاق صواريخ في مايو الفائت، وجميعها موجهة نحو منطقة شرق الفرات حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وأقرب منطقة لها هي حقل العمر النفطي.
تغييرات في حلب
وفي خضم استهداف اسرائيل مواقع الميليشيات الإيرانية في حلب، علم المرصد السوري بأن تلك الميليشيات قامت نهاية ماضي، عمدت إلى تحصين مواقعها شرقي حلب وتحديداً تلك الواقعة في السفرة ودير حافر ومسكنة، عبر وصول تعزيزات عسكرية ولوجستية ونقل أسلحة وذخائر إلى مواقع أخرى تخوفاً من أي ضربة جديدة تتعرض لها سواء من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي، يأتي ذلك بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية متمثلة بصواريخ إيرانية الصنع إلى القاعدة التي جرى إنشاءها مؤخراً على تل في قرية حبوبة بين مسكنة والخفسة، مقابل مناطق نفوذ التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية على الضفة الأخرى لنهر الفرات.
نقل أسلحة
كذلك قامت الميليشيات الايرانية بنقل كمية من الأسلحة والذخائر من أماكن تخزينها في منطقة المزارع بأطراف الميادين، إلى منازل ضمن أحياء مأهولة بالسكان، وهي ذاتها التي جرى الاستيلاء عليها وتركزت عملية النقل إلى المنازل المستولى عليها في منطقة “شارع 16” بالمدينة، وهو ما حذر منه المرصد السوري حينها.
اعادة تموضع
كذلك عمدت ميليشيا أبو الفضل العباس” التابعة للحرس الثوري الإيراني في 17 تموز، إلى الانسحاب من نقطة عسكرية تابعة لها تقع بالقرب من منطقة آثار الشبلي بأطراف مدينة الميادين ضمن ريف دير الزور الشرقي، وقامت الميليشيا بتسليم النقطة لحزب الله اللبناني الذي تمركز عناصره فيها بدورهم، وقاموا بنصب راجمة صواريخ ومضادات أرضية “عيار 23″، ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن أسباب الانسحاب هذا وتسلم حزب الله للنقطة.
أيضا عمدت ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” مطلع شهر تموز إلى ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، إلى تخريج دفعة جديدة من المنتسبين الجدد إليها في المدينة، وضمت الدفعة الجديدة نحو 85 شخص خضعوا لدورة عسكرية لمدة شهر تقريباً في منطقة “المزارع” أكبر تجمع للميليشيات الإيرانية والواقعة في أطراف مدينة الميادين، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن 40 من المنتسبين جرى تدريبهم على استخدام الرشاشات الثقيلة باختلاف أنواعها، والبقية -أي 45 عنصراً- جرى تدريبهم على استخدامات الرشاشات المتوسطة والخفيفة، وأضافت المصادر بأن المنتسبين سيتقاضون راتب شهري قدره 120 ألف ليرة سورية بالإضافة لامتيازات أخرى كمساعدات غذائية شهرية وطبابة مجانية في النقاط الطبية التابعة للحرس الثوري.
دفعات جديدة
وفي نهاية يوليو الماضي عمدت ميليشيا “لواء فاطميون” الأفغانية، إلى تخريج دفعة جديدة من المنتسبين الجدد إلى صفوفها في مدينة الميادين ويبلغ عددهم نحو 64 شخص، وقامت الميليشيا بممارسة طقوسها على الدفعة كما جرت العادة، حيث تم اصطحابهم إلى مزار نبع عين علي الواقع بأطراف الميادين في ريف دير الزور الشرقي، وتطبيق طقوس الميليشيا وهي “دهن وجوه العناصر بالطين المتواجد عند المزار” و”التبرك بماء العين” أي أخذ المباركة من الماء هناك، وسط قيامهم بترديد شعارات للطائفة الشيعية.
استهداف قسد
وفي الحادي عشر من يوليو الماضي عمدت الميليشيات إجراء عمليات تمويه لأماكن تموضع منصات الصواريخ بأطراف الميادين شرقي دير الزور، والموجهة نحو مناطق نفوذ “قسد والتحالف الدولي” شرقي الفرات، حيث قامت ميلشيا أبو الفضل العباس بنصب منصات إطلاق صواريخ وهمية بالقرب من قلعة الرحبة الآثرية بأطراف الميادين، وكذلك فعلت ميليشيا فاطميون الأفغانية بنصبها لمنصات وهمية بالقرب من مستودعات الحبوب في المنطقة، للتمويه على طيران الاستطلاع والطائرات الحربية التابعة للتحالف الدولي.
اسرائيل استهدفا متكرر
حيث قامت إسرائيل باستهداف إيران وميليشياتها على الأراضي السورية مرتين اثنتين خلال شهر تموز 2021، الأولى كانت حين شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية في منطقة الواحة التابعة للسفيرة بريف حلب الجنوبي الشرقي، في مساء الاثنين 19 تموز، تمكنت خلالها من تدمير موقع وقاعدة عسكرية إيرانية، بالإضافة لمقتل 5 من تلك الميليشيات، اثنان منهم من الجنسية السورية من بلدتي نبل والزهراء، والبقية -أي 3- من جنسية غير سورية من الميليشيات الموالية لإيران.
وأعقبته باستهداف جوي آخر في 22 يوليو، طال مواقع عسكرية تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني، في مطار الضبعة العسكري بريف حمص الغربي ومواقع أخرى في ريف حمص الشرقي، الأمر الذي أدى إلى تدمير مستودعاً للذخيرة والسلاح في الضبعة، وسط معلومات مؤكدة عن سقوط قتلى وجرحى.
فيما شهد يوم 14 يوليو، استهداف جوي من قبل طيران مسير للبوابة العسكرية التابعة للمليشيات الإيرانية في قرية الهري قرب مدينة البوكمال على الحدود السورية-العراقية، دون ورود تفاصيل عن خسائر بشرية حتى الآن.